نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم ..5 سبتمبر 1956.. عبدالناصر يرفض تهديد "منزيس" رئيس وزراء استراليا وبعثة "مؤتمر لندن" بشأن تأميم شركة قناة السويس ويغلق الملف المفتوح أمامه مؤكدا: "نحن مستعدون للمواجهة"

الرئيس جمال عبدالناصر
الرئيس جمال عبدالناصر
سعيد الشحات

كان الوقت مساء 5 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1956 حين أقام الرئيس جمال عبدالناصر مأدبة عشاء للبعثة التي يترأسها رئيس الوزراء الأسترالي "روبرت منزيس"، وجاءت في 2 سبتمبر لتقديم قرارات مؤتمر لندن للرد علي قرار عبدالناصر بتأميم شركة قناة السويس يوم 26 يوليو 1956.

انعقد "مؤتمر لندن" يوم 16 أغسطس 1956، بدعوة من بريطانيا وفرنسا وأمريكا، وحضره 22 دولة بحرية، منها 18 دولة منها ضد مصر، وأربع مؤيدة لها وهي، الاتحاد السوفيتي والهند وسيلان وإندونيسيا، وانتهي المؤتمر بقرار للأغلبية هو "تشكيل هيئة المنتفعين بالقناة وهذه الهيئة تدير شئونها"، بما يعني تدويلها، وحضر "منزيس" وبعثته يوم 2 سبتمبر 1956 للقاء عبدالناصر لتقديم قرارات المؤتمر، ويذكر الكاتب والباحث الأمريكي "دونالد دنيف" في كتابه "عاصفة علي السويس 1956"، ترجمة وتعليق وتقديم الدكتور عبدالرؤوف أحمد عمرو، أن "منزيس" كان رابع شخص من المعارضين لناصر، وأعلن عن وجهة نظره في تليفزيون لندن بقوله: "من الخطر أن نترك مصالحنا في يد رجل واحد، فهذا كان بمثابة قرار بالانتحار، ولن نقبل الوضع القانوني أو الوضع الأدبي."

استقبل عبدالناصر البعثة يوم 3 سبتمبر 1956، ثم كان حفل العشاء يوم 5 سبتمبر، ويكشف الكاتب الصحفي محمد حسنين هيكل في كتابه "ملفات السويس" أن "منزيس" حاول أثناء الحفل أن يبدو إنسانا مقبولا ولطيف المعشر وإلي درجة تجاوزت حدها في بعض الأحيان، ففور جلوسه إلي جانب عبدالناصر، قال: "إنني أعرف هذا القصر فقد جئت فيه مرات عديدة لمقابلة صاحبه الأمير محمد علي، وكان رجلا عجوزا يعيش في عالمه الخاص، ولا يعرف عن حقائق الدنيا شيئا، لكنه كان رجلا لا بأس به"، ثم لمح تمثالا نصفيا في أحد الصالونات للخديوي إسماعيل، فهرول إليه وراح يتحسس كتلة رخامه الباردة، وعاد ليقول للرئيس "لقد أردت أن أقدم احترامي للرجل الذي أتاح لديلسيبس أن يشق قناة السويس."

يكشف هيكل: "وجه "منزيس" سؤالا إلي عبدالناصر: "هل تعرف يا سيدي الرئيس ما هي أحسن مواهبي؟"، ثم أجاب: "تقليد الشخصيات، هل تريدني أن أقلد لك تشرشل، أو جورج برنارد شو؟"، ولم ينتظر ردا، وراح يقلد "تشرشل"، ثم سأل عبدالناصر عن رأيه في المشهد الذي أداه أمامه، فرد عبدالناصر بأنه لم يسمع الأصل ليستطيع الحكم علي التقليد، ولم ييأس "منزيس"، وإنما قال إن "كليمي" زوجة تشرشل سمعته وهو يقلد زوجها، وأقسمت أنها لا تجد فرقا بين الأصل والتقليد.

شهدت الجلسة الثالثة لحظة الصدام حين تطرق الحديث عن فكرة تدويل القناة، وحسب نص محضر الجلسة الثالثة من الاجتماعات، قال عبدالناصر: "إن فصل القناة عن السياسة المصرية غير ممكن، لأن القناة في أرض مصر وخاضعة للحكومة المصرية منذ إنشائها، ولا يمكن أن نفصلها عن سياسة الدولة التي تملكها إلا إذا فصلناها عن سيادة هذه الدولة، ثم لماذا لم يثر هذا الموضوع قبل الآن، ولماذا لم يثر أيام وجود شركة قناة السويس مع أن القناة لم تكن خاضعة لسيادة هذه الشركة."

عقب "منزيس" قائلا: "الغرض هو إزالة التوتر الحادث فعلا، وهذا الموضوع أثير فعلا وهذه حقيقة واقعة ولذلك يجب إيجاد حل له"، ورد عبدالناصر: "إيجاد حل رغم إرادة الشعب المصري غير عملي ولذلك فإن المشاكل ستبدأ فعلا، إذا فرضنا هذا الحل علي الشعب المصري، ومال "منزيس" علي المكتب وركز نظره عليه، قائلا: "عدم الوصول إلي اتفاق هو الذي سيكون بداية المشاكل"، فرد عبدالناصر فورا بأن أغلق الملف المفتوح أمامه، وقال لمنزيس: "إذا قبلت وجهة نظركم فسوف تبدأ المشاكل من الشعب المصري، وإذا لم أقبلها فسوف تبدأ المشاكل من جانبكم، وهكذا يظهر لي أننا سنواجه مشاكل في كل الأحوال، وإذا كان ذلك فلنواجهها من الآن ونحن مستعدون، إنني قبلت التحدث معكم في مفاوضات حرة، فإذا أحسست بالتهديد فواجبي يحتم علي أن أطلب وقفها."

تكهرب الجو، وحاول منزيس توضيح أنه لم يقصد التهديد، ويذكر "دونالد نيف"، أن منزيس كتب في تقريره عن شخصية ناصر: "إنه حقا ساحر إذا نظر إليك، وإنه لبق، موجز الكلمة ذات معني عميق، إنه حقا مثير بدون تكلف"، ويعلق "نيف" أن هذا التقرير كان عن سحر شخصية ناصر، أكثر من المهمة التي جاء من أجلها، أما تقرير مصر عن هذه البعثة فقالت فيه: "منزيس شخص عديم الإحساس يتسم بالعداء الشديد، متكبر، ومتعجرف، إنه مثل ثورة هائج في دكان رجل صيني، إنه مثل رجل غالبا سكران، ويتصبب عرقا بغزارة، إنه شخص عنيد جدا، إنه عجل استرالي."       
يؤكد "نيف": "لم تستطع بعثة منزيس أن تحقق أي شيء من مهمتها، وكان من المفروض أن يغادر هو القاهرة فورا، ولكنه آثر البقاء حتي يوم 10 سبتمبر بصفة شخصية وعلي حساب السفارة الاسترالية بالقاهرة."

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

فيديو يوثق اعتداء أب على ابنه فى كفر الشيخ.. والداخلية تتدخل

منظمة الصحة العالمية: تفشي جدري القرود لم يعد يشكل حالة طوارئ صحية عالمية

موعد مباراة مصر وإثيوبيا فى التصفيات المؤهلة لكأس العالم والقنوات الناقلة

القبض على شخصين ظهرا فى فيديو الضرب بالكرباج خلال احتفال بالمولد النبوى

الصحة العالمية تضيف GLP-1 لعلاج السكر وأدوية السرطان للقائمة الأساسية


ترتيب منتخب مصر فى مجموعة تصفيات كأس العالم قبل مواجهة إثيوبيا الليلة

موعد دخول الجماهير استاد القاهرة لمؤازرة منتخب مصر ضد إثيوبيا

نقل كريم مغاورى للعناية المركزة.. والفنان يطلب الدعاء

أهالى غزة لجيش الاحتلال الإسرائيلى: مش راح نطلع من القطاع وهنموت هنا

سيناريوهات تأهل منتخب مصر لكأس العالم قبل مواجهة إثيوبيا الليلة


فرنسا تطلب من مستشفياتها الاستعداد حال نشوب حرب بأوروبا قبل مارس 2026

لاعبو المنتخب المشارك في كأس العرب يوجهون رسالة دعم للفراعنة قبل مباراة إثيوبيا

كل ماتريد معرفته عن مباراة منتخب مصر وإثيويبا الليلة فى تصفيات كأس العالم

شاب يذبح شقيقته 3 سنوات بسبب الغيرة.. والتحريات: يعانى من اضطرابات نفسية

الطقس غدا.. حار نهاراً وارتفاع بالرطوبة والعظمى بالقاهرة 34 درجة

3 منتخبات جديدة تزين قائمة المتأهلين إلى كأس العالم 2026

استعدادًا لأوكلاند سيتي.. المدير الفني لبيراميدز يطلب فيديوهات لدراسة المنافس

تعرف على موعد وصول بعثة أوكلاند سيتى لمواجهة بيراميدز

كيف يمكنك التقديم مباشرة على" العمرة" إلكترونياً؟

مواعيد مباريات اليوم.. منتخب مصر ضد إثيوبيا فى تصفيات كأس العالم 2026

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى