تريند «الفلوجرز» والتشهير.. نموذج القرداتى والكاراكتر لصناعة الفرجة!
هناك محاولات مستمرة لفهم كيفية انطلاق التريند والضجة، وفى الوقت الذى تجرى فيه التحقيقات مع عدد من «الفلوجرز» وصناع المحتوى، بتهم خدش الحياء وانتهاك الخصوصية وغسيل الأموال، يظهر كل فترة نوع من التريندات تقوم على السب والشتم وابتكار معاكس وضجة تنتهى غالبا بلا نتائج، فالكاراكتر جاهز لإطلاق حمم وأكوام من الشتم والزعيق والتهجم، والمذيع يريد تسخين الأجواء فيحك أنف الكاركتر ويبدأ سباق لا أحد يعرف بدايته من نهايته، لكنه يصنع حالة من التسلية والفرجة تكفى لوضع الاثنين على قوائم المشاهدة، وينتهى الأمر بلا مكاسب ولا أرباح غير «اللى ما يشترى يتفرج»، ولا فرق كبير بين تريند «القرداتى والكاركتر»، من جهة وتريندات صناع المحتوى المغسول ذى الرائحة والصوت.
من نماذج صانعات المحتوى، سيدة تمثل كتلة من الشائعات، ظهرت فى فيديو تتهم فنانة بالإتجار فى الأعضاء البشرية، وادعت أن لاعبا باع أعضاءه، والمعروف بأنه مات بالسرطان، والمدهش أن تكرار الفيديو منح مرضى التواصل الاجتماعى فرصة لإعادة ترديد الافتراءات، التى تبدو من الوهلة الأولى مختلقة، نفس السيدة زعمت أنها ابنة فنانة معتزلة، وتنتسب إلى إحدى العائلات المعروفة، تستعمل شائعات سخيفة راجت فى أوقات مختلفة وانتهت مثل غيرها، ويبدو أن محامى المدعية وجهها لأن تسوق الهبل على الشيطنة وتطلب فحص دى أن إيه، وهو أمر سوف يثبت ادعاءاتها وأنها تشهر بالأبرياء، فتقذف وتسب، لظنها أنها تحصل على أموال وتمر بلا عقاب، والحل فى هذا هو أن تعاقب على ادعاءاتها وما تسببت فيه من قذف لأسرة سابقة وسياسى سابق كان يحتل مكانة مهمة، فمن المفترض ألا يتم التساهل مع القئم على هذه الاتهامات، والأقاويل، وبجانب التحقيق يفترض صدور بيانات واضحة حول الوقائع والأقوال والشائعات حتى يمكن حسم هذه الملفات، التى تظل مفتوحة وتسبب أذى وبلبلة.
والواقع أن هناك بعض من يدافعون عن هذا الهراء، باعتباره حرية رأى، بينما الأمر يتعلق بقذف وسب واتهامات وتشهير فى حق أسر وأبرياء، ولا يمكن اعتباره ضمن حرية الرأى والتعبير، خاصة أن هناك أطرافا أو أشخاصا يعيدون نشر الادعاءات لتحقيق مكاسب أو مشاهدات، ويظنون أن المقذوف فى حقهم لن يردوا، ولو ردوا فإن التريند يرتفع ويأتى بمشاهدات، من هنا يمكن النظر إلى هذا العالم الذى لا يختلف عن «الدارك ويب» أو الشبكة العميقة السرية التى تشهد جرائم وتجارة غير مشروعة، وكانت وراء فيديوهات القتل فى شبرا أو سفاح التجمع، وهى شبكات تناسب المرضى والمجرمين المتعلمين.
لا يختلف إنتاج وبث الشائعات عن محتوى يضم أقوالا ومعلومات خاطئة، أو محتوى مثل الذى تنتجه إحدى المتهمات، فكان رد بيان الداخلية إنه تم ضبطها فى محافظة الإسكندرية، وبحوزتها هاتفان محمولان، أحدهما يحتوى على محفظة مالية بها مبالغ محولة من الخارج، مما يؤكد البعد المالى فى الدوافع، واعترفت بأنها اختلقت تلك الأكاذيب بهدف رفع نسب المشاهدة على حسابها، واستغلال التفاعل لجنى أرباح من الإعلانات، هذا إذا كانت الأمور عند هذا الحد وليست شبكات لإثارة الرعب والتشهير، وتصوير المجتمع على أنه منفلت وبلا ضوابط، وهو أمر خطير، وكما سبق وطالبنا نحن لا نطالب بقوانين جديدة، ولكن بتطبيق القوانين بحسم وسرعة حتى يتحقق الردع.
هذا المحتوى يعتمد على سهولة النشر والتفاعل، وما تتيحه مواقع التواصل من مساحات لهذا الهراء والتشهير وقلة الأدب، بينما تمنع النشر حول جرائم الاحتلال ضد أطفال ونساء غزة، وهنا يفترض البحث عن أسباب رواج هذا المحتوى الذى يتضمن قذفا وسبا وتشهيرا، يغطى غالبا على أى نقاش أو قضايا جادة، وهم يعيشون فى الظلام، ولا اختلاف بين فلوجرز الخدش، والقرداتى والكاراكتر لصناعة الفرجة والتريند.

Trending Plus