«القرد والتريند».. «يوتيوبر» يتزوج «فود بلوجر» ويطلق «فلوجر»!

فى عصر التريند والذكاء الاصطناعى، والبحث عن فضيحة، نحن أمام واقع يتجاوز كل الخيال، وخلال أيام قليلة تفجرت عدة قضايا، وانقسم المستخدمون والمستعملون بين مندهش ورافض ومدافع، ومخاوى وطالع ونازل، ووسط هذا الزحام والتداخل والتقاطع، وحجم المنتجات التى تملأ الفضاء الافتراضى يوميا، وتساهم فى شغل الرأى العام وتكوينه، تفرض أنواع من الموضوعات والمناقشات.
وفى المواجهة، هناك من يطرح حلا يراه سهلا، هو إغلاق هذه الفتحات التى تمثل ثقبا أسود يبتلع كل شىء، لكن الحقيقة أن المنع بجانب أنه ليس حلا، فهو أمر مستحيل تطبيقه فى ظل توالد عالم التواصل الاجتماعى، وبالرغم من أننا لم نصل بعد إلى أن تتوالد «الروبوتات»، لكننا أمام ما يشبه بمناخ تنتج خوارزمياته عالما كاملا من المنتجات.. عالم أصبح ينتج عوالم، ومحتوى يفرض نفسه، وللعلم هناك محتوى على مواقع وشبكات التواصل يتضمن أنواعا من الأفكار المفيدة والنصائح، وأيضا الفلسفة والمنطق والسينما، وهى منتجات عادية ومتعوب عليها، لكنها تمثل المنتجات العادية، ولها مشاهدون طبيعيون فى الكم والفئات، لكن ما يصنع التريند هو المحتوى «غير العادى» أو ما يمكن تسميته بـ«الشاذ أو الخارج عن المألوف»، وهو الذى يضرب ويتفجر ويتوالد.
وفى كتاب السيبرانى، عالجت نظرية أطلقها الكاتب العظيم أحمد بهاء الدين، عندما قال عن الإعلام إذا استضاف قردا بشكل يومى ليعلق ويتكلم، فإن القرد يصبح نجما، وبالفعل هناك قرود كثيرة فى عالم التواصل بل وحتى فى الإعلام، هناك وجوه ومحتوى لا يختلف عن عالم التواصل الاجتماعى تتكلم وتقدم فقرات وتسلية.
ومن نظرية القرد، يمكن فهم كيف خرج فى عالم «تيك توك» أو غيرها نماذج لفلوجر ومنتجى ومنتجات محتوى، عبارة عن فقرات من الإباحية أو الكلام المنحط، أو الرقص، أو زعم الإتجار فى الفسيخ أو بيع البيجامات، أو مراجعات الطعام، أو تقديم فقرات منزلية خارجة، بجانب شاب يقدم نفسه فى صورة فتاة ليل، مثل ياسمين التى فى الشرقية، أو عشرات الفلوجر اللائى تم القبض عليهن، وكشفت الداخلية أنهن يقدمن محتوى باعتبارهن فتيات، المفارقة أن منتجى المحتوى أصبحوا وأصبحن نموذجا يسعى البعض لتقليده، والسير على نهجه كأنه مثل أعلى، حيث يحققون عوائد ضخمة، من بيع محتوى تافه، وبالتالى فإن بعض الطلاب والطالبات يتركون التعليم ليدخلوا عالم الملايين الدولارية.
أصبح الأمر بسيطا بالنسبة للشباب الراغب فى الربح، وصفة معروفة تعمل فرقعة، من لقطة أو مشهد غريب، سيدة متزوجة تنفصل عن زوجها وتخرج مع ابنها، ثم تعود لزوجها، ثم تشعل الصراع، ونرى أننا انفصلت عن زوجها، كل هذا وأكثر يتفاعل ويتقاطع ويتداخل ويتوالد بالخوارزميات والنظرات واللفتات ليصبح الـ«تريند»، ولهذا ظهرت توك توكر تزعم أنها تتاجر فى الفسيخ، وتزعم أنها تبيع بـ120 ألف جنيه يوميا، وهى تفاصيل اتضح أنها مزاعم، وظهرت اتهامات بغسيل أموال أو تحويلات غامضة، ننتظر أن تظهر التحقيقات ما وراء كل هذا العالم.
ومن بين المتهمات، 2 من صانعات المحتوى، تم القبض عليهما بعد نشرهما مقاطع وحركات وتحركات +18، واعترفتا بنشر مقاطع الفيديو المشار إليها لزيادة نسب المشاهدات وتحقيق أرباح مالية. جولة عشوائية فى عناوين الأخبار الخاصة تكشف عن جرائم مدعى المحتوى، منها «براءة نجل يوتيوبر شهير من التعدى على بلوجر فى المقطم.. الحكم على بلوجر بتهمة الاعتداء على يوتيوبر.. يوتيوبر يهاجم جاره، يوتيوبر تشكو زوجها، فلوجر تطلق من فلوجر وتتزوج إنفلونسر، وتنجب «فود بلوجر»، وهى عناوين تفرض نفسها على المتابعين، وتمثل نوعا من الإغراء لآخرين يقلدوا أو يسيروا فى شبكات إنتاج محتوى بحثا عن مكاسب، وهو عالم بالفعل يفترض أن نسعى لفهمه، ثم إن معالجته تتم بالقانون أولا، وبالفهم فى كل الحالات.


Trending Plus