نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم 2 سبتمبر 1955.. صلاح سالم يشرح الموقف السياسى ليوسف إدريس ورفاقه بعد إخراجهم من السجن للسفر إلى السودان لإقناع الحزب الشيوعى بالوحدة مع مصر

صلاح سالم
صلاح سالم

ظهر المعتقلون الأربعة، الدكتور يوسف إدريس، والفنان زهدى، والكاتبان إبراهيم عبدالحليم، وفتحى خليل، فى قصر عابدين بثياب شبه متسخة وممزقة، وتم الإفراج عنهم بقرار من صلاح سالم عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو 1952 ووزير الإرشاد القومى، والذى كان يقود المفاوضات مع القوى السياسية فى السودان لتقرير مصيره مع مصر، وكان الأربعة ضمن المعتقلين من الشيوعيين والذى تم القبض عليهم عام 1954، ورأى صلاح سالم الاستعانة بهم لمساعدته لدى الحزب الشيوعى السودانى من أجل الوحدة مع السودان.. «راجع، ذات يوم، 1 سبتمبر 1955».


كان الكاتب والناقد أحمد  عباس صالح شاهدا على الحدث وطرفا فيه، ويذكر فى مذكراته «عمر فى العاصفة» أنه كان فى قصر عابدين يوم الإفراج عنهم ورأى صديقه يوسف إدريس، ويتذكر مشهد استقباله: «عندما استقبلت يوسف إدريس بالأحضان، كان مذهولا ولم يكن يعرف كيف أفرج عنه ولماذا، والأعجب من كل ذلك، ما علاقتى أنا بالموضوع، وما الذى جاء بى إلى هذا المكان؟، وربما لم يكن يعرف علاقتى الشخصية بمحمد أبى نار «نائب صلاح سالم»، تلك العلاقة التى نشأت فى الغالب ويوسف فى المعتقل، كانت الأمور كلها مشتبها بها، فنحن نسمع بين وقت وآخر عن علاقة زميل أو آخر بالسلطة، وهى علاقة مشبوهة لصلتها بالأمن والتجسس، فهل أنا صديقه الموثوق من هذا النوع من الناس».


هكذا تصور «صالح» الصوت الداخلى لإدريس الذى حدث به نفسه وقت أن شاهده فى قصر عابدين، ويعلق: «كان فى حاجة إلى أن يخلع عنه وعثاء السجن ويستحم بدنا ونفسا قبل أن يعيد التفكير فى أى شىء»، ويتذكر: «ربما ذهبت إليه فى اليوم التالى 2 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1955، ورويت له تفاصيل القصة».


يذكر أحمد حمروش هذه القصة بتفاصيل أخرى فى كتابه «قصة ثورة 23 يوليو»، قائلا: « وصل الأربعة إلى قصر عابدين - حيث كانت مكاتب وزارة الإرشاد فى ذلك الوقت - بثياب ممزقة وأجسام هزيلة بعد معاملة بوليسية قاسية، أعقبت إضرابا عن الطعام استمر 18 يوميا من أجل مطالب إنسانية خالصة، ودخل الأربعة على صلاح سالم فى مكتبه، فاستقبلهم استقبالا حارا، وأبدى استنكاره لمظهرهم، واتصل تليفونيا - حسب رواية فتحى خليل - بزكريا محيى الدين وزير الداخلية طالبا منهم وقف المعاملة الشاذة للمعتقلين فى سجن أبو زعبل».


يؤكد «حمروش» أن صلاح سالم قدم للمعتقلين تحليلا سياسيا استمر ثلاث ساعات ركز فيه على: «المفهوم العام لقيادة الثورة وتصور خط سيرها مع تحفظ بعض العناصر على الاتحاد السوفيتى بتأثير دعاية الغرب، وأرجع غموض موقف الثورة من الشيوعيين إلى خشية البعض من اتهام الحركة بأنها شيوعية، وأبرز نقاط الخلاف مع الولايات المتحدة وخاصة رفضها إمداد مصر بالسلاح».


يضيف حمروش: «خلص صلاح سالم من ذلك إلى أن هناك تغييرا فى الخط السياسى للثورة يتلخص فى أولا: استقرار الثورة على توثيق العلاقة مع الاتحاد السوفيتى والصين والدول الاشتراكية.. ثانيا: وضع دستور جديد وإعداد انتخابات عامة وتشكيل برلمان، وأكد أن هذين الاتجاهين سوف ينطلقان بأقصى قوتهما فى منتصف عام 1956، ولعله كان يقصد بذلك تحديد موعد جلاء القوات البريطانية عن منطقة القنال، وفاجأهم صلاح سالم بخبر لم يكن أعلن بعد، وسرا لم يعرفه أحد وهو تعاقد مصر مع الاتحاد السوفيتى على توريد صفقة سلاح، كما وعدهم بالإفراج عن جميع الشيوعيين قبل 23 يوليو 1956».


وتحدث «سالم» عن الحزب الشيوعى السودانى، وقال، إننا تجنبناه لموقفنا من الشيوعية فى مصر، وأنه كان فى التأييد والمعارضة حزبا مبدئيا شريفا، وأنه حزب حقيقى وغير ملوث، وأنه عندما اتصل بعبدالخالق محجوب والشفيع أحمد وعرض عليهما مساعدات فى حدود العمل الوطنى مثل إقامة السرادقات أو الإمداد ببعض الأموال، رفضا بشدة، وأضاف سالم: «أنه تدور فى صفوف الحزب مناقشات حول الموقف من مصر ويتأرجح بين التأييد والمعارضة، وموقف الحكومة المصرية من الشيوعيين يلعب دورا كبيرا فى ترجيح جانب على آخر، وأنه لو تحول الموقف داخل قيادة الحزب إلى التأييد فإن هذا قد يخرج الموقف فى السودان من دائرة اليأس».
يؤكد حمروش، أن صلاح سالم طلب من الأربعة إذا اقتنعوا بصدق تحليله فإنهم عندئذ يصبحون مطالبين بالسفر لإقناع قيادة الحزب الشيوعى هناك بتأييد القاهرة وخط الاتحاد مع مصر»، ويؤكد حمروش: «تداول الأربعة على جانب ووجدوا أنه لا بد من شيئين، الاستيثاق من حديث صلاح سالم، والاتصال بزملائهم الهاربين خارج المعتقل، واتفق صلاح سالم معهم على الخروج لفترة محدودة مدتها أسبوع يعودون بعدها إلى مكتبه، ولكن الأربعة لم يعودوا إلى مكتب صلاح سالم، لأن الصحف نشرت فى اليوم الخاص للمقابلة خبر استقالته واعتكافه فى منزله».

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

انتحاري يفجر سيارة مفخخة أمام معسكر للواء 444 قتال في ليبيا

فيرمين لوبيز: برشلونة كان أولويتى دائما

فيديو صادم فى بنى سويف.. رجل يعتدى على سيدة مسنة بصندوق بلاستيك

إيفان يواس: روسيا غير مستعدة للسلام.. وزاخاروفا تهاجم المقترحات الغربية

وزير التموين يعلن عن إطلاق مبادرة لتخفيض أسعار زيوت الطعام.. التفاصيل


مصرع شخصين وإصابة 8 آخرين فى تصادم سيارة نقل و4 مركبات بالطريق الأوسطى.. صور

الونش يعود للزمالك في القمة أمام الأهلي بعد انتهاء الإيقاف

8 ملايين يورو تبعد أبيل فيريرا عن تدريب الأهلي

فالفيردي يغازل ألونسو: يمكنه اللعب معنا متى أراد

أليجري يقود ثورة التغيير داخل ميلان فى الموسم الجديد


الصحة العالمية: أكثر من مليار شخص بالعالم يعانون من أمراض نفسية

وزير التعليم يكشف طريقة تدريس وامتحان البرمجة والذكاء الاصطناعى لأولى ثانوى

ضربة جديدة لتجار العملة.. ضبط عملات بقيمة 8 ملايين بالسوق السوداء

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى