عن طريق الخطأ.. خاضت النمسا الحرب مع نفسها منذ 237 عاما

دارت الحروب بين ما يعرف اليوم بالنمسا وتركيا خلال الفترة الممتدة من القرن السادس عشر إلى القرن الثامن عشر، وكانت الأطراف المتحاربة رسميا هى الإمبراطورية العثمانية وسلالة هابسبورج الحاكمة فى النمسا.

معركة كارانسيبيس

ومن بين أحداث هذا الصراع الطويل، تبرز واقعة غريبة عرفت باسم معركة كارانسيبيس، والتى توصف أحيانا بأنها أسوأ حادثة نيران صديقة فى التاريخ، وقعت هذه الحادثة فى ليلة 21 سبتمبر 1788، فى ما يعرف حاليا بدولة رومانيا، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فيكت.

في تلك الليلة، كان الجيش النمساوي المكون من جنود من جنسيات متعددة مثل الألمان، والتشيك، والبولنديين، والصرب، والكروات، يتجمع على ضفتي نهر تيميس، ونظرًا لتعدد اللغات والثقافات، كان التواصل بينهم صعبًا، خاصةً في ظل وجود الكحول.

اندلع شجار بين بعض الجنود الثملين على إحدى ضفتي النهر، وسرعان ما تطور إلى تبادل لإطلاق النار، ولأن الظلام كان حالكًا والتفاهم ضعيفًا، اعتقد الجنود في الطرف الآخر أن الجيش العثماني قد هاجمهم، فبدأوا يصيحون: "الأتراك! الأتراك!".

هرع الجنود من الضفة الأخرى لمساندة رفاقهم، لكنهم بدورهم ظنوا أن القادمين هم الأتراك أيضا، فانطلقت النيران من الجانبين في فوضى عارمة، دون أن يدركوا أنهم يطلقون النار على بعضهم البعض.

وعندما وصل الجيش العثماني بالفعل بعد يومين، وجد المدينة مهجورة تقريبًا، فاستولى على كارانسيبيس دون أن يواجه مقاومة تذكر.