وفاة وتشويه.. أسباب طبية وراء الوجه الآخر لـ حقن التجميل

تكررت مؤخرا الحوادث المؤلمة المرتبطة بحقن التجميل، وكان آخرها الفنانة دانا حمدان، التي روت عبر حسابها تفاصيل أزمة صحية خطيرة بعد أن خضعت لحقن محفز للكولاجين في وجهها، النتيجة لم تكن كما وُعِدَت، إذ تغيرت ملامحها بشكل صادم، ووجدت نفسها مضطرة لدخول المستشفى بسبب الألم المستمر والتشوه المفاجئ.

أما القصة الثانية فكانت مأساوية بكل المقاييس، فقد رحلت الشابة "إسراء كرم"، عروس حلوان التي لم تكمل الخامسة والعشرين من عمرها، بعد حقن تجميلي في أحد المراكز غير المجهزة. المركز اتهم باستخدام مواد مغشوشة وحقنها في أماكن خاطئة، ما أدى إلى دخولها في غيبوبة ثم وفاتها، قبل أيام قليلة من زفافها المنتظر.

هذه الحوادث آثارت تساؤلات مؤلمة حول الأضرار البالغة لحقن التجميل وتحفيز الكولاجين بشكل خاص.

فالتجميل ليس رحلة آمنة دومًا، ما حدث مع دانا حمدان، وما انتهت إليه حياة إسراء كرم، دليل واضح على أن إجراءات تبدو بسيطة قد تخفي وراءها كوارث طبية. بين مضاعفات التجميل، ومخاطر الحقن يظل وعي المريض هو الضمان الحقيقي لتجنب المزيد من الحوادث المؤلمة.

خطورة  الإبرة

بحسب ما ورد في تقرير طبي موسع بموقع Taega، فإن حقن تحفيز الكولاجين تهدف إلى إعادة شباب البشرة عبر تنشيط إنتاج الكولاجين الطبيعي. هذه الحقن تبدو للوهلة الأولى خيارًا مثاليًا للتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة، لكن الجانب الخفي يكشف أن النتائج ليست دائمًا كما يُتوقع.

آثار جانبية شائعة

من الطبيعي أن يعاني المريض بعد الحقن من تورم مؤقت أو كدمات صغيرة، هذه التفاعلات تعتبر رد فعل طبيعيا للبشرة وتزول غالبًا خلال أيام. لكن بعض الحالات تتحول فيها هذه الأعراض إلى بداية لمضاعفات أكثر حدة، خصوصًا عند إهمال العناية اللاحقة أو اللجوء إلى مراكز غير مؤهلة.

مضاعفات تجميل خطيرة

في حالات نادرة، تظهر مشاكل أشد خطورة، مثل ندبات دائمة، أو تغيرات لونية في الجلد، أو ظهور كتل تحت الجلد. الأخطر على الإطلاق هو احتمال إصابة الأوعية الدموية المجاورة، ما قد يسبب نزيفًا داخليًا أو انسدادًا شريانيًا يهدد الحياة. هذه المخاطر ليست مجرد احتمالات نظرية، بل سجلت بالفعل حالات أدت إلى تشوه دائم أو حتى الوفاة، مثل مأساة دانا حمدان.

المخاطر طويلة الأمد

حتى عند نجاح الإجراء مبدئيًا، فإن نتائجه محدودة المدة. يحتاج المريض إلى جلسات إضافية للحفاظ على المظهر الجديد، ما يزيد من احتمالات التعرض لأضرار تراكمية. الإفراط في الكولاجين قد يؤدي إلى خلل في توازن البشرة أو تسريع ظهور التجاعيد لاحقًا، وهو ما يُعرف بالنتائج العكسية.

بدائل أخرى:

العلاجات الأخرى مثل البوتوكس أو حشوات الهيالورونيك تُقدم حلولًا أسرع، لكنها بدورها تحمل نفس مخاطر الحقن، وقد لا تناسب جميع الأشخاص. التقييم الطبي المسبق ضرورة لا غنى عنها قبل أي خيار تجميلي.

كيف نقلل الكوارث الطبية؟

يوصى بخطوات أساسية:

البحث عن طبيب معتمد وذى خبرة واسعة.

التأكد من مصدر المواد وعدم التهاون مع عروض مجهولة.

الالتزام بتعليمات الرعاية بعد الجلسة مثل تبريد موضع الحقن وتجنب الإجهاد.

المتابعة الدورية مع الطبيب لرصد أي مضاعفات مبكرًا.