الذكاء الاصطناعى يشعل موجة غير مسبوقة من الهجمات الإلكترونية.. تقرير أوروبى: 8 ملايين هجوم رقمى خلال 6 أشهر بالعالم.. وأوروبا فى مرمى الخطر.. اليوروبول يحذر: الـAI مكّن من زيادة سرعة الاختراقات وكشف نقاط الضعف

تحولت الهجمات الإلكترونية من مجرد تهديد تقني عابر، إلى سلاح استراتيجي يهدد استقرار الدول واقتصاداتها، خصوصًا في ظل الأزمات الجيوسياسية المتفاقمة، من خطر متزايد من استخدام الذكاء الاصطناعى، و يكشف التقرير السنوي الصادر عن وكالة الاتحاد الأوروبي للأمن السيبراني (ENISA) أن الفضاء الرقمي في أوروبا بات ساحة مفتوحة للهجمات، حيث سُجّل خلال العام الماضي وحده نحو 10 آلاف هجوم إلكتروني، واستهدفت قطاعات حيوية، على رأسها الإدارات العامة وقطاع النقل والمصارف.
ووفقا للتقرير الذى نشرته صحيفة لا كونفدنثيال الإسبانية فإن عام 2025 يشهد طفرة قياسية فى الهجمات السيبرانية المدعومة بالذكاء الإصطناعى مع تصدر أوروبا قائمة المناطق الأكثر تضررا، حيث أن العالم تعرض لأكثر من 8 مليون هجوم رقمى، نحو 3.2 مليون هجوم DDoS (هجمات حجب الخدمة الموزعة) ضد بنى تحتية حيوية في أوروبا والشرق الأوسط.
وأشار التقرير إلى أن الإدارات العامة كانت الأكثر تضررًا بنسبة 19%، ما يضع مؤسسات الدولة في مرمى الهجمات، يأتى بعدها قطاع النقل بنسبة 11% وهو قطاع حساس لارتباطه المباشر بحياة المواطنين، أما القطاع المالي والمصرفي فتعرض لـ 9% من الهجمات، في مؤشر على محاولات ابتزاز واختراق تستهدف البنية الاقتصادية، إلى جانب هذه القطاعات، شملت الهجمات أيضًا البنية التحتية الرقمية، الخدمات التجارية، وحتى المواطنين العاديين، ما يعكس توسع رقعة التهديدات.
دور الذكاء الاصطناعي في تصاعد الهجمات
ووفقا للتقرير فقد مكّن الذكاء الاصطناعي المهاجمين من زيادة سرعة الاختراقات عبر أنظمة قادرة على تحليل الثغرات واكتشاف نقاط الضعف في وقت قياسي، وإنتاج برمجيات خبيثة متطورة قادرة على تغيير بنيتها لتفادي برامج الحماية، بالإضافة إلى تنفيذ هجمات تضليلية واسعة النطاق باستخدام روبوتات قادرة على نشر الأخبار الكاذبة أو سرقة البيانات الشخصية بشكل آلي.
تأثير الحرب في أوكرانيا
ويشير التقرير إلى أن الحرب الروسية في أوكرانيا ساهمت في رفع مستوى التهديدات، إذ استخدمت موسكو الفضاء الإلكتروني كساحة إضافية لمعاركها، ومن أبرز التحديات التي رصدها التقرير، حملات التضليل الإعلامي الواسعة، و اختراق سلاسل التوريد الخاصة بالبرمجيات، وتزايد الهجمات على الأجهزة الذكية، مع التهديدات الهجينة المعقدة، بالإضافة إلى إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي في شن هجمات متطورة.
وأبدت اليوروبول ، وكالة الشرطة الأوروبية ، قلقها من هذا التصعيد ، مؤكدة فى تقريرها حول الجريمة المنظمة عبر الانترنت أن التوترات السياسية والعسكرية العالمية ساهمت فى زيادة الهجمات التخريبية المعقدة ، كما شددت الوكالة على أن دول الاتحاد الأوروبى تعد من الأكثر تضررا عالميا من هذا النوع من الهجمات.
ويزداد المشهد السيبراني الأوروبي تعقيدًا عامًا بعد عام، والهجمات الإلكترونية لم تعد تهديدًا تقنيًا فحسب، بل أداة ضغط سياسي واقتصادي وأمني، وبينما تعمل بروكسل على تعزيز القدرة على الصمود السيبراني عبر سياسات واستراتيجيات مشتركة، يبدو أن السنوات المقبلة ستشهد سباقًا محتدمًا بين قدرات الدفاع الأوروبية وتطور أدوات الهجوم السيبراني عالميًا.
أوروبا من أبرز الأهداف الرئيسية
وتعتبر ألمانيا، فرنسا، بولندا، وروسيا من أبرز الدول الأوروبية المستهدفة، حيث سببت الهجمات انقطاعات في خدمات الاتصالات استمرت من 5 إلى 15 دقيقة، كما تعرضت إيطاليا لسلسلة هجمات في فبراير ومارس ضد مؤسسات حكومية، ربطها التقرير بتطورات سياسية داخلية، في الشرق الأوسط، رُصدت آلاف الهجمات المرتبطة بالتوترات بين إيران وإسرائيل وبين باكستان والهند.

Trending Plus