قصيدة "نائِيًا" للشاعر المغربى عمر الأزمى
من بحور الشعر جاء الإلهام فتلا الشعراء ما أفاء عليهم الإلهام فرسموا الأنهار وبنوا القصور وتعالت بهم الجبال، واليوم نتوقف مع قصيدة للشاعر والباحث المغربى عمر الأزمى..
وفيها يقول:
نائِيًا
لا يَراني أَحَدْ
مُهْمَلًا
كَالمَدَى وَالأَبَدْ
نافِذًا مِن ثُقوبِ الثَّوانِي كَما يَنفُذُ المَوتُ
مُلتَبِسًا
مِن مَسامّ
الجَسَدْ
جالِسًا فَوقَ عَرشِ التَّوَحُّدِ
لا صَوتَ لي إِذْ أَصيحُ
ولا أَبَ لي
_ فِي الصَّدَى _
أَوْ
وَلَدْ !
نَورسٌ يَعبُرُ الآنَ مِنْ فَوقِ رَأْسِي
ويَدفِنُهُ
البَحرُ في زُرقةِ الشَّجَنِ
المُستَبِدْ ...
لا أُرَى
غَيرَ أَنِّي أَرَى ..
وأُرَمِّمُ لِلطّيْرِ أَعشَاشَهَا
وَأُنَادِي عَلَى السّرْبِ :
"قَلْبِي لَكُم فُندُقٌ
وَعُيُونِي
بَلَدْ ! "
وَأُحَدِّقُ فِي قَلبِ طِفلٍ
أَطَلَّ عَلَى جُبِّ أَحلامِهِ
وَرَمَى حَجَرًا فِي السَّوادِ الكَثِيفِ
وَظَلَّ يُرَاقِبُهُ مِن بَعِيدٍ
كَمَا أَفعَلُ الآنَ
ثُمَّ
_ كَمَا سَوفَ أَفعَلُ _
دَسَّ أَنَامِلَهُ فِي السُّدَى
وَابتَعَدْ !
Trending Plus