خالد دومة يكتب: سلطان الجهل

خالد دومة
خالد دومة

كثير ما يستبد بالناس عادات وتقاليد خاطئة، فهم يفعلوها بحكم العادة، التي ألفوها عن السابقين، ولو وقفوا عندها وقفة المتأمل العاقل، لوجدوا أنها تنافي العقل والمنطق، وتنافي الدين، وتنافض الشريعة، والكثير من الناس، لا يريد أن يقف في مواجهتها، لأنه لا يريد أن يكف عن إتيانها وفعلها، فالعادة أحيانا كثيرة تكون قوية، تستبد بالنفس، عندما يعتادها الإنسان، والقليل من يجرؤ على مخالفتها أو الإقتلاع عنها وتركها، فللعادة سلطان يتحكم، فهو يأمر وينهي، ولا قدرة على عصيانها، وفي حياتنا الكثير من العادات الخاطئة، التي يجب أن نجتثها من حياتنا، ونفك هذا القيد، الذي يحجب عقولنا، ويكبل مشاعرنا، ونطأطأ الرأس أمامه، معلنين عن ضعف وقلة حيلة.

فصعوبة الأمر تكمن في جرأة الجهل، وغفلته ووثوقه بنفسه على غير علم منه بجهله، ولا دراية، فهذا هو المعجز في الأمر، الذي يجعلنا نقف أمامه أيضا في حيرة، فليس له مدخل ننفذ إليه، ولا قناعة تستطيع بها أن تناقش وتقنع وتصحح، إنه يتشبث بما يرى، ولا يزحزحه عقل ولا منطق عن اعتقاده، وفي الحقيقة إنه ليس اعتقاد بقدر ما هو عبودية مقنعة في ثياب وقار زائف، ينخدع به من لا يبصر بعقله، وما الحل إذن؟

الحل أن زوال هذا السلطان والهيمنة عليه، لن يكون إلا بالعلم، وليس في جيل هؤلاء الذين يتشبثون به، ويطوفون حوله مهللين مكبرين، لأن عقولهم أصبحت صلدة، ولا قدرة لديها على التغيير أو التفكير، ثم إنها شاخت على وضع، من الصعب أن تتنازل عنه أو تتركه، فهو ملتصق بها يعيش فيها، تشترك في تكوينه، فالجيل اللاحق هو من نعقد عليه الأمل في التغيير ونعول عليه في هذا الأمر، والتخلي عن العادات السيئة، التي عاشت طويلا تحكم وتقضي بين الناس بغير منطق، جيل يعاني من أجل هدف أسمى، هدف يغير مجرى تاريخ لم يتحرك منذ عقود مضت، لأن الخوف كان يتملكهم ويمنعهم من أن يمضوا، ظنا منهم أن الموت قادم إثر ذلك التغيير، فهو الجسر إلى الخلاص من ربقة عبودية، ظلت طويلا تقيد بسلاسلها أعناقهم وأقدامهم، فقد كانت تبطش بكل نور يسلط عليها، لئلا ترى قبحها، فيُصدموا بها، وتنكشف عورات عقولهم، فيعلموا أن حياة كاملة، صارت في الإتجاه المعاكس، وأن السراب خدعهم وهيأ لهم أعمالا باطلة، لتبدو على حق، يتبعوها ويقتدوا بها، ويسلكوا طريقها كما سلك آخرون.

فالجيل الجسر هو من يحمل على عاتقه ذلك الدور الخطير، غير مأمون العواقب بين كثرة غالبه، وقلة تملك سلاح لا يؤمن به الفريق الأخر من طرفي المعركة، وبدلا من أن يشعر بالعجز أمامه، ويقف لغير جدوى، ولا قناعة، فله أن يلتفت إلى الغد، وأن يترك الأمس على ما هو عليه، حتى ينتهي بنفسه وينضب، وينتهي بالتدريج حتى يفنى غير مأسوف عليه.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

خالد دومة يكتب: الأرض المُنكّسة

خالد دومة يكتب: الأرض المُنكّسة الإثنين، 15 سبتمبر 2025 02:54 ص

خالد دومة يكتب: أغلال وسعير (2)

خالد دومة يكتب: أغلال وسعير (2) الخميس، 11 سبتمبر 2025 12:02 م

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وفاة شقيقة الزعيم عادل إمام أرملة الراحل مصطفى متولى

حسن شحاتة يقضى فترة النقاهة داخل المستشفى

تحذير عاجل.. نوة الفيضة الصغرى تضرب الإسكندرية غدا والأمواج ترتفع 3 أمتار

أحمد الأحمد المسلم بطل اليوم في أستراليا بعد تصديه للهجوم الإرهابى.. فيديو

نتيجة كلية الشرطة كاملة لعام 2025/ 2026 ثانوية عامة ومتخصصين.. فيديو


بيراميدز يتقدم بعرض لبتروجت لشراء حامد حمدان فى انتقالات يناير

كل ما تريد معرفته عن قتل وإصابة 42 شخصا بهجوم استهدف عيد حانوكا بأستراليا

رئيس الوزراء يشهد توقيع عقد مشروع شركة المانع القابضة القطرية بالسخنة

ضبط شاب عشرينى استدرج «طفلة 14 عاما» واعتدى عليها 3 أيام في منزله بالشرقية

جنايات المنصورة تحيل أوراق عربي الجنسية للمفتي لقتله صديقه وقطع جزء من جسده


الطقس غدا.. انخفاض بالحرارة وأمطار وشبورة والصغري بالقاهرة 13 درجة

مواعيد مباريات منتخب مصر فى أمم أفريقيا.. البداية مع زيمبابوى 22 ديسمبر

نتيجة كلية الشرطة 2026 كاملة لجميع التخصصات.. بالأرقام

سعد الصغير ينتقد غياب المطربين عن عزاء أحمد صلاح: مهنتنا مناظر أمام الكاميرات

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى