أوروبا تستعد للحرب بين المال والرقمنة والاعتماد على المهاجرين.. خطة "الكتاب الأبيض 2030" فى المقدمة.. وتعزيز وحدات الناتو.. وقمة أوروبية – بريطانية لتأمين أوكرانيا.. وطوارئ وطنية وخطط حماية البنى التحتية

تتحرك أوروبا بخطوات غير مسبوقة نحو بناء استراتيجية دفاعية شاملة لمواجهة التهديدات المتصاعدة من روسيا، والتحديات الأمنية المرتبطة بالحروب الهجينة والهجمات السيبرانية، ومع انكشاف هشاشة البنية الدفاعية الأوروبية أمام أى صراع واسع النطاق دون المظلة الأمريكية.
وأصبحت القارة مطالبة بالاعتماد على مواردها المالية والتكنولوجية، بل وحتى على المهاجرين لتعويض النقص الديموجرافى فى الجنود، كما أن خطة "الكتاب الأبيض للدفاع الأوروبي 2030" تأتي كإطار شامل يحدد ملامح هذه المرحلة الانتقالية، بين تعزيز القدرات العسكرية الكلاسيكية والتجهيز لمعارك المستقبل الرقمية.
خطة الكتاب الأبيض للدفاع 2030
الوثيقة التي أطلقتها المفوضية الأوروبية تعد خريطة طريق لزيادة الإنفاق العسكري إلى أكثر من 3% من الناتج المحلي الإجمالي، مع تخصيص 800 مليار يورو لتطوير الصناعات الدفاعية وتوحيد نظم التسلح بين الدول الأعضاء، وتركز الخطة على إنشاء قدرات سيبرانية متقدمة لحماية الأقمار الصناعية وشبكات الطاقة، وتطوير صناعة الطائرات المسيرة والأسلحة الذكية، و تدريب قوات قادرة على الاستجابة السريعة في الأزمات.
تعزيز الناتو والحدود الشرقية
ترافق هذه الخطة مع خطوات ميدانية على الأرض، حيث تم نشر وحدات إضافية من قوات الناتو في دول البلطيق وبولندا ورومانيا، بهدف تعزيز الردع على الحدود الشرقية مع روسيا. كما تجري تدريبات مشتركة واسعة النطاق لمحاكاة سيناريوهات غزو محتمل أو هجمات على البنى التحتية الحيوية.
القمة الأوروبية – البريطانية وتأمين أوكرانيا
بالتوازي، تستعد العواصم الأوروبية لعقد قمة أمنية مشتركة مع بريطانيا لبحث ترتيبات ما بعد الحرب في أوكرانيا. المحادثات تركز على ضمانات أمنية طويلة الأمد لكييف، وتعزيز التعاون العسكري والصناعي بين الاتحاد الأوروبي ولندن، في ظل التحديات الجيوسياسية الراهنة.
تمرينات طوارئ وطنية وحماية البنى التحتية
ولم يعد الملف الأمني يقتصر على الجبهات الخارجية، إذ تشهد عدة دول أوروبية تنظيم تمرينات طوارئ وطنية لاختبار قدرة الحكومات على التعامل مع الهجمات السيبرانية، انقطاع الكهرباء، أو استهداف أنابيب الغاز. كما وضعت خطط لحماية الموانئ، محطات الطاقة النووية، وخطوط الإنترنت البحرية، التي تمثل عصب الحياة الاقتصادية.
الاعتماد على المهاجرين كخزان بشري
في ظل أزمة ديموجرافية وشيخوخة السكان، تبحث أوروبا في تجنيد المهاجرين كجزء من قوتها العسكرية، بدأت بعض الدول بإحياء الخدمة العسكرية الإلزامية مثل السويد ولاتفيا ، أو عبر برامج تجنيد مباشر مقابل الجنسية كما في فرنسا، أو دمج المهاجرين في وحدات خاصة لتقليل الضغط على جيوشها الوطنية. هذا التوجه أثار جدلًا سياسيًا واسعًا بين مؤيد يرى فيه فرصة للتكامل، ومعارض يعتبره تهديدًا لهوية الجيوش.
تشير التقديرات إلى أن أوروبا تحتاج إلى ما لا يقل عن 300 ألف جندي إضافي إذا أرادت تعويض أي انسحاب أمريكى من الناتو، وهو ما يتطلب استثمارات هائلة. لكن القارة تعاني أزمة ديموجرافية، وانخفاضًا في معدلات المواليد، إضافة إلى ابتعاد مجتمعاتها عن ثقافة التضحية العسكرية.

Trending Plus