نكبة القرن.. 700 يوم على إبادة غزة.. البالطو الأبيض ونجمة داود السوداء.. آلة الحرب الإسرائيلية تنكل بالأطباء وتقصف المستشفيات على رؤوس المرضى.. غزة تعيش كارثة طبية لا مثيل لها والاحتلال يدمر القطاع الصحى

365 ألف مريض على قوائم الموت السريع
منذ أكتوبر 2023، تعيش غزة، جحيما فعليا بسبب حرب «الإبادة الجماعية» التى ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلى، ضد سكان القطاع الفلسطينى المحاصر برا وبحرا وجوا، ويمنع عنها الماء والغذاء والدواء، ما تسبب فى كارثة إنسانية ومجاعة جماعية أدت إلى استشهاد أكثر من 62 ألف فلسطينى، وإصابة ما يقرب من 160 ألفا آخرين.
قوات الاحتلال الإسرائيلى، لم تكتف بقتل الفلسطينيين بالرصاص والقنابل، وعلى الرغم من أنها ألقت أكثر من 100 ألف طن من المتفجرات على رؤوس الشعب الأعزل، وسوت القطاع بالأرض، منعت أيضا دخول الغذاء والدواء، ودمرت المستشفيات التى يعالج فيها المصابون والمرضى، ما أدى إلى كارثة صحية لا مثيل لها فى التاريخ الحديث.
وتعرض القطاع الصحى لـ788 هجوماً موثقاً من قوات الاحتلال الإسرائيلى استهدفت المرافق الصحية، والمركبات الطبية، والكوادر الطبية، وسلاسل الإمداد، نتج عنها 982 شهيداً و1,669 مصاباً من الكوادر والمرضى، منذ 7 أكتوبر 2023، وحتى 30 أغسطس 2025.
اقرأ أيضا..

شهداء الصحافة فى فلسطين
وقال الدكتور إسماعيل الثوابتة، مدير عام المكتب الإعلامى الحكومى فى القطاع الفلسطينى، لـ«اليوم السابع» إن قوات الاحتلال الإسرائيلى دمرت 38 مستشفى و125 مرفقا صحيا، إضافة إلى تدمير 197 سيارة إسعاف، مما تسبب فى شلل واسع لخدمات الطوارئ والإنقاذ.
ورغم أن الوضع فى غزة، يتعدى كونه كارثيا، تعمل المستشفيات فوق طاقتها القصوى، والمرضى يستلقون على الأرض أو فى الشوارع فى ظل نقص الأَسرة والإمدادات الطبية والمعدات، وتمنع إسرائيل فرق الطوارئ الطبية التابعة للأمم المتحدة من دخول القطاع.
اقرأ أيضا..
700 يوم على إبادة غزة.. فلسطين مؤنثة والبطولة أنثى.. وحوش تفترس النساء
قوات الاحتلال تعتدى على سيدات فلسطين
وبسبب الحصار المفروض على القطاع من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية، يستمر النقص الحاد فى الأدوية والمستلزمات الطبية، وقد تفاقم الوضع، حيث وصل مخزون 52% من الأدوية و68% من المستلزمات الطبية إلى الصفر».
وأكد «الثوابتة» أن «مخزون الأدوية والمستلزمات الطبية فى قطاع غزة شبه منعدم نتيجة الإغلاق المستمر للمعابر والحصار المطبق ومنع إدخال الإمدادات الحيوية».
وأشار إلى أن الاحتلال يمنع إدخال أكثر من 500 صنفٍ دوائى وغذائى أساسى، ما أدى إلى انقطاع الأدوية المنقذة للحياة.
وأوضح أن «نسبة الوفيات الطبيعية ارتفعت إلى سبعة أضعاف عما كانت عليه قبل حرب الإبادة الجماعية، بمعنى لو توفى 10 مواطنين قبل الحرب، فإن هذا يقابله وفاة 70 مواطناً خلال الحرب، للأسباب التى ذكرناها».
اقرأ أيضا..
نكبة القرن.. 700 يوم على إبادة غزة.. سيرة عصابة صارت بلدا.. سفاحون صغار وأوهام كبرى
تهجير الفلسطينيين
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية، أن الأوضاع الصحية والإنسانية فى قطاع غزة وصلت إلى مستويات كارثية.
وأشارت فى بيان إلى أن 45 غرفة عمليات من أصل 312 غرفة تعمل ضمن إمكانيات محدودة يصعب معها إجراء التدخلات الجراحية المعقدة والطارئة للجرحى، لافتة إلى أن انهيار معدلات الأدوية والمستهلكات الطبية ينعكس بشكل كبير على مُجمل الخدمات التخصصية خاصة مرضى السرطان والقلب.
وقالت فى بيان إلى إن 9 محطات أكسجين من أصل 34 محطة تعمل بشكل جزئى فى تزويد المستشفيات بالأكسجين، وإن 49 مولدا كهربائيا تعمل ضمن أرصدة محدودة من الوقود ولا تلبى احتياج الأقسام الحيوية من الطاقة الكهربائية.
اقرأ أيضا..

اللاعب سليمان العبيد
وعن وضع المرضى فى القطاع أكد الوزارة أن 338 من مرضى الأورام توفوا وهم ينتظرون السفر للعلاج بالخارج، و 11 ألف مريض سرطان أغلقت أمامهم فرص العلاج بعد تدمير المراكز التخصصية ونقص العلاج ومنعهم من السفر، و513 مريضا توفوا بسبب منع الاحتلال الإسرائيلى مغادرتهم القطاع للعلاج بالخارج.
وقالت: مرضى الفشل الكلوى يواجهون ظروفا صحية مُعقدة راح ضحيتها 41 % من اجمالى عدد المرضى، مؤكدة أن نقص أجهزة التصوير الطبى التشخيصية يحد من إجراء التدخلات الطارئة والمنقذة للحياة، وأن الاحتلال الإسرائيلى أفرغ شمال قطاع غزة من المستشفيات بمحاصرتها وتدميرها. وأضافت: «المرضى والجرحى فى شمال القطاع بدون رعاية طبية ما يزيد الضغط على ما تبقى من مستشفيات مدينة غزة المنهكة والمستنزفة».
وبخصوص بنوك الدم فى القطاع، قالت الوزارة إن ️«بنوك الدم فى المستشفيات تُعانى من نقص حاد وخطير فى وحدات الدم ومكوناته»، مضيفة: «الحملات المجتمعية للتبرع بالدم أصبحت بدون جدوى بسبب تفاقم حالات سوء التغذية وفقر الدم». وتابعت: «الاحتياج اليومى من وحدات الدم ومكوناته يزيد على 350 وحدة دم، لأن نوعية الإصابات الخطيرة التى تصل للمستشفيات تتطلب وحدات إضافية من الدم لإنقاذ الحياة»، مبينة أن مصادر تعزيز أرصدة وحدات الدم ومكوناته تراجعت بما فيها حملات التبرع المجتمعية نظرا لتفشى المجاعة وسوء التغذية.
ووجهة وزارة الصحة نداءً عاجلاً الى كل الجهات المعنية لتعزيز أرصدة وحدات الدم ومكوناته فى المستشفيات.
وقد أكد المكتب الحكومى فى قطاع غزة، أن الوضع الصحى للمرضى كارثى، حيث يُحرم المرضى من حقهم فى العلاج داخل وخارج قطاع غزة.
وقال لـ«اليوم السابع»: يوجد 22,000 مريض بحاجة للسفر للعلاج فى الخارج يمنعهم الاحتلال من المغادرة، بينهم أكثر من 16,000 مريض أنهوا الإجراءات وينتظرون فقط الإذن.
وأضاف: «يواجه 12,500 مريض سرطان خطر الموت الفورى، و350,000 مريض مزمن مهددون لغياب الأدوية ومنع دخولها، و3,000 مريض بأمراض حرجة عاجلة، ما يعنى أن 365 ألف مريض ينتظر الموت، بالإضافة إلى 60,000 سيدة حامل معرضة للخطر بسبب انعدام الرعاية الصحية».
وبسؤاله عن ما هى المتطلبات الأساسية للسيطرة على الكارثة الصحية ووقف الانهيار الصحى قال الدكتور إسماعيل الثوابتة، إنه يجب فتح المعابر فوراً وإدخال الإمدادات الطبية والغذائية دون قيود، واستعادة تشغيل المستشفيات وترميمها وإصلاح شبكات الكهرباء والمياه والبنية التحتية، وتأمين الحماية للمرافق والكوادر الطبية من استهداف الاحتلال الإسرائيلى، وتفعيل ممرات إجلاء طبى آمنة للمرضى، وكذلك توفير دعم دولى عاجل لإعادة تأهيل البنية الصحية وضمان الإمدادات المستمرة.
وتستعد إسرائيل لاحتلال غزة بشكل كامل، وقد أبدت الأمم المتحدة قلقا من أن الهجوم الإسرائيلى على مدينة غزة قد يكون له «تأثير مروع» على السكان فى جميع أنحاء القطاع فى حال تصاعده، ونبهت إلى أن الإعلان الإسرائيلى بوقف التوقفات التكتيكية اليومية فى مدينة غزة – وهى منطقة تصنفها إسرائيل الآن على أنها «منطقة قتال خطيرة» – سيفاقم التهديد لحياة السكان وقدرة عمال الإغاثة على دعمهم.


Trending Plus