انعقاد مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى فى دورته العادية.. فلسطين تهيمن.. أبو الغيط: حل الدولتين السبيل للحفاظ على مشروع الدولة الفلسطينية.. الأردن يرفض التهجير.. والإمارات تدعو الى توحيد سردية السلام

انطلقت اليوم الخميس، أعمال مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، برئاسة دولة الإمارات، ويركز الاجتماع على بحث جملة من القضايا العربية المحورية، وعلي رأسها تطورات القضية الفلسطينية، والجهود المبذولة للاعتراف بالدولة الفلسطينية وسبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وخطط إعادة الإعمار وسبل دعم صمود الشعب الفلسطيني سياسيا واقتصاديا واجتماعيا .
قام وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بتسليم رئاسة الدورة إلى وزير الدولة الإماراتي خليفة شاهين المرر ، حيث أكد على أن اسرائيل تحاصر الشعب الفلسطيني وتخنقه في محاولة لتنفيذ مخطط التهجير القسري، وتواصل سياساتها الوحشية وسيناريو الإبادة الجماعية الذي أودي بحياة عشرات الآلاف من الأبرياء والأطفال.
وأضاف في كلمته خلال اجتماع أعمال مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري أن الأردن يرفض رفضا قطعيا سيناريو تهجير الفلسطينيين وتغيير الوضع التاريخي والقانوني للقدس.
وأضاف الصفدي ان حكومة إسرائيل ترغب في تغيير خريطة المنطقة من اجل فرض هيمنتها، موضحا ان العمل العربي يهدف إلى تحقيق السلام العادل الذي يحقق المصلحة العربية والاسرائيلية، مؤكدا دعم بلاده للجهود المصرية القطرية لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن المواجهة تتطلب عملا مشتركا، على مختلف الاصعدة لدعم حل الدولتين، على اساس مقررات الشرعية الدولية والمبادرة العربية، مدينا الاجراءات الإسرائيلية الاحادية في بناء المستوطنات على اراضي الضفة الغربية المحتلة.
وأعرب عن دعمه للسلطة الفلسطينية والرؤية الاصلاحية التي قدمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس، معتبرا المؤتمر المرتقب على هامش أعمال الجمعية العامة للامم المتحدة لمناقشة القضية الفلسطينية والذي سيشهد اعترافات بالدولة الفلسطينية خطوة مهمة لدعم القضية.
وأكد أن السبيل الوحيد هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 67 وعاصمتها القدس.وأكد الصفدى دعم بلاده لسوريا وجهودها لعودة الأمن والاستقرار في مواجهة كافة مخططات التقسيم، وأضاف أن استقرار سوريا ووحدتها هام لأمن واستقرار المنطقة.
ومن جانبه، قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، إن الجرائم التى يرتكبها الاحتلال الإسرائيلى فى غزة ترمى إلى ما هو أبعد من القتل والانتقام، موضحًا أن الهدف الحقيقى هو تقويض القضية الفلسطينية برمتها، وتصفيتها عبر مشروع يستهدف القطاع والضفة الغربية والقدس على حد سواء.
وأضاف أبو الغيط، فى كلمته أمام اجتماع مجلس الجامعة، إن ما يجرى فى غزة يكشف بوضوح عن مخطط إسرائيلى يسعى إلى تشريد الشعب الفلسطينى ونزع الأرض والاستيلاء عليها بوسائل غير شرعية، مشددًا على أن العرب يتحركون بقوة لوقف هذه “المدبحة” التى تنفذها عصبة متطرفة بأيديولوجية إقصائية وعنصرية لا مكان لها فى هذا العصر.
ولفت إلى أن الدفاع عن حل الدولتين يظل المخرج الوحيد العادل، باعتباره الضامن لبقاء مشروع الدولة الفلسطينية المستقلة، مؤكدًا أن العرب ليسوا وحدهم فى هذا النضال، حيث تعترف أكثر من 150 دولة بـ فلسطين ، فى وقت بدأت فيه موجة اعترافات جديدة بالدولة الفلسطينية، وهو ما يعد مؤشرًا على إدراك المجتمع الدولى لخطورة المخطط الإسرائيلي.
وفى سياق آخر، شدد أبو الغيط على ضرورة إنهاء الحرب فى السودان ووقف نزيف الدم عبر حلول سياسية تحفظ وحدة الدولة ومؤسساتها، مؤكدًا ترحيبه بالخطوات الأخيرة نحو تشكيل حكومة مدنية جديدة. كما أشار إلى أن لبنان يقف أمام مفترق طرق تاريخى بعد قراره الشجاع بتطبيق حصرية السلاح بيد الدولة، داعيًا إلى وقف الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لسيادة لبنان.
وختم الأمين العام بالتأكيد على أن التنمية العربية المشتركة تمثل أداة “أمن ناعم” قادرة على مواجهة مخاطر الإرهاب والتهجير والحروب المستدامة، مشيرًا إلى أن العرب أمام فرصة لإعادة صياغة حضورهم الدولى كقوة استقرار فى منطقة أنهكتها الصراعات.
في حين، أكد خليفة شاهين المرر وزير الدولة الإماراتى للشئون الخارجية إنه لابد من وقف فورى للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، داعيا إلى توحيد سردية السلام ومكافحة الإرهاب.
وشدد على أن بلاده ستواصل الدعم الإغاثى لسكان قطاع غزة، والعمل على دعم الجهود الدولية الرامية لوقف الحرب على غزة
ويتناول الاجتماع مستجدات الأوضاع في المنطقة العربية خاصة الأوضاع في السودان واليمن وسوريا، وليبيا ولبنان والصومال وآليات التعامل مع التحديات الإقليمية الراهنة بما يضمن تعزيز الأمن القومي العربي وصون المصالح الاستراتيجية المشتركة.
ويبحث الاجتماع ملفات التعاون الاقتصادي والاجتماعي العربي، بما في ذلك دعم الاقتصاد الفلسطيني وتعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وذلك تمهيدًا لرفع التوصيات والقرارات إلى الاجتماع الوزاري لاعتمادها ضمن رؤية عربية شاملة لتعزيز العمل العربي المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وتتضمن أعمال المجلس إجراء الانتخابات لتعيين رئيس اللجنة العربية الدائمة للأرصاد الجوية، وتعيين رئيس فريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب، وتعيين رئيس اللجنة الدائمة للشؤون الإدارية .

Trending Plus