بلد المليون نخلة.. قصة أشهر طالع نخل فى مدينة القرين بالشرقية.. "سعيد أبو حسن" ورث المهنة المحفوفة بالمخاطر عن والده وأجداده.. يتسلق 30 مترا خلال دقائق معدودة.. ومهارته يشهد لها الجميع.. فيديو وصور

وسط حقول عمرها من عمر المدينة، وبين أشجار النخيل التي يتخطى عددها قدرة الناس على حصر تعداده، تزخر مدينة القرين وسط محافظة الشرقية بمكانة كبيرة جعلتها تتربع في قلوب محبيها ويسبق لقبها سيرتها الطيبة "بلد المليون نخلة"، لكن بين أهل المدينة برز اسم شاب بالكاد وصل عامه السادس بعد الثلاثين، إلا أن تفرده وإتقانه لمهنته جعلت منه أشهر "طالع نخل" بين جموع أفراد المدينة وشبابه؛ كونه يتميز عن غيره بقدرته على طلوع النخل في وإنزال ثمارها الناضجة في دقائق معدودات.

فور تأديته صلاة الفجر، يبدأ سعيد أبو حسن، صاحب الستة وثلاثين عاما، يومه حيث تتعانق أشجار النخيل بثمارها الحمراء والصفراء مع السماء، فى مشهد بديع، فهو ابن المدينة الذي ولد وترعرع بين حقولها الخضراء الواسعة ليصبح أشهر طالع نخل في القرين، إذ ورث المهنة عن والده وجدوده، وأتقنها حتى صار من أمهر أبناء المنطقة في تسلق النخل وجمع ثماره.

أنا مولود على النخل.. دى مهنتنا 

يقول سعيد، خلال حديثه لـ "اليوم السابع": "أنا مولود على النخل.. دي مهنتنا وشرفنا"، قبل أن يحكي كيف كان الدور الأكبر لوالده في تشجيعه على احتراف المهنة منذ كان عمره 6 سنوات، مضيفا: "أبويا كان بيقول لي جمد قلبك واطلع وقول توكلي واعتمادي عليك يارب، ومن وقتها والمهنة ورث عائلي".

يبدأ "سعيد" يومه بعد صلاة الفجر، حيث يتناول إفطاره ثم يتوجه إلى الحقول، ويتسلق النخيل الذي قد يصل طوله إلى 30 مترا في دقائق معدودة، ليجمع البلح ويسلمه للتاجر "المعلم يوسف أبو سطوحي" الذي يعد من أبرز تجار البلح في القرين.

الصعود للنخل يحتاج تدريب منذ الصغر

وحرص "سعيد" على تعليم أبنائه "السيد" و"جنى" و"محمد"، علمهم أصول مهنته منذ صغرهم ليحافظوا على هذا الإرث، مؤكد أن الصعود للنخل يحتاج تدريب منذ الصغر.

يشير "سعيد" إلى أن البلح في مدينة القرين يشتهر بأنواعه المتعددة، مثل الحياني، العمري، وبنت عيشة، إلا أن النوع السائد والأكثر انتشارا هو البلح الحياني، والذي يعد علامة مميزة للمنطقة، لافتا إلى أن النخلة كلها فوائد: "تعطينا البلح غذاء أساسي، والجريد الذى يستخدم في صناعة الأقفاص، والخوص يدخل في صناعات يدوية، وحتى النواة لها استخدامات، أما الكفوف تستخدمه النساء في خبيز العيش الفلاحي".

يصف "سعيد" مهنته بعفويته قائلا: "دي مهنة الهِبل مش العاقلين لأن لا يوجد شخص عاقل يشتغل المهنة دي"، فهي تتطلب قوة أعصاب ولياقة عالية، ويضيف: "الواقفة على النخلة بتعجز أي راجل"، قبل أن يشير إلى أنه رغم المخاطر إلا أنه يفخر بمهنته التي يرى فيها شرف وحياة.

مهنة طالع النخل مهنتي ومهنة عيلتى كلها 

وعن تعليم أبنائه، يختتم "سعيد" حديثه بالتأكيد على أنه لا يبخل عليهم بالعلم، إلا أن إصراره على تعليمهم أصول مهنته يرجع إلى كون المهنة عبارة عن إرث توارثه من جد جده: "مهنة طالع النخل مهنتي ومهنة عيلتي كلها وورثتها عن أبويا وجدودي، وكان لازم ولادي يعرفوها ويتعلموها علشان تستمر معاهم ومع عيالهم".

وتشتهر مدينة القرين بحقولها الواسعة ومساحات شاسعة مزروعة بالنخيل، حيث تكاد لا تخلو طرقات المدينة في أي مكان منها من النخيل، حتى أن بعض أصحاب المنازل يزرعون بعض النخيل بالقرب من مداخل بيوتهم.

يذكر أن مدينة القرين من المدن التي تحظى بقيمة تاريخية بمحافظة الشرقية، لموقعها المتميز، وهي تبعد عن مدينة القاهرة نحو 70 كيلو مترا، ومساحتها تصل إلى قرابة 50 كيلو متر وعدد سكانها نحو 400 ألف نسمة، حيث تقع بين منتهى مراكز فاقوس والتل الكبير وأبو حماد، ولها تاريخ ونضال كبير في مقاومة الاحتلال الإنجليزي لمصر لقربها من التل الكبير، فيما تعتمد على الزراعة بالدرجة الأولى، وتشتهر بإنتاج البلح والتمر والعجوة والمانجو والموالح، ويطلق عليها لقب "بلد المليون نخلة".

ابتسامة رضا

اسرة من القرين

البلح الحيانى

السيدات تساعد أزواجهن فى حصاد البلح

القرين بلد المليون نخلة

النخيل يعانق السماء

أم السيد تساعد زوجها

بلح القرين

بلح القرين

سعيد طالع النخل

فرحة الأطفال بانطلاق موسم الحصاد

نجل عم سعيد يساعده فى حصاد البلح