تجفيف الأسماك.. حرفة ابتدعها الفراعنة قديما وتوارثها أهالى البحر الأحمر حديثا.. استخدمت فى رحلات الصيد البعيدة للحفاظ على الأسماك فترة طويلة.. وأصبحت الأكلة الأشهر فى الأعياد.. والرهو والحريت أشهر الأنواع.. صور

السمك المجفف

البحر الأحمر – عماد عرفة

الخميس، 04 سبتمبر 2025 03:00 ص

توارث أهالي البحر الأحمر من أجدادهم الصيادين عادة تجفيف الأسماك، وهي عادة تعود إلى عهد الفراعنة الذين استخدموا هذه الطريقة منذ آلاف السنين لحفظ الأسماك لفترات طويلة دون أن تفسد. ومع مرور العصور، انتقلت هذه العادة حتى يومنا هذا، لتظل مرتبطة بالمجتمعات الساحلية، خاصة في مدن البحر الأحمر.

السمك الناشف وطقوس العيد

قال وصفي تمير من أبناء مدينة القصير إن السمك المجفف أو "الناشف" كما يُطلق عليه محليًا، يعد من الأكلات التراثية التي يقبل عليها أهالي المحافظة بشكل خاص في الأعياد، حيث يُعتبر جزءًا من طقوس عيد الفطر المبارك تحديدًا، إذ يتناوله السكان صباح يوم العيد بعد الصلاة مباشرة.

الفراعنة والصيادون الأوائل

أوضح تمير أن الفراعنة هم أول من ابتكروا هذه الفكرة، حيث عُثر في بعض الاكتشافات الأثرية على بقايا أسماك مجففة داخل المقابر. وأضاف أن الصيادين قديمًا كانوا يقضون شهورًا في البحر دون وجود وسائل تبريد، فكانوا يجففون الأسماك على الجزر البحرية لحفظها حتى العودة.

خطوات التجفيف

أوضح ابن مدينة القصير أن التجفيف يصلح لمعظم أنواع الأسماك، إلا أن "الرهو" و"الحريت" هما الأفضل. وتبدأ العملية بفتح السمكة وتنظيفها جيدًا وتشريحها من الداخل، ثم تُملّح وتُترك لعدة ساعات، بعدها تُغسل وتُصفى جيدًا.

وأكد أن الأسماك تُجفف على ما يُعرف بـ"الشماسة"، وهي منصة من السلك والخشب مخصصة لتجفيف الأسماك تحت أشعة الشمس. وبعد عدة أيام يتم تقليبها لتعرض جميع جوانبها للشمس، وتستمر العملية من أسبوع إلى شهر ونصف حتى يتحول لون اللحم إلى الأحمر.

الحريت والرهو

قال الحاج محمد مصلح، تاجر أسماك مجففة، إن سمك "الحريت" يُعتبر الأقوى والأكثر تحمّلًا للرطوبة والحرارة، ويمكن أن يبقى صالحًا حتى 9 أشهر، بينما لا تتجاوز صلاحية "الرهو" 50 يومًا.

وأوضح أن سكان البحر الأحمر يفضلون "الرهو"، بينما يلقى "الحريت" رواجًا كبيرًا في محافظات الصعيد مثل قنا وسوهاج وأسوان والأقصر، حيث يُقبل الأهالي على شرائه بكميات كبيرة في الأعياد.

طرق إعداد السمك المجفف

أضاف أن طرق إعداد السمك المجفف تختلف من منطقة إلى أخرى، لكن الطريقة الأكثر شيوعًا تبدأ بنقع السمك في الماء طوال الليل ليعود اللحم إلى حالته الطبيعية. بعدها يُطهى بالصلصة والطماطم والبصل والفلفل الأخضر مع إضافة التوابل المختلفة.