اكتشاف قطعة أثرية على شكل ضفدعان عمرها 3800 عام فى بيرو

كشفت وزارة الثقافة في بيرو، عن قطعة أثرية من الطين عمرها 3800 عام تم اكتشافها في موقع فيشاما الأثري، وهو ما يمثل اكتشافًا لأقدم حضارة في أمريكا اللاتينية، وفقا لما نشره موقع greekreporter.

الممارسات الطقوسية لثقافة كارال

تتميز هذه القطعة الأثرية، التي تعكس الممارسات الفنية والطقوسية لثقافة كارال القديمة، بوجود ضفدعين صغيرين متصلين بأرجلهما الخلفية ومطليين باللونين الأحمر والأسود.

يبلغ طول هذا التمثال الطيني حوالي 12 سم، وهو الأول من نوعه الذي يُكتشف في فيشاما، وقال الخبراء إنه يُقدم رؤية جديدة للحياة الاحتفالية في إحدى أقدم الحضارات المعروفة في الأمريكتين.

اكتشف علماء الآثار التمثال أثناء جهود الحفظ الجارية في موقع فيشاما، الواقع في مقاطعة هواورا، على بعد حوالي 160 كيلو مترًا شمال العاصمة.

كانت المدينة بمثابة مركز زراعي رعوي رئيسي خلال المرحلة الأخيرة من حضارة كارال، التي ازدهرت على طول الساحل الشمالي لبيرو منذ أكثر من 4000 عام.

يربط الخبراء الرمزية بالمناخ والخصوبة

قالت تاتيانا آباد، رئيسة موقع فيشاما، إن الضفادع ربما ترمز إلى الماء والخصوبة والازدهار، وربطت هذا الاكتشاف بنقوش جدارية سابقة في فيشاما، تُصوّر شخصيات هيكلية بشرية ذات بطون جوفاء، وهي صور يُعتقد أنها تجسد ذكريات جماعية عن المجاعة والأزمات الناجمة عن تغير المناخ، ووفقًا لآباد، ربما كان هذا التمثال بمثابة جاذبية بصرية تُجسّد التوازن والتجديد خلال فترات الإجهاد البيئي.

الحفريات في موقع فيشاما الأثري

أيدت روث شادي، مديرة منطقة كارال الأثرية، هذا التفسير، وقالت إن التمثال يعكس المواضيع التي تُصوّرها جداريات فيشاما، والتي تُجسّد دورات الندرة والأمل، مؤكدة أن الضفادع والعلاجيم لا تزال تُرى في العديد من الثقافات باعتبارها نذيرًا للمطر، مما يعزز فكرة أن هذا الشكل كان جزءًا من نداء رمزي للوفرة.

وقد لاحظ الباحثون أن هذه القطعة الأثرية، رغم صغر حجمها، تحمل ثقلاً ثقافياً كبيراً، ويعتقدون أنها تجسد جهوداً قديمة للاستجابة للتغيرات البيئية من خلال التعبير الطقسي.

السياق التاريخي وإرث فيشاما

ينتمي التمثال إلى ثقافة كارال، التي اعترفت بها اليونسكو كموقع للتراث العالمي منذ عام 2009، ويعود تاريخ كارال إلى ما يقرب من 5000 عام، ويعتبر على نطاق واسع أساس الحضارة في أمريكا اللاتينية.

كانت فيشاما، وهي جزء من تلك الشبكة الأوسع، تغطي مساحة (62 فدانًا) وتضم 28 مبنى، مما يُتيح نافذة نادرة على التخطيط الحضرى المبكر في الأمريكتين.

قطعة أثرية على شكل ضفدعان