باسم يوسف والكوميديا السياسية.. طريقة جادة لخدمة القضية الفلسطينة

يمكن للكوميديا أن تكون سلاحًا ناعمًا، خاصة لو انطلقت من أرضية وطنية، ويمكن لأسلوب المفارقة أن يعيد طرح قضايا كبرى مثل القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا، أن يلفت النظر إليها ويجعل الجميع يرونها مرة أخرى ويعطونها حقها.

وعلى هذا الأساس يمكن القول إن الإعلامي باسم يوسف، منذ بدايته، حدد طريقته  المناسبة لحضوره ولطرح موضوعاته، وقد كانت الكوميديا التي تعتمد أسلوب المفارقة، والتي تقوم في الأساس على تفكيك الصور النمطية لما يواجهه من أمور، ومؤخرا لاحظنا كيف حققت هذه الطريقة أثرًا واضحا في كشف ما روجته بعض الحكومات أو وسائل الإعلام عن فلسطين والفلسطينيين.

وبمناسبة ما كشفته قنوات ON عن تعاونها مع باسم يوسف كضيف في سلسلة حلقات خاصة يستضيفه من خلالها الإعلامي أحمد سالم في برنامجه كلمة أخيرة، فإننا نشير سريعا إلى ما قدمه باسم يوسف من أسلوب ساخر وكاشف في الوقت نفسه للغرب ورؤيته ضد القضية الفلسطينية.

يمتاز أسلوب باسم يوسف بالمزج بين النكتة والجدية مما مكنه من تمرير أفكار عميقة دون أن تبدو أنها شعارات، وتناول ازدواجية المعايير الغربية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي.

ويمكن القول بقوة إن باسم يوسف خصص فقرات وحوارات لتعرية السردية الإسرائيلية وتوضيح السياق التاريخي والإنساني للقضية الفلسطينية، مستخدمًا اللغة الإنجليزية وبأسلوب ساخر قريب من الذائقة الغربية، ويمكن التأكيد على أن ذلك منح الخطاب الفلسطيني قناة جديدة للوصول إلى جمهور غير عربي.

والمعروف أن باسم يوسف عندما يسخر من مشاهد الإعلام الغربي التي تشيطن الفلسطينيين، فهو يفتح نافذة لتذكير الناس بأن خلف العناوين عائلات وأطفال يعيشون الألم، وهنا تتحوّل النكتة إلى وسيلة "تجسير" إنساني، لا مجرد ضحك.

ولعل الملاحظ أيضا أن باسم يوسف في حواراته الأخيرة، بدا أكثر وضوحًا في الانحياز إلى عدالة القضية، مؤكدًا أنّ الكوميديا ليست فقط للترفيه، بل يمكن أن تكون شكلا من أشكال المقاومة الثقافية.

ويجب ألا ننكر أن المقاومة الثقافية مهمة وضرورية وأنها إحدى الطرق الناعمة والجادة في الوقت نفسه  للوصول إلى الحق.