سبتمبر صعب على الجمهوريين فى الكونجرس الأمريكي.. انتخابات خاصة فى ولايتى فرجينيا وأريزونا تهدد أغلبيتهم البسيطة فى مجلس النواب.. شبح الإغلاق الحكومى يلوح حال عدم الاتفاق مع الديمقراطيين.. وأبستين يعود للواجهة

مع عودة الكونجرس الأمريكى للانعقاد هذا الأسبوع، بعد عطلة سنوية استمرت طول شهر أغسطس، فإن قادة الجمهوريين يواجهون تحديات صعبة، لاسيما مع تراجع أغلبيتهم البسيطة فى مجلس النواب.
وقالت صحيفة ذا هيل إن قادة الجمهوريين يستعدون خلال سبتمبر لشهر ملىء بالتحديات السياسية والتشريعية، مع عودة المشرعين إلى واشنطن، كل هذا فى ظل احتمال أن تتراجع أغلبيتهم البسيطة فى مجلس النواب.
وسيتعين على رئيس مجلس النواب مايك جونسون أن يواجه موعداً نهائياً لتمويل الحكومة فى 30 سبتمبر فى ظل خلافات بين الجمهوريين حول هيكل ومدة الحل المؤقت، بينما يملك الديمقراطيون سلطة فرض الإغلاق الحكومي.
ومن المرجح أن تعود إلى الواجهة أيضا دعوات للكشف عن مزيد من المعلومات عن جيفرى أبستين، المدان باعتداءات جنسية والذى انتحر فى زنزانته عام 2019، وهو الأمر الذى أحبط خطط القيادة قبل عطلة أغسطس. ويخطط المشرعون الجمهوريون للضغط على قادتهم فى قضايا أخرى مهمة مثل تداول الأسهم، بينما سيتعاملون مع مطالب من ترامب بشأن الجريمة وغيرها.
ويزيد من كل هذه الضغوط إجراء اثنتين من الانتخابات الخاصة فى شهر سبتمبر، والتى من شبه المؤكد أن تضيف اثنين من الديمقراطيين إلى مجلس النواب فى مقاعد كانت شاغرة بسبب وفاة النائبين جيرى كونولى (فرجينيا)، وراؤل جريجالفا (أريزونا). وستعقد الانتخابات الخاصة فى فرجينيا فى التاسع من سبتمبر، بينما تجرى انتخابات أريزونا فى 23 سبتمبر.
وتقول ذا هيل إن هذا الأمر سيقلل هذا من هامش تصويت الجمهوريين على أساس حزبي، إذ لن يتمكنوا من تحمل انشقاق اثنين فقط من الحزب الجمهورى بدلاً من ثلاثة، بافتراض حضور جميع الأعضاء وتصويتهم.
فى أغلبية تضم مشرعين يعارضون عادةً القرارات المستمرة لتمديد التمويل الحكومى عندما لا يتبقى وقت كافٍ لعملية التخصيصات الاعتيادية - مثل النائب توماس ماسى (جمهورى من كنتاكي) - فإن تقليص عدد الأصوات ولو بصوت واحد قد يُعقّد استراتيجية الحزب الجمهورى بشأن إيجاد حل مؤقت للتمويل.
الإغلاق الحكومى
يجب أن يتحرك الكونجرس لتمويل الحكومة قبل نهاية الشهر، وإلا سيحدث إغلاقاً حكومياً.
ونظراً للواقع السياسى المتعلق بأن تمويل الحكومة يتطلب تعاوناً كبيراً بين الحزبين، فإن كبار قادة الديمقراطيين، ومنهم السيناتوران تشاك شومر والنائب هاكيم جيفرس، قد طالبوا بمحادثات من الحزبين مع الرئيس ترامب وقيادة الجمهوريين للتخطيط للمضى قدماً.
وحتى الآن، لم يتم الموافقة على الطلب. وقال ترامب الشهر الماضى إنه سيلتقى على الأرجح بشومر وجيفرس قبل الموعد النهائى المحدد فى 30 سبتمبر.
ومن المتوقع أن يستعد الديمقراطيون لمعركة، وأوضحوا أنهم يريدون إعادة ما تم خفضه من تمويل الرعاية الطبية وتمويل المستشفيات فى المناطق الريفية مقابل أصواتهم لتمويل الحكومة. وعلى افتراض أن يصوت كافة الجمهوريين الـ 53 فى مجلس الشيوخ بالموافقة، سيظل هناك حاجة لسبعة ديمقراطيين على الأقل لتمرير التمويل. وهناك مأزق يحيط بالتعاون المطلوب، حيث طلب ترامب الأسبوع الماضى حزم تخفيض جديدة تهدف إلى تقليص 4.9 مليار دولار من تمويل المساعدات الأجنبية التى سبق الموافقة عليها.
ومن غير المرجح أن يقبل مجلس النواب بمطالب الديمقراطيين، غلا أن قادة الجمهوريين لم يكشفوا بعد عن خطته لتجنب الإغلاق.
ملفات إبستين
يعود الكونجرس للانعقاد اليوم، الثلاثاء، بنفس المشكلة التى واجهها عندما عاد المشرعون إلى منازلهم قبل يوم واحد لبدء عطلتهم. فمن المتوقع أن تُثير قضية إبستين جدلاً واسعاً فى الكونجرس على عدة أصعدة، ويبدأ ذلك الأربعاء 3 سبتمبر حيث يعتزم النائبان توماس ماسى ورو خانا عقد مؤتمر صحفى مع الناجين من الاعتداء الجنسى الذى مارسه إبستين.
ويأمل النائبان فى الحصول على التوقيعات اللازمة على عريضة لإجبار المجلس على التصويت على إجراء يُلزم بالإفصاح عن ملفات إبستين، وهو ما يتعارض مع رغبة رئيس مجلس النواب مايك جونسون فى أن تتولى وزارة العدل زمام المبادرة فى الشفافية بشأن قضية إبستين. كما يعتزم أعضاء لجنة الرقابة فى مجلس النواب مقابلة الضحايا يوم الثلاثاء، قبل يوم واحد من المؤتمر الصحفى الذى من المؤكد أنه سيحدث ضجة فى مبنى الكابيتول.
ولا يزال السؤال مطروحًا حول ما إذا كان مجلس النواب سيتمكن من المضى قدمًا فى أى تشريع أساسي. قبل العطلة، كان مجلس النواب مشلولًا بسبب خلاف بشأن ملفات إبستين، عندما فشلت لجنة قواعد مجلس النواب فى إعداد أى مشاريع قوانين للتصويت عليها فى المجلس بسبب اختلاف الأعضاء حول قضية ملفات إبستين. وفى ظل استمرار استياء الديمقراطيين من امتثال سجلات وزارة العدل لاستدعاء لجنة الرقابة فى مجلس النواب، من المرجح أن تستأنف لجنة القواعد حملة الضغط التى قد تجدد الجمود.
فى غضون ذلك، استدعت لجنة الرقابة التى يقودها الحزب الجمهورى ورثة إبستين، على أمل الحصول على وثائق بحلول 8 سبتمبر.

Trending Plus