شامبليون وحجر رشيد.. كيف تأكد العلماء من صحة فك رموز الهيروغليفية؟

شامبليون
شامبليون
محمد عبد الرحمن

لم يكن فك رموز الكتابة الهيروغليفية مهمة سهلة على الإطلاق، بل تحديًا ظلّ يعجز العلماء قرونًا طويلة، وعندما جاء جان-فرانسوا شامبليون في بدايات القرن التاسع عشر، نجح في فتح الباب أمام حل اللغز، لكن السؤال الأهم كان: كيف تم التأكد من صحة ما توصّل إليه؟

القصة بدأت مع حجر رشيد، ذلك الاكتشاف الشهير الذي حمل نصًا واحدًا مكتوبًا بثلاثة خطوط: اليونانية المفهومة، والديموطيقية، والهيروغليفية الغامضة. شامبليون لاحظ أن أسماء الملوك كانت تُكتب داخل أشكال بيضاوية مميزة تُسمى الخراطيش، وبمقارنتها مع النص اليوناني الذي يذكر أسماء مثل "بطليموس" و"كليوباترا"، استطاع أن يحدد بعض القيم الصوتية للرموز. وهكذا توصّل إلى أن الهيروغليفية لم تكن مجرد صور رمزية كما اعتُقد طويلًا، بل تضمنت أيضًا علامات صوتية.

لكن سر نجاح شامبليون لم يكن حجر رشيد وحده، بل معرفته العميقة باللغة القبطية، وهي آخر مراحل اللغة المصرية القديمة. فقد استعمل القبطية كجسر لغوي ساعده على التعرف إلى الضمائر وأدوات التعريف وحروف الجر والكثير من المفردات، مما مكّنه من التوسع في فهم النصوص بدل الاكتفاء بالأسماء الملكية.

مع ذلك، ظل الشك قائمًا حتى جاءت أدلة أخرى لتؤكد صحة منهجه. أهمها كان مرسوم كانوب، وهو نص آخر مكتوب بالهيروغليفية والديموطيقية واليونانية، حيث جاءت نتائجه متطابقة مع ما توصّل إليه شامبليون. كما أظهرت نقوش أخرى، مثل نقش أنتينوس، أن استخدام العلامات الصوتية لم يكن حكرًا على الأسماء الملكية داخل الخراطيش.

لاحقًا جاء علماء آخرون ليضيفوا إلى ما بدأه شامبليون، ويؤكدوا صحة اكتشافه مع تصحيح بعض التفاصيل. ريتشارد ليبزيوس أثبت أن الهيروغليفية تكتب الحروف الساكنة فقط، بينما أدولف إيرمان ومدرسة برلين تتبعوا تطور اللغة عبر ثلاثة آلاف سنة، وصولًا إلى ألان غاردينر الذي وضع نحوًا علميًا للمصرية الوسطى لا يزال يُدرّس حتى اليوم. أما بولوتسكي، فقد غيّر جذريًا فهمنا للنحو المصري، حتى صار علم المصريات يُقسم إلى ما قبل بولوتسكي وما بعده.

ليكون شامبليون ليس مجرد عبقري حالفه الحظ، بل عالِم بنى عمله على مقارنات دقيقة، ودعم نتائجه بأدلة لغوية وتاريخية، ثم جاءت الاكتشافات اللاحقة لتمنح عمله المصداقية الكاملة. واليوم، يمكن القول إن ما بدأه شامبليون وضع الأساس لعلم المصريات الحديث، وأعاد إلى العالم لغة كانت قد اختفت تمامًا منذ أكثر من 1500 عام.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

تغيير الفلنكات بموقع سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بطوخ.. مباشر

موعد مباراة الزمالك وحرس الحدود بكأس عاصمة مصر

انهيار سد فى ولاية واشنطن.. والسلطات الأمريكية تصدر أوامر إخلاء للسكان

محافظ القليوبية: المنازل المجاورة للسكة الحديد لم تتأثر بسقوط الحاويات

سقوط حاويات فارغة من أعلى قطار بجوار طريق الإسكندرية الزراعي دون إصابات


موعد مباراة المغرب والأردن في نهائي كأس العرب 2025

الأرصاد تتوقع فرص سقوط أمطار على القاهرة الكبرى وتحذر من سيول بهذه المناطق

طلاق المخرج حسام الحسينى وزوجته رسميا بعد 21 عاما من زواجهما

لحظات رعب في المغرب.. فيضانات إقليم آسفى تخلف 51 قتيلا ومصابا والحصيلة فى تزايد.. استمرار البحث عن مفقودين.. تعليق الدراسة 3 أيام.. الوكيل العام للملك يفتح تحقيقا موسعا.. والأرصاد تحذر من طقس عنيف غدا.. فيديو

تعطيل الدراسة غدًا بشمال سيناء لسوء الأحوال الجوية


الأردن يفوز على السعودية ويواجه المغرب فى نهائى كأس العرب 2025

ابنة شقيقة طارق الأمير: دكتور حسام موافى طلب من الأطباء تركيب جهاز لتنظيم ضربات القلب لخالى

حقيقة تصنيف مواليد الثمانينيات ضمن كبار السن في منظمة الصحة العالمية

شرط وحيد من الأهلى للموافقة على رحيل مصطفى شوبير للاحتراف الخارجى فى يناير

ملخص وأهداف المغرب ضد الإمارات 3-0 اليوم فى نصف نهائى كأس العرب

الأرصاد تحذر: تدفق السحب الممطرة وأمطار على هذه المحافظات الساعات المقبلة

منتخب المغرب يكتسح الإمارات بثلاثية ويتأهل الى نهائى كأس العرب 2025

7 أخبار رياضية لا تفوتك اليوم

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى