39 مليار جنيه من أموال التأمينات بتكسب فى البورصة مع كبار رجال الأعمال.. تفاصيل

استثمرت صناديق التأمين الاجتماعي للعاملين بالقطاع الحكومي والخاص في مصر، مليارات الجنيهات في البورصة المصرية خلال الفترة الأخيرة، معتمدة على الاستثمار في شركات تدار من قبل كبار رجال الأعمال لتحقيق عوائد مرتفعة ومستقرة.

وتشير البيانات إلى أن إجمالي الاستثمارات في الشركات الكبرى، التي يقودها رجال أعمال معروفون، بلغ أكثر من 39 مليار جنيه، موزعة بين مجموعة طلعت مصطفى القابضة بقيادة هشام طلعت مصطفى، والبنك التجاري الدولي بقيادة هشام عز العرب، وشركة مدينة مصر للإسكان والتعمير بقيادة عبد الله سلام، إضافة إلى شركات الإسكندرية للزيوت المعدنية، والصناعات الكيماوية المصرية، ومجموعة إي أف جي القابضة، وبنك كريدي أجريكول مصر.

ويأتي هذا الاستثمار في إطار استراتيجية صناديق التأمين لزيادة العوائد على أموال المشتركين وضمان استدامة الصناديق وتحقيق أرباح ثابتة، إذ تم اختيار الشركات بعناية لتكون تحت إدارة خبراء يمتلكون سجلاً ناجحاً في الأسواق المالية ويحققون أرباحًا مرتفعة، وهو ما يعزز استقرار السوق ويطمئن المستثمرين المحليين والأجانب على حد سواء.

وعلى مستوى التفاصيل، ارتفعت حصة صناديق التأمين الاجتماعي في مجموعة طلعت مصطفى القابضة من 123,893,956 سهم إلى 129,158,114 سهم، بما يعادل 6.27% من أسهم الشركة بسعر للسهم يبلغ 53.2 جنيه، ليصل إجمالي الاستثمار إلى نحو 6.87 مليار جنيه، وفي البنك التجاري الدولي، ارتفعت الأسهم من 223,315,888 إلى 228,457,936 سهم، بنسبة 7.44% من الشركة، وبسعر للسهم 96 جنيهًا، ليصل إجمالي الاستثمار إلى نحو 21.92 مليار جنيه.

كما شهدت شركة مدينة مصر للإسكان والتعمير زيادة استثمارات صندوق العاملين بالقطاع الحكومي من 167,639,857 إلى 171,551,357 سهم، فيما استمر صندوق العاملين بالقطاع الخاص عند 18,854,143 سهم، بسعر 4.91 جنيه للسهم، ليبلغ إجمالي استثمارات الصندوقين نحو 935 مليون جنيه، وفي شركة الإسكندرية للزيوت المعدنية "اموك"، بلغ إجمالي عدد الأسهم المملوكة من قبل صناديق التأمين الحكومي والخاص 131,168,250 سهم بسعر 7.31 جنيه، ليصل إجمالي الاستثمار إلى نحو 959 مليون جنيه.

كما استثمرت صناديق التأمين في شركة الصناعات الكيماوية المصرية "كيما"، وبلغ إجمالي الأسهم 401,498,384 سهم بسعر 11 جنيهًا للسهم، ما يعادل نحو 4.42 مليار جنيه، وفي مجموعة إي أف جي القابضة، ارتفعت الحصص من 120,328,556 سهم إلى 127,406,211 سهم بسعر 25.48 جنيه، ليصل إجمالي الاستثمار إلى نحو 3.25 مليار جنيه، فيما وصل إجمالي استثمارات بنك كريدي أجريكول مصر إلى نحو 1.76 مليار جنيه بعد زيادة الأسهم من 79,600,267 إلى 97,766,471 سهم بسعر 17.98 جنيه.

ويكتسب استثمار أموال صناديق التأمين الاجتماعي في البورصة أهمية استراتيجية كبيرة على أكثر من مستوى، إذ يسهم هذا التوجه في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال ضخ سيولة في شركات قوية تدعم النمو والتوظيف، كما يساعد على توسيع قاعدة التمويل طويل الأجل للمشروعات الكبرى التي يقودها كبار رجال الأعمال.

وفيما يخص سوق المال، فإن دخول صناديق التأمين كعنصر مؤسسي فاعل يعزز من الاستقرار ويحد من التقلبات الحادة في الأسعار، ويخلق ثقة أكبر بين المستثمرين المحليين والأجانب، ما يعيد السيولة ويحفز التداول بشكل صحي.

أما بالنسبة لأصحاب المعاشات والمشتركين في الصناديق، فإن استثمار أموالهم بشكل مدروس في أسهم شركات ناجحة يضمن تحقيق عوائد مرتفعة ومستدامة، ما يحافظ على قيمة المدخرات ويزيد من قدرتهم على مواجهة الضغوط الاقتصادية، ويؤمن استقرار دخلهم بعد التقاعد، بهذا الشكل، يصبح الاستثمار في البورصة أداة مزدوجة الفائدة، تجمع بين تحقيق الأرباح لصالح الصناديق وتحفيز الاقتصاد وتعزيز ثقة السوق المالية.

وتؤكد الدراسات الحكومية أن حجم استثمارات البنوك والبريد المصري الموجهة للبورصة يمثل نسبة ضئيلة تتراوح بين 1 إلى 2% من إجمالي الأموال المتاحة، فيما بلغت نسبة استثمارات شركات التأمين في الأسهم ووثائق صناديق الاستثمار والمحافظ المالية المرتبطة بوحدات استثمارية نحو 26% في 2020/2021، بينما شكلت الأسهم والأوراق المالية المتداولة الأخرى نحو 2.8% من استثمارات صناديق التأمين الخاصة، ونحو 3.6% من إجمالي أصول صناديق الاستثمار.