كتف بكتف فى مواجهة العالم.. جبهة موحدة بين أمريكا وإسرائيل فى ظل الغضب الدولى المتصاعد بعد ضربة الدوحة.. أسوشيتدبرس: لا مؤشر على إحباط واشنطن من أفعال حليفتها فى المنطقة.. أكسيوس: عدوان تل أبيب على قطر فشل مكلف

انتهاكات مستمرة فى غزة، عدوان على دول المنطقة وآخرها قطر، تحدى صارخ للإرادة الدولية وضرب بعرض الحائط لكل من يعارضها. ورغم كل ما تفعله إسرائيل، لا تزال حليفتها وربيبتها الولايات المتحدة تدعمها بشتى السبل، دون اعتبار لأى خطوط حمراء أو حتى مصالح حلفائها.
"جبهة موحدة"، هذا ما وصفت به وكالة أسوشيتدبرس الموقف بين الولايات المتحدة وإسرائيل فى مواجهة الغضب الدولى المتزايد إزاء الهجوم الإسرائيلي على قطر الأسبوع الماضى والذى استهدف قادة حماس، إلى جانب الحرب القصف المتزايد لمدينة غزة.
وفى الوقت الذى اجتماع فيه قادة الدول العربية والإسلامية فى القمة الطارئة بالدوحة ، الاثنين، لإدانة الهجوم الإسرائيلي فى قطر، وتوجيه انتقادات جديدة للخطط الإسرائيلية لاحتلال غزة، فإن رئيس الورزاء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو وقف كتف بكتف فى القدس، وقلل من حالة الغضب، التي فاجأت إدارة ترامب، على الأقل لفترة قصيرة.
ويزور روبيو قطر ، الثلاثاء، فى ظل سعى الإدارة الأمريكية لتخفيف حدة التوترات بين الحليفتين المقربتين، قبل أن يتوجه إلى لندن للانضمام إلى الرئيس ترامب فى زيارته الرسمية للمملكة المتحدة.
وقال روبيو فى تصريحات لفوكس نيوز: "نتفهم أنهم ليسوا سعداء بما حدث. لا يزال لدينا حماس، ولا يزال لدينا رهائن، ولا يزال لدينا حرب. كل هذه الأمور لا يزال علينا أن نتعامل معها، ونأمل أن تواصل قطر وكل شركائنا فى الخليج إضافة شيئا بناءً.
وذكرت أسوشيتدبرس أنه لم يكن هناك أي مؤشرات على إحباط أمريكى من أفعال إسرائيل الأخيرة، على الرغم من أن ترامب أوضح عدم رضاه عن الضربة أحادية الجانب التي قامت بها إسرائيل على حماس فى الدوحة.
وقال نتنياهو وروبيو إن الطريق الوحيد لإنهاء الصراع فى غزة هو من خلال القضاء على حماس وإطلاق سراح الأسرى المتبقين،. ونحا روبيو ونتنياهو جانباً دعوات قف إطلاق النار لصالح إنهاء الصراع فوراً. وتقول حماس، من جانبها، إنها لن تطلق سراح الأسرى إلا مقابل أسرى فلسطينيين، ووقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلى من غزة.
وتابعت أسوشيتدبرس قائلا إن أحد أسباب زيارة روبيو لإسرائيل هو إبداء الدعم للدولة العبرية حيث تتوقع مواجهة إدانة دولية متزايدة للحرب خلال الاجتماع القادم للجمعية العامة للأمم المتحدة. حيث قالت العديد من الدول الأوروبية وكندا أنها تنوى الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى ظل اعتراضات أمريكية وإسرائيلية.
وألمح بعض المسئولين الإسرائيليين إلى أن إسرائيل ربما ترد بضم أجزاء من الضفة الغربية. بينما قال روبيو أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، يتعارض مع إقامة دولة عبر المفاوضات، واعتبر أن مثل هذه التصريحات تخدم مصالح ذاتية.
فشل "مكلف" لضربة الدوحة
رغم هذه الوحدة بين واشنطن وتل أبيب، إلا أن هذا لم يمنع الاعتراف بأن ضربة الدوحة كانت فاشلة بامتياز. ففي تقرير لموقع أكسيوس، كتبه الصحفى باراك ديفيد، المقرب من دوائر صنع القرار فى كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، فإن الضربة الإسرائيلية فى قطر كانت إخفاقاً مكلفاً، مشيراً إلى أنه لم يتضح فقط أن محاولة اغتيال قادة حماس قد فشلت، لكنها جاءت أيضا بنتائج عكسية.
وأشار التقرير إلى أن الضربة زادت الشعور داخل إدارة ترامب وحول العالم بأن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متهورة وأصبحت قوة مقوضة للاستقرار فى المنطقة.
وذكر أكسيوس أن الهجوم الفاشل أدى إلى تعليق للمفاوضات على أجل غير مسمى، واختفى مفاوضى حماس، وقام المفاوضون القطريون بتعليق مساعيهم. وأشار التقرير إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وجه في خطابه أمام القمة العربية الإسلامية الطارئة فى الدوحة رسالة مباشرة للشعب الإسرائيلي، حذر فيها من أن حكومة نتنياهو تعرض اتفاق السلام بين البلدين للخطر.
وقال مسئول إسرائيلى رفيع المستوى لأكسيوس إن حماس كانت تتحرك فى اتجاه التوصل إلى اتفاق، وكان يمكن التوصل إلى إنجاز خلال أيام، لكن بدلا من ذلك، خربت الضربة الإسرائيلية فى قطر المحادثات.
وكان نتنياهو يريد فرض مزيد من الضغوط على قطر للضغط بدورها على حماس، إلا أن الهجوم أدى إلى تضامن دولى مع الدوحة.
واستضاف الرئيس ترامب رئيس الورزاء القطرى فى برج ترامب بنيويورك، واستضافه أيضا نائب الرئيس جيه دى فانس، فى حين قام ماركو روبيو بزيارة الدوحة لمناقشة اتفاق دفاعى مع قطر.
وذهب التقرير إلى القول بأن الضربة الإسرائيلية للدوحة جاءت قبل أيام قليلة من الذكرى الخامسة لتوقيع اتفاقات أبرام بين إسرائيل، والإمارات والبحرين والمغرب. وقد أجبر الغضب الذى سببته الضربة فى قطر والمنطقة البيت الأبيض على تبنى موقف دفاعى، وكان العديد من فريق ترامب غاضب بشأن القرار وغياب التشاور المناسب. ونصح البعض فى الإدارة الإسرائيليين باتخاذ خطوات لتصحيح الوضع، بحسب ما قال مسئول أمريكى.

Trending Plus