الصين من «تيانانمن وشنغهاى».. رسائل الردع والسلام ضد الهيمنة

كان احتفال الصين بـ«الذكرى الثمانين ليوم النصر»، مناسبة لإرسال أكثر من رسالة، أهمها أن النظام العالمى الحالى الذى تشكل فى أعقاب الحرب العالمية الثانية، لم يعد مناسبا للتحولات التى يشهدها العالم والهيمنة الأحادية العاجزة عن منع الحروب أو إحلال السلام.
وقالت صحيفة «الجارديان» البريطانية إن الصورة التى يظهر فيها الرئيس الصينى، شى جين بينج، ونظيره الروسى، فلاديمير بوتين، والكورى شمالى، كيم جونج أون، تعكس الآن إعادة رسم دراماتيكية لتوازن القوى العالمى، وبرزت تساؤلات عن الرسائل التى كانت تهدف بكين لإبرازها، من خلال «استعراض العضلات العسكرية»، وبحضور أكثر من حليف «نووى»، ونقلت الشرق بلومبيرج عن تشو بو، زميل مركز الأمن والاستراتيجية الدولية بجامعة تسينجهوا الصينية، والضابط المتقاعد، قوله إن «فن الحرب الحقيقى هو فن وقف الحروب»، وهو أمر متجذر فى عُمق الفلسفة الصينية، وأكد الباحث الصينى تشنج يونج نيان، رئيس مجلس إدارة معهد قوانجتشو « أن إحياء ذكرى النصر فى الحرب ومراجعة التاريخ يهدفان أساسا إلى منع تكرار الحروب»، وأن بلاده «تتخذ التاريخ مرآة للحماية من الصراعات المستقبلية»، مشيرا إلى أنه «لا عيب فى امتلاك العضلات.. للردع».
وفد تضمن العرض العسكرى الكشف عن قدرات الجيش الصينى، طائرات بدون طيار جديدة، وأسلحة ليزر عالية الطاقة، وصواريخ خارقة، وطائرات شبحية، وقالت وكالة رويترز، إن استعراض الصين للأسلحة الجديدة يُرسل رسالة ردع، فمن صاروخ مُطوّر مُزوّد برؤوس نووية ذى مدى شبه عالمى، إلى ليزرات دفاع جوى، وأسلحة تفوق سرعة الصوت، وطائرات بحرية مُسيّرة قادرة على محاصرة بحارها القريبة، وجّهت بكين رسالة ردع واسعة النطاق بأكبر عرض عسكرى لها على الإطلاق.
ولأول مرة، استعرضت الصين ترسانتها النووية الكاملة من الأسلحة التى يمكن نشرها برا وبحرا وجوا، بما فى ذلك صاروخ باليستى عابر للقارات وحسب تقرير، رباب فتحى رئيس القسم الخارجى بـ«اليوم السابع» قال جيمس تشار، الباحث فى شؤون الدفاع الصينية فى كلية إس. راجاراتنام للدراسات الدولية فى سنغافورة، إن النطاق الشامل للأسلحة الجديدة قد يُعقّد خطط الولايات المتحدة وحلفائها فى أى صراع فى شرق آسيا، ويرى تشار ومحللون آخرون أن الصين ربما كانت حريصة أيضا على إظهار للدول الأصغر أنها أصبحت الآن «ضامنة للسلام» وسط شكوك حول الدور السياسى والدبلوماسى والعسكرى للولايات المتحدة عالميا.
وحسب محلل صينى، أن أهمية العرض «تكمن فى ثقة الأمة فى تأمين مكانتها فى العالم»، وعلى الرغم من حضور قادة روسيا، وكوريا الشمالية، العرض العسكرى، إلى جانب قادة آخرين، إلا أن محللين نفوا أن يكون هناك اتجاه لبناء تكتل، حيث لم ينعقد اجتماع ثلاثى بين بعقد الرئيس الصينى شى جين بينج ونظيريه الروسى فلاديمير بوتين، والكورى كيم جونج أون، بينما تمت اجتماعات ثنائية، خاصة أن الاحتفال شهد حضور أكثر من 20 من قادة العالم وهم يسيرون بخطى واسعة نحو منصة فى ميدان تيانانمن فى بكين لمشاهدة موكب «يوم النصر» الذى يُحيى ذكرى نهاية صراع عالمى، قبل ثمانية عقود، والذى سرعان ما بشّر ببداية الحرب الباردة.
وقد أثار هذا الاحتفال وما رافقه من استعراض قلقا من قبل الولايات المتحدة، اتهم الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، كلا من الصين وروسيا وكوريا الشمالية بالتآمر ضد الولايات المتحدة، ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن ترامب قوله - عبر حسابه على منصة «تروث سوشيال» - «أرجو أن تبلغوا أطيب تحياتى لفلاديمير بوتين وكيم جونج أون، بينما تتآمران ضد الولايات المتحدة الأمريكية»، رد الكرملين على منشور الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وقال يورى أوشاكوف مساعد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، «ليست لدى قادة روسيا، والصين، وكوريا الشمالية أى نية أو فكرة عن نسج أى مؤامرة خلال مشاركتهم فى الاحتفالات الرسمية فى الصين».معربا عن أمله أن يكون المنشور «من باب الدعابة»، وقال «الجميع يدركون الدور المركزى الذى تلعبه الولايات المتحدة، ودونالد ترامب تحديدا فى المشهد الدولى الراهن».
وفى الوقت نفسه تعهد الرئيس الصينى شى جين بينج، بزيادة استثمارات وقروض بلاده لشركائها، معلنا خطة لتعزيز منظمة شنغهاى التى تقودها الصين وروسيا، داعيا إلى معارضة «عقلية الحرب الباردة، وممارسات التنمّر»، بينما أشاد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، بـ«تفاهمات» قمة ألاسكا، التى عُقدت فى أغسطس الماضى، مع نظيره الأمريكى دونالد ترمب، معتبرا أنها «تفتح الطريق أمام السلام فى أوكرانيا».
وأوضح «شى»، خلال قمة منظمة شنغهاى للتعاون بمدينة تيانجين، الاثنين، أن الصين ستقدم هذا العام منحا بقيمة 2 مليار يوان «275 مليون دولار» إلى الدول الأعضاء، كما ستمنح 10 مليارات يوان إضافية كقروض إلى اتحاد مصرفى مشترك خلال السنوات الثلاث المقبلة، وتحدث شى جين بينج عن التعاون والتنمية والسلام، فى القمة التى حضرها من مصر رئيس الوزراء مصطفى مدبولى، بينما حضر المهندس كامل الوزير وزير الصناعة والنقل احتفالات النصر الصينية، حيث ترتبط مصر والصين بعلاقات استراتيجية وتعاون وشراكة كبيرة.


الصين
يوم النصر الصينى
الجارديان
الحرب العالمية الثانية
شى جين بينج
فلاديمير بوتين
كيم جونج أون
تشو بو
الشرق بلومبيرج
تشنج يونج نيان
وكالة رويترز
العرض العسكرى الصينى
أسلحة صينية حديثة
طائرات بحرية مُسيّرة
جيمس تشار
أمريكا
روسيا
ميدان تيانانمن
موكب «يوم النصر»
أكرم القصاص
دونالد ترامب
كوريا الشمالية
يورى أوشاكوف
قمة ألاسكا
قمة منظمة شنغهاى
مصر والصين
رسائل الردع الصينية
Trending Plus