غزة فى عيون "ترامب - كوشنر – بلير".. وما يجب الانتباه إليه

اتجهت الأنظار إلى البيت الأبيض الأيام الماضية، حيث اجتماع "ترامب وكوشنر وتونى بلير" حول مستقبل الحرب على غزة، في ظل مواقف وخلفية أطراف الاجتماع، فالرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن عن موقفه بكل وضوح، وهو تحويل القطاع إلى ريفيرا الشرق الأوسط، بعيدا عن حق أصحاب الأرض في تقرير مصيرهم.
أما "كوشنر" فيوصف أنه جامح الخيال وصهر ترامب ومستشاره السابق، ولا يبتعد كثيرا عن أفكاره بشأن ريفيرا غزة، وربما هو مصدر الفكرة، وأعلن موقفه بكل وضوح أيضا أثناء محاضرة له بجامعة هارفارد بُعيد اندلاع الحرب، وعرض رؤية تؤيد نقل الفلسطينيين مؤقتا، ولم يستبعد في الوقت نفسه خيار تهجير الفلسطينيين إلى الخارج بعدها بشكل دائم، ملمحا إلى إمكانية تحويل غزة إلى واجهة استثمارية عالمية، ما يعنى أن رؤية "كوشنر" تعكس خلفيته كرجل أعمال عقاري، وربما طموحه في أن يكون صاحب نصيب من مشاريع إعادة الإعمار.
أما "تونى بلير"، فهو سياسى مُخضرم، وهو رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، وله رؤية قد تكون مختلفة بعض الشئ، ففي تصريحات عقب الحرب رأى ضرورة البدء الفوري في إعادة الإعمار، مع طرح صيغة لإدارة القطاع من خلال قوى دولية مشتركة تتولى الإشراف على الشؤون الإنسانية والأمنية والاقتصادية، ما يمنحه أن يكون مرشحًا محتملاً لتولي منصب منسق إنساني دولي للمرحلة التالية للحرب.
وظنى، توجهات تلاامل تتماهى مع ما طُرح في السابق عن "ريفيرا غزة"، وتتقارب مع رؤى كوشنر، بينما يذهب بلير نحو مقاربة أكثر براغماتية، ترى في الإعمار وإدارة دولية مشتركة مدخلا لاحتواء الأزمة.
لذا، نقول، إن الرهان الحقيقى على الإرادة العربية والدولية في إقناع ترامب وحلفائه بالبديل العمل الوحيد وهو الرؤية المصرية والمقترح المصري، الداعى إلى العودة إلى الاستقرار والسلام، وأن ننتبه إلى أن كل السيناريوهات ما بعد الحرب حتى الآن متنوعة بين المال وتجارة الحرب والسياسية، لكن في ذات الوقت تنتظر ثقلا عربيا حقيقيا يدعم حلا عربيا ومصريا خالصا يحد من حجم التمدد الاسرائيلي ديموغرافيا وسياسيا وعسكريا ويمنح الفلسطينيين الحق في أن يكون لهم دولة..

Trending Plus