اكتشاف دولفين غامض عمره 12 مليون سنة في صحراء بيرو

عُثر في صحراء أوكوكاجي على هيكل عظمي متحجر لنوع نادر من الدلافين ، يعود تاريخه إلى 12 مليون عام، مما يُلقي ضوءًا جديدًا على التاريخ البحري القديم لجنوب بيرو، وفقا لما نشره موقع" greekreporter".

عُثر على الدلفين، المعروف باسم لوماسيتوس، على يد فريق من علماء الحفريات البيروفيين، ويبلغ طوله حوالي 11.5 قدمًا كان الموقع، الذي أصبح الآن مساحة رملية جافة، يقع في السابق تحت المحيط الهادئ.

يقدم الاكتشاف، الذي أعلن عنه باحثون من المعهد الجيولوجي والتعدين والمعادن في بيرو، أدلة مهمة حول خط الساحل المتغير في المنطقة والنظم البيئية البحرية المفقودة منذ فترة طويلة.

وقال الجيولوجي البارز سيزار تشاكالتانا إن الحفرية تشير إلى أنه قبل ملايين السنين، كان المناخ المحلي والتضاريس والخط الساحلي مختلفين تمامًا.

وقد أدت القوى الجيولوجية وتحولات المناخ منذ ذلك الحين إلى تحويل قاع البحر السابق إلى صحراء، مما أدى إلى الحفاظ على بقايا الحياة البحرية تحت طبقات من الرمال.

حفرية نادرة تكشف عن أدلة تطورية

عاش اللوماسيتوس، وهو جزء من فصيلة الكنتريودونتيداي المنقرضة، خلال العصر الميوسيني، تُعتبر هذه الفصيلة مجموعة انتقالية في تطور الحيتان المسننة.
وأشار الباحثون إلى أن الأحفورة تشترك في بعض السمات مع خنازير البحر الحديثة، التي لا تزال تسكن المياه البيروفية.

على الرغم من أن العينات المبكرة تم تسجيلها لأول مرة في أمريكا الشمالية ، فإن هذا الاكتشاف يشير إلى نطاق أوسع ويثير أسئلة جديدة حول هجرة الدلافين وانتشارها عبر المحيطات القديمة.

أوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية أن منتصف العصر الميوسيني، أي ما بين 15 و11 مليون سنة مضت، اتسم بظروف أكثر دفئًا واستقرارًا، وقد دعمت هذه التغيرات تنوعًا غنيًا للأنواع البحرية، لا سيما في المناطق الاستوائية مثل بيرو.

وقال عالم الحفريات ماريو جامارا إن الأحفورة المحفوظة جيدا تسمح للباحثين بدراسة حركتها ونظامها الغذائي وعمرها، مما يوفر نظرة أعمق حول كيفية ازدهار الأنواع في هذا البحر النابض بالحياة في السابق.

جنوب بيرو يبرز كمركز غني بالحفريات

وأضاف عالم الحفريات ماريو أوربينا أن جغرافية المنطقة، مع الجبال الساحلية الممتدة موازية للبحر، خلقت بيئة خصبة لتكاثر الحيوانات البحرية خلال تلك الحقبة.

تُعتبر صحراء أوكوكاجي، وهي جزء من تكوين بيسكو، من أهم مواقع الحفريات في أمريكا الجنوبية، وقد عثر فيها على بقايا أسماك قرش قديمة، وسلاحف عملاقة، وحيتان رباعية الأرجل، ودلافين نهرية.

وفي السنوات الأخيرة، اكتشف العلماء أحد أقارب القرش الأبيض الكبير الذي يعود تاريخه إلى 9 ملايين عام، بالإضافة إلى جمجمة Pebanista yacuruna، أكبر دولفين نهري معروف.

بقايا دولفين عمره 12 مليون سنة