ذكرى سقوط فالنسيا.. يوم أسدل الستار على واحدة من حواضر الأندلس الكبرى

سقوط بلنسية
سقوط بلنسية
محمد عبد الرحمن

تمر هذه الأيام ذكرى واحدة من أكثر اللحظات إيلامًا في تاريخ الأندلس، وهي توقيع معاهدة تسليم مدينة بلنسية (فالنسيا حاليًا) إلى مملكة أراغون المسيحية، بعد حصار قاسٍ دام قرابة خمسة أشهر أنهك سكان المدينة وأضعف مقاومتهم. كان ذلك المشهد تتويجًا لمسار طويل من الانهيار السياسي والعسكري في الأندلس، حيث تقهقرت المدن الإسلامية واحدة تلو الأخرى أمام المد المسيحي المتصاعد في شبه الجزيرة الإيبيرية.

حلم ملك أراغون وفرصة السقوط

مع بدايات القرن الثالث عشر الميلادي، كانت مملكة أراغون تترقب لحظة مواتية للسيطرة على بلنسية، تلك المدينة المزدهرة التي مثّلت قلبًا نابضًا للأندلس بحدائقها الغنّاء وأسواقها العامرة وحصونها الشامخة، وعندما رأى الملك الأراغوني أن المدن الإسلامية حول بلنسية تتساقط، وأن روح اليأس بدأت تخيم على أهلها، وجدها الفرصة الذهبية لتحقيق حلمه القديم، فسار بجيشه الكبير صوب المدينة.

مقاومة رغم قلة العَدد والعتاد

على الرغم من الحصار المشدد، لم يسلّم أهالي بلنسية منذ اللحظة الأولى. بل أظهروا مقاومة باسلة دفعت الملك الأراغوني نفسه إلى الإعجاب بصلابتهم. فقد كان سكان المدينة، رجالًا ونساءً، يضربون أروع الأمثلة في الصبر والثبات. والملك أبو جميل زيان، آخر حكام بلنسية من بني زيان، كان أكثرهم عزيمة وإصرارًا، إذ حاول مرارًا طلب العون من الإمارات الإسلامية القريبة، غير أن الاستجابة لم تأتِ، وبقيت المدينة وحدها في مواجهة جيش ضخم يملك من العتاد ما لا يُقارن بما لدى المدافعين عنها.

خمسة أشهر من الحصار القاسي

طوال خمسة أشهر، استبسل البلنسيون في الدفاع عن أسوارهم، لكن الحصار كان خانقًا. نفدت المؤن، وتعرضت الأبراج والأسوار للتصدع تحت وطأة القصف والهجمات المتكررة. ومع مرور الوقت، بدأت المجاعة تفتك بالناس، وانهارت قوى المدافعين. عندها أدرك الأمير زيان، ومعه وجهاء المدينة، أن لا مفر من التفاوض لتجنب مجزرة قد تُبيد الأهالي إذا اقتُحمت المدينة بالقوة.

التفاوض ومعاهدة التسليم

أرسل الأمير زيان ابن أخيه ليجتمع بملك أراغون ويفاوضه على شروط الاستسلام. وبعد مشاورات، اتفق الطرفان على أن تُسلَّم بلنسية صلحًا، لا عنوة. وبذلك كُتب للمدينة أن تدخل عهدًا جديدًا تحت حكم المسيحيين، بعد أن كانت لقرون طويلة إحدى درر الحضارة الإسلامية في الأندلس.

صدى المعاهدة وتداعياتها

توقيع معاهدة تسليم بلنسية لم يكن مجرد حدث محلي؛ بل كان ضربة قاصمة للوجود الإسلامي في شرق الأندلس، ومقدمة لانحسار متسارع انتهى بسقوط معظم مدن المنطقة في أيدي الممالك المسيحية. وقد رأى المؤرخون أن المعاهدة جسّدت لحظة مأساوية تجسد حالة العجز التي عاشتها الدويلات الإسلامية آنذاك، حيث عجزت عن نجدة بعضها البعض، وتركت المدن تتساقط تباعًا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الأهلى يغلق باب رحيل إمام عاشور في الميركاتو الشتوى

محمد صلاح يحتفي بإنجازه التاريخي مع ليفربول

بعد عام من الغموض.. اتهام زوج ملكة جمال سويسرا بتقطيع جثتها وطحنها فى الخلاط

تشكيل مباراة المغرب ضد الإمارات فى نصف نهائي كأس العرب

الطقس غدا.. أجواء شتوية وأمطار واضطراب بالملاحة والصغرى بالقاهرة 13


زاره رئيس وزراء الولاية.. لماذا خاطر أحمد الأحمد بحياته لنزع سلاح مرتكب هجوم سيدنى؟

مدبولى يلتقي مسئولي شركة إيني ومجموعة مستشفيات سان دوناتو الإيطالية لبحث التعاون

الإعلانات تنجح في إنهاء ملف بقاء ديانج مع الأهلي

كل ما تريد معرفته عن المغربي يوسف بلعمري أول صفقات الأهلي الشتوية

الأهلى يعلن التنازل عن مقاضاة مصطفى يونس


الأرصاد تحذر هذه المحافظات من أمطار خلال ساعات وتتوقع وصولها إلى القاهرة

أليو ديانج يرفض طريقة زيزو في الرحيل عن الأهلى

موعد مباراة مصر ونيجيريا الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا

الأرصاد تحذر: سحب ممطرة على هذه المحافظات وتوقعات بأمطار غزيرة

باب الالتماسات يعيد الفرصة لطلاب لم يحالفهم الحظ فى القبول بكلية الشرطة

نجل إلهان عمر يدفع ثمن خلافات ترامب مع والدته.. ماذا حدث؟

مواعيد مباريات اليوم.. مان يونايتد ضد بورنموث ونصف نهائي كأس العرب 2025

4 يناير بدء امتحان نصف العام فى المواد غير المضافة و10 للمواد للأساسية

القنوات الناقلة لمباريات كأس أمم أفريقيا 2025 بمشاركة منتخب مصر

مواعيد مباريات الجولة الثانية في كأس عاصمة مصر

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى