ثورة فى الاتصالات.. الجيل السادس "6G" يغير مستقبل الإنترنت والتكنولوجيا

يشهد العالم ثورة تكنولوجية كبرى مع تطوير الجيل السادس للاتصالات اللاسلكية "6G"، الذي يعد امتدادًا للجيلين الرابع والخامس، ويهدف إلى توفير سرعات إنترنت فائقة وزمن استجابة منخفض جدًا، بما يمكن التطبيقات الحديثة من العمل بكفاءة غير مسبوقة.

وأكدت الدكتورة مها الصبروتي، أستاذ الاتصالات اللاسلكية ورئيس قسم الإلكترونيات والاتصالات بالجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا، فى تصريحات لـ"التليفزيون المصري"، أن أبحاث "6G" بدأت منذ عام 2018، وتهدف إلى زيادة سرعة الإنترنت لتصل إلى واحد تيرابت في الثانية أو أكثر، مع تقليل زمن الاستجابة إلى مستوى "Ultra Low Latency"، ما يتيح تطبيقات كانت مستحيلة سابقًا في "4G" و"5G".

وأوضحت الصبروتي، أن الشريحة المطورة للجيل السادس تعتمد على دمج الاتصالات الراديوية مع الألياف الضوئية (Photonics) وتقنية TFLN، ما يسمح بمعالجة أسرع للبيانات واستهلاك أقل للطاقة، مع القدرة على التعامل مع نطاق واسع من الترددات، الأمر الذي يتيح دمج أجهزة متعددة في جهاز واحد لتغطية احتياجات المستخدمين المختلفة.

وقالت الصبروتي، إن التطبيقات المستقبلية لتقنية "6G" واسعة وتشمل التعليم عبر الواقع الافتراضي والميتافيرس، والطب عن بعد وإجراء العمليات الجراحية عبر الإنترنت، والسيارات الذاتية القيادة، والذكاء الاصطناعي في الشبكات، وكذلك البث المباشر والتطبيقات الصناعية.

وحول مخاوف الإشعاعات المرتبطة بالترددات العالية، أكدت أن نطاقات التردد العالية آمنة نسبيًا، وستخضع لمختبرات دقيقة لضمان سلامة الإنسان، حيث يتم استخدامها بشكل أساسي لتوفير سرعة الإنترنت العالية وتوزيع الموارد بكفاءة عبر الشبكة.

كما أشارت إلى أن أحد أكبر التحديات يتمثل في تحقيق توازن بين تغطية واسعة للمناطق النائية والساحلية، وسرعات فائقة لمناطق كثيفة الاستخدام، مع الاستعانة بالأقمار الصناعية والطائرات بدون طيار لضمان تقديم خدمة مستقرة وفعالة لجميع المستخدمين.

وتعد "6G" خطوة كبيرة نحو تطوير الاتصالات اللاسلكية عالميًا، متجاوزة الجيل الخامس، ما سيسهم في إحداث تغييرات جوهرية في مجالات التعليم والطب والصناعة والذكاء الاصطناعي، ويدخل العالم مرحلة جديدة من الاتصال الفائق السرعة والمرونة في الاستخدام.