آرثر أمير ويلز.. وريث غيبته الأقدار وأشعل إرثه صراع العروش

آرثر أمير ويلز
آرثر أمير ويلز
محمد عبد الرحمن

تمر، اليوم، ذكرى رحيل آرثر، أمير ويلز (19/20 سبتمبر 1486 – 2 أبريل 1502)، هو الابن الأكبر للملك هنرى السابع ملك إنجلترا والملكة إليزابيث من يورك، كما أنه الشقيق الأكبر للملك المستقبلى هنرى الثامن، حمل آرثر منذ ولادته لقب دوق كورنوال، ثم مُنح فى عام 1489 لقب أمير ويلز وكونت تشيستر، ليُكرّس باعتباره الوريث الشرعى لعرش تيودور الناشئ، وقد عُدّ ميلاده رمزًا للوحدة بين بيت لانكاستر وبيت يورك، إذ كانت والدته ابنة الملك اليوركي إدوارد الرابع.

بدأ التخطيط لمستقبل آرثر مبكرًا؛ فقبل أن يبلغ الثالثة من عمره وُضعت خطط زواجه، وفي سن الحادية عشرة خُطِب رسميًا للأميرة كاترين الأراغونية، ابنة الملكين الكاثوليكيين في إسبانيا، في خطوة لتعزيز تحالف أنجلو-إسباني ضد فرنسا واسكتلندا. كان آرثر متعلمًا جيدًا ويتمتع بصحة جيدة، لكنه ما لبث أن تُوفي بعد ستة أشهر من زفافه في قلعة لادلو بمقاطعة شروبشاير عام 1502، ويُرجَّح أن السبب كان "حمّى التعرق"، بينما نجت زوجته الشابة. وقد أكدت كاترين لاحقًا أن زواجها لم يُستهلك جسديًا.

لم تكد تمر سنة على وفاة آرثر حتى أعاد الملك هنري السابع ترتيب التحالف مع إسبانيا بتزويج كاترين من شقيق آرثر الأصغر هنري، الذي اعتلى العرش عام 1509 باسم هنري الثامن. ورغم أن زواجهما أثمر ستة أطفال، فإن جميعهم توفوا في سن مبكرة باستثناء ماري الأولى، التي وُلدت عام 1516. ومع غياب وريث ذكر، بدأ هنري الثامن في البحث عن حل لما عُرف بـ"المسألة العظمى للملك"، فارتبط بآن بولين وسعى لإبطال زواجه من كاترين.

استند هنري إلى نصوص من سفر اللاويين لتبرير موقفه، معتبرًا أن زواجه من أرملة شقيقه مخالف للشريعة، وأن عدم إنجاب وريث ذكر دليل على لعنة إلهية. وعلى الرغم من تمسك كاترين حتى وفاتها بأنها دخلت زواجها من هنري عذراء، أصرت المحكمة الكنسية على أن زواجها الأول كان مكتملًا، ليصدر قرار إبطاله في مايو 1533. كان ذلك بمثابة الشرارة التي قادت إلى الانفصال التاريخي بين كنيسة إنجلترا والكنيسة الكاثوليكية الرومانية.

توالت زيجات هنري الثامن بعد ذلك، وتوفي عام 1547 تاركًا ثلاثة أبناء فقط، هم: إدوارد السادس، ماري الأولى، وإليزابيث الأولى. ومع وفاة الأخيرة عام 1603 انتهى حكم أسرة تيودور التي كان يُنتظر من آرثر أن يقود مسيرتها.

ورغم الأثر العميق لغياب آرثر، ظل اسمه طي النسيان في الذاكرة الشعبية الإنجليزية. وفي عام 2002، وبمبادرة من الكاهن إيان ماكنزي، أُعيد تمثيل جنازته في كاتدرائية وورسيستر بمناسبة مرور خمسة قرون على وفاته، في محاولة لاستعادة ذكرى الوريث الذي غيّبته الأقدار، لكن إرثه ظل حاضرًا في التحولات الكبرى للتاريخ الإنجليزي.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

بدء إبلاغ المقبولين بكلية الشرطة بنتائج القبول للعام الدراسى الجديد

5 آلاف إثيوبي ملزمون بمغادرة أمريكا خلال 60 يوما.. ما السبب؟

قبول 50 طالبة من كليات التربية الرياضية بأكاديمية الشرطة

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة


رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات

وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات


الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه

تفاصيل عرض المليون دولار من برشلونة لضم حمزة عبد الكريم وموقف الأهلي

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

متى تنتهى انتخابات مجلس النواب 2025 بشكل نهائى؟.. اعرف آخر موعد

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى