كيف يكون الاختلاف مشروعا؟.. باحثة بمرصد الأزهر يجيب

 الدكتورة هاجر راشد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
الدكتورة هاجر راشد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف
محمد شرقاوى

أكدت الدكتورة هاجر راشد، الباحثة بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن الاختلاف المشروع بين الناس لا يُعد عيبًا أو خطأ، بل هو جزء من طبيعة البشر ورحمة وتيسير عليهم، موضحة أن المشكلة تبدأ عندما يتحول هذا الاختلاف من تنوع يغني العقول إلى تعصب يفرق القلوب ويزرع الكراهية.

وقالت راشد، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة: "الاختلاف سنة إلهية وطبيعة بشرية، وإدارته فن حضاري وعبادة ربانية، وإذا ألقينا نظرة على التراث الإسلامي سنجد نماذج راقية في إدارة الاختلاف، فالصحابة الكرام اختلفوا في بعض المسائل الفقهية، ومع ذلك لم يؤثر ذلك على المحبة بينهم، والإمام الشافعي لخص هذا المنهج بقوله: (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب)، وهو ما يعبر عن المنهج الأزهري الوسطي القائم على احترام الرأي الآخر دون تعصب أو إقصاء".

وأضافت أن التعصب يُعد بداية للتطرف، حيث يبدأ بالانغلاق على رأي أو جماعة ثم ينتهي بالعنف وسفك الدماء، بينما الإسلام علمنا أن نكون وسطيين نستمع ونحاور وننتقد بأسلوب راقٍ بعيد عن التعصب أو تسفيه الآخرين، مؤكدة أن المتعصب لا يقبل الحوار ولا التعايش، ويقسم المجتمع إلى فرق متصارعة تتغذى بها بيئة التطرف.

وأشارت الباحثة بمرصد الأزهر إلى أن المتطرفين يستغلون التعصب لتشكيل بيئة نفسية مغلقة يسهل فيها تجنيد الأفراد، من خلال تعزيز مشاعر الانتماء لجماعة معينة، وتكريس فكرة أن "نحن الأفضل" وأن الآخر على ضلال، وهو ما يقود إلى تشويه صورة المخالفين واتهامهم بالخيانة أو الكفر، ومن ثم التحريض التدريجي على العنف ضدهم، بزعم أن الدين لا يُحفظ إلا بالقوة وأن الحوار وقبول الآخر غير مجد.

وأضافت: "من المهم أن ندرك أن الخلاف سنة إلهية وحكمة ربانية، قال تعالى: (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)، وهذه الآية تخبرنا أن الاختلاف ابتلاء لاختبار العباد وتمحيص الحق".

وتابعت: "لمواجهة ذلك لا بد أولًا من معرفة طبيعة الخلاف المحمود وكيفية تحويله لخلاف إيجابي يثري المجتمع ويزيد المعرفة.. ثانيًا، التمييز بين الثوابت والمتغيرات، فالثوابت محل إجماع مثل أركان الإسلام والعقيدة والثوابت الوطنية، بينما المتغيرات محل اجتهاد مثل المسائل الفقهية والوسائل ووجهات النظر.. ثالثًا، النية الصالحة، بحيث يكون الهدف من الحوار الوصول إلى الحق لا الانتصار للنفس أو الجدال بالباطل، ولهذا حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على ترك المراء، وأخبرنا أن من ترك الجدال وهو محق بُني له بيت في الجنة".

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

قبول 50 طالبة من كليات التربية الرياضية بأكاديمية الشرطة

التعليم تكلف لجنة بإدارة مدارس النيل بعد واقعة التعدى على طلاب

قبول 1550 طالبًا من خريجي الحقوق بأكاديمية الشرطة

قبول 800 طالب من الحاصلين على الثانوية بأكاديمية الشرطة

رئيس أكاديمية الشرطة يعلن قبول 2757 طالبا بعد اجتياز الاختبارات


وزير الداخلية يعتمد نتيجة قبول دفعة جديدة بأكاديمية الشرطة

الأهلى يعرض على الرجاء المغربى 600 ألف دولار لشراء 6 شهور من عقد بلعمري

وفاة الفنان نبيل الغول.. أبرز مشاركاته ذئاب الجبل والشهد والدموع

الزمالك يتمسك بضم حامد حمدان في يناير بعد حل أزمة القيد

إحالة المتهم بالتحرش بالفنانة ياسمينا المصرى للجنايات


الدوري السعودي يستعد لاستقبال محمد صلاح.. والهلال يفتح خزائنه

صدمة بعد إطلاق نار فى جامعة أمريكية.. الضحايا من الطلاب والمسلح لا يزال هاربا

اعرف الرابط الرسمى للاستعلام عن نتائج اختبارات كلية الشرطة

اعرف كيفية الحصول على نتيجة كلية الشرطة لعام 2025/2026

التنمية المحلية: تخفيض رسوم ترخيص المحال العامة لمدة 6 أشهر بنسبة تصل لـ50%

100 مليون جنيه إسترليني تهدد بقاء محمد صلاح في ليفربول

إخطار المقبولين بكلية الشرطة للعام الدراسي الجديد هاتفيًا وبرسائل نصية

أكاديمية الشرطة تعلن نتيجة الطلاب المتقدمين لها اليوم

مستقبل محمد صلاح حديث صحف إنجلترا بعد تألقه مع ليفربول ضد برايتون

مواعيد مباريات اليوم الأحد 14-12-2025 والقنوات الناقلة

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى