جمال الكعبى: "بريدج" جسر لرواية قصص الشعوب وصون هوياتها

فى عالم سريع التحولات، حيث تتقاطع التكنولوجيا مع الثقافة وتتصارع الروايات المتعددة، يصبح السؤال الأهم: من يروى قصتنا؟، بهذا السؤال يبدأ الدكتور جمال محمد الكعبى، مدير المكتب الوطنى للإعلام فى الإمارات ونائب رئيس بريدج، حديثه عن المبادرة التى تسعى لأن تكون جسرًا للتواصل بين الثقافات، وحاضنة للحوار الإنسانى الذى يحترم الهوية ويواجه التزييف.
في هذا الحوار، يحدثنا الكعبي عن دور بريدج فى ترسيخ الهوية الثقافية، وعن التحديات التى يفرضها الذكاء الاصطناعى، ورؤيته للمستقبل.
كيف يمكن لـ"بريدج" أن تساهم فى ترسيخ الهوية الثقافية داخل المجتمعات؟
نحن في "بريدج" نؤمن بأن رواية القصة هي حجر الأساس في الحفاظ على الهوية، فالمهم ليس فقط أن نروي القصة، بل أن تروى بصدق وعمق، وأن تحترم خصوصية الشعوب وثقافاتها، وأحب دائمًا أن أستشهد بقصة "بناة الأهرامات"، فهى قصة عالمية تستحق أن يحكيها الإعلام المصرى للعالم من منظور مصرى أصيل، اليوم، الإنتاج المصرى قادر على أن ينافس عالميًا، بشرط أن ينطلق من أصالته وتراثه وهويته، وفى بريدج نعمل على خلق تحالفات وشراكات تتيح لنا تقديم هذه القصص كحلول إعلامية وثقافية، بما يخدم الإنسانية ويربط بين الشعوب.
تواجه المجتمعات اليوم تحديات مرتبطة بتزييف التاريخ.. كيف تنظرون إلى ذلك؟
مع التقدم التكنولوجي والطفرة في الذكاء الاصطناعى، بات هناك خطرا حقيقيا يتمثل في تزييف التاريخ وتشويه الحقائق، إذا لم نضع أطرًا للحوكمة والاستخدام المسئول لهذه الأدوات، فقد نجد أنفسنا أمام صراعات بين الشعوب حول "من يملك الحقيقة"، ومن هنا تأتى أهمية "بريدج" كمنصة للحوار والتفكير المشترك فى رسم ملامح المستقبل، بما يحافظ على الهوية والأخلاقيات والمكتسبات الإنسانية.
هل ترون أن الحكومات وصناع المحتوى قادرون على خلق توازن بين الحرية والمسئولية؟
الحكومات تراقب بالفعل وتضع قيودًا أحيانًا، لكن التحدي الحقيقي هو في تثقيف صناع المحتوى، لا يجب أن يكون النجاح رهينًا بالترندات السطحية، لأن مجتمعاتنا محافظة، وما يطرح من محتوى سلبي سرعان ما يرفضه الجمهور ويختفي أثره، ونحن بحاجة إلى صناع محتوى يقدمون قيمة، يلامسون العادات والتقاليد ويحترمون الأخلاقيات، وفي الوقت ذاته نحتاج إلى مؤسسات تحتضن هؤلاء المبدعين ليكونوا قوة ناعمة لبلدانهم ويصل تأثيرهم إلى العالمية.
ما أبرز التحديات التى تواجهكم فى "بريدج"؟
أكبر تحدٍ هو إقناع الجميع بالفكرة، وجمع أطياف متعددة في مكان واحد للنقاش حول هموم مشتركة، ولقد زرنا سبع دول قبل أن نصل إلى مصر، والجهد كبير لكن الطموح أكبر، ونريد أن يكون "بريدج" حدثًا استثنائيًا يجمع التنوع الثقافي ويقدم حلولًا عملية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والإعلام.
ما آفاقكم المستقبلية لـ"بريدج"؟
بالنسبة لنا استمرار "بريدج" ليس مجرد مشروع بل حلم، ونطمح لأن تصبح المنصة علامة عالمية، مصدر ثقة وثقافة، ومنبرًا للإعلام الإيجابى الذى يدعم استمرارية الجهود الثقافية والإعلامية حول العالم.

Trending Plus