الأسوار لا تمنع الاحتفال بالمولد النبوى الشريف.. رجال الدين والنزلاء يحتفلون في أجواء روحانية مؤثرة بمراكز الاصلاح بمولد سيد الخلق.. تكريم حفظة القرآن وتوزيع حلوى.. والنزلاء يشكرون الرئيس السيسي

في مشهد يعكس روح التعايش الوطني والبعد الإنساني داخل مراكز الإصلاح والتأهيل، نظمت وزارة الداخلية احتفالات واسعة بمناسبة المولد النبوي الشريف، شارك فيها عدد من شيوخ الأزهر وقيادات دينية مسيحية، وسط حضور وتفاعل كبير من النزلاء، في إطار استراتيجية الوزارة الهادفة إلى إعلاء قيم حقوق الإنسان وتعزيز منهج الرعاية المتكاملة.

الاحتفالات التي أقيمت داخل عدد من مراكز الإصلاح شملت تنظيم محاضرات دينية وثقافية وتوعوية، ركزت على إبراز القيم النبوية في التسامح، وحسن المعاملة، والإصلاح الذاتي، باعتبارها مبادئ مركزية في سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يمكن الاستفادة منها في إعادة بناء شخصية النزيل ودمجه لاحقًا في المجتمع بشكل إيجابي وفعّال.

وفي لفتة وطنية مؤثرة، شارك رجال دين مسيحيون في هذه الاحتفالات، حيث قدموا التهاني للنزلاء المسلمين، مؤكدين على معاني الوحدة الوطنية والتلاحم المجتمعي، ورسائل التشارك في المناسبات الدينية كقيمة إنسانية عليا تتجاوز القيود والجدران.

وخلال الاحتفال، ألقى عدد من الرموز الدينية كلمات عبّرت عن أهمية هذه المبادرات في دعم الجانب الروحي والمعنوي للنزلاء.

وقال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن "إعادة دمج النزيل في المجتمع وإعادة تأهيل النفس خطوة ضرورية نحو بناء إنسان جديد"، مضيفًا أن مشاركة الأخوة الأقباط في المناسبة تعكس عمق النسيج الوطني وتماسكه.

أما الشيخ رمضان عبد المعز، من علماء الأزهر الشريف، فقد أكد أن ربط الإنسان بخالقه أمر بالغ الأهمية في مسار إصلاح النفس وتقويم السلوك، مشيرًا إلى أن التعرف على السيرة النبوية من شأنه أن يزرع في النفوس القيم التي تساعد على تجاوز الخطأ والانحراف.

من جانبها، قالت الدكتورة نادية عمارة، الداعية الإسلامية، إن تعريف النزلاء بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقيمه النبيلة في الرحمة والعفو والتسامح، يسهم بشكل كبير في إعادة بناء المفاهيم وتصحيح المسار الفكري والسلوكي، مشيدة بدور وزارة الداخلية في تقديم هذا النوع من الرعاية الفكرية والدينية.

كما عبّر القس مينا صفوت، كاهن كاتدرائية مارينا بمدينة العاشر من رمضان، عن سعادته بالمشاركة في هذه المناسبة، قائلًا: "ميلاد النبي محمد كان رحمة للعالمين، ونحن نحتفل به جميعًا بمحبة وسلام، ونؤمن بأن العمل الصالح لا يرتبط بدين بل بإنسانية".

وشهدت الفعالية لحظات مؤثرة، حيث تم تكريم عدد من النزلاء من حفظة القرآن الكريم، تقديرًا لجهودهم في حفظ كتاب الله خلال فترة وجودهم في مراكز الإصلاح. وعبّر بعضهم عن امتنانهم لهذه المبادرة، حيث قال أحد النزلاء: "نشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي على هذه اللفتة الكريمة، فقد أدخل الفرحة إلى قلوبنا وأسعدنا هذا اليوم المختلف"، فيما قالت نزيلة أخرى: "وزعوا علينا حلوى المولد، وتعلمنا من المحاضرات قصصًا عن سيرة النبي.. هذا يوم لا يُنسى"، وأكدت أخرى: "نتلقى معاملة كريمة ومحترمة خلف الأسوار، والشكر لوزارة الداخلية على ما تقدمه لنا".

الاحتفالات لم تقتصر على المحاضرات الدينية فقط، بل حرصت وزارة الداخلية على توزيع حلوى المولد على النزلاء في مختلف مراكز الإصلاح والتأهيل، تعبيرًا عن المشاركة الوجدانية في هذه المناسبة الدينية العظيمة، وما تحمله من معانٍ روحية تعزز الأمل وتفتح أبوابًا جديدة للتوبة والإصلاح والعودة إلى الطريق القويم.

تأتي هذه المبادرة ضمن السياسة العامة لوزارة الداخلية، التي تضع في مقدمة أولوياتها الجانب الإنساني والاجتماعي داخل المنظومة العقابية، وهو ما يعكس توجه الدولة نحو إعادة تأهيل ودمج النزلاء، وعدم الاكتفاء بالعقوبة التقليدية فقط، بل السعي لتوفير بيئة إصلاح حقيقية، تشمل التثقيف الديني، والدعم النفسي، والتعليم، والتدريب المهني.

وأكدت الوزارة أن هذه الاحتفالات تأتي في إطار استراتيجيتها الشاملة التي تستهدف إعلاء قيم حقوق الإنسان، وتقديم الرعاية المتكاملة للنزلاء، خاصة في المناسبات الدينية والوطنية، وذلك باعتبار أن الإصلاح لا يتم بالقيد وحده، بل بالعلم والدين والتوعية.

وتحظى مراكز الإصلاح والتأهيل في مصر بتطور ملحوظ خلال السنوات الأخيرة، حيث تحوّلت من أماكن للعقاب فقط إلى مراكز متكاملة تعمل على تقويم السلوك وتصحيح المفاهيم، وتوفير فرص واقعية للنزلاء ليكونوا أفرادًا صالحين عند خروجهم وعودتهم إلى المجتمع.

وقد لاقت هذه الفعالية تفاعلًا واسعًا بين النزلاء، الذين عبّروا عن تقديرهم لهذه اللفتة، التي تعكس رؤية إنسانية من الدولة تجاههم، وتؤكد أن الباب ما زال مفتوحًا للعودة والتوبة، وأن لكل إنسان فرصة جديدة في الحياة، إذا قرر أن يبدأ من جديد.

إحدى النزيلات

أطفال النزلاء

النزلاء

تقدم حلوى مولد

تقديم حلوى للنزيلات

توزيع حلوى على النزلاء

غرفة للنزلاء

مبنى التأهيل

مركز إصلاح وتأهيل

إحدى النزيلات