موضة اللحية فى العصر الفيكتورى تدل على الأناقة والدوافع الطبية

كان رجال العصر الفيكتوري يتميزون بمظهر أنيق وراقى، فشعرهم مصفف بعناية، ويرتدون بدلات أنيقة، وصدريات فخمة، ويضعون قبعات مميزة، ورغم هذا المظهر المتحفظ، فإن كثيرًا منهم كانوا يطلقون لحى كثيفة ومثيرة للإعجاب.
بدأت موضة اللحى الفيكتورية في الظهور حوالي عام 1850، وارتبطت جزئيًا بفكرة الرجولة والقوة، خاصة بعد عودة الجنود البريطانيين من حرب القرم عام 1856 وهم حليقو الوجوه.
لكن دوافع إطلاق اللحية لم تكن جمالية أو رمزية فقط، بل كانت أيضًا طبية وفقًا لمعتقدات ذلك الزمان، فقد كان كثير من الأطباء في القرن التاسع عشر يؤمنون بنظرية الميازما، والتي كانت تفترض - بشكل خاطئ - أن الأمراض، مثل الكوليرا المنتشرة آنذاك، سببها الهواء الملوث، وبالرغم من أن تلوث الهواء بالفعل كان يضر بالصحة، إلا أن تفسير تأثيره لم يكن دقيقًا علميًا، وفقا لما ذكره موقع هيستورى فاكت.
في هذا السياق اعتقد البعض أن شعر الوجه يعمل كفلتر طبيعي يمنع استنشاق "الميازما" الضارة، فقد كتب أحد الأطباء في مجلة إدنبرة الطبية عام 1861 أن "الشارب هو جهاز التنفس الطبيعي الأبسط، في حين أن الشعر الذي يغطي الفكين والحلق يوفر الدفء والحماية".
ونتيجة لهذه المعتقدات، شُجع رجال الدين والخطباء العموميون بشكل خاص على إطلاق لحاهم، اعتقادًا بأنها تحمي الحنجرة وتحافظ على الصوت.

Trending Plus