نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

الناتو vs شنجهاى.. لعبة الشطرنج الكبرى على مستقبل العالم.. الصين وحلفاؤها لا يقبلون سياسات الهيمنة الأمريكية.. والكتلة الشرقية تسعى لخلع واشنطن عن عرش القوة العظمى الأولى فى العالم وإنهاء سياسة القطب الأحادى

قمة شنجهاي
قمة شنجهاي
كتب رامى محيى الدين – أحمد عرفة

<< المستشار السابق لبوتين: قمة شنجهاي تمثل ركيزة أساسية في الرؤية الاستراتيجية لبكين لبناء نظام دولي جديد يقوم على السلام والتعاون والتكامل

<< سيرجي ماركوف: الصين لا تسعى لفرض قيادتها بالقوة وتطرح نفسها كقوة تدعو للسلام والتكامل بدلًا من المواجهة
<< المستشار السابق للرئيس بوتين: التحالف ليس عدوانيًا بطبيعته ودوله تتحرك وفق مصالحها الخاصة
<< عضو الحزب الجمهوري الأمريكي: خطاب ترامب يؤكد استعداد واشنطن لمواجهة التكتل بأقصى قوة
<< إيرينا تسوكرمان: الرئيس الأمريكى لا يترك مجالًا للغموض حول جدية واشنطن في النظر للتحالف
<< نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة بالحزب الاشتراكي الألماني: العالم يتجه نحو تعددية أقطاب والمواجهة الكاملة مكلفة وخطيرة
<< حسين خضر: شنجهاى فرصة لكسر الاحتكار الإمبريالي
<< محلل سياسى: تهديدات ترامب لهذا التحالف تعكس القلق العميق داخل الدوائر الأمريكية
<< المحلل الصيني نادر رونج: الصين تعمل على زيادة المساهمة الدولية في تقديم حلول للدول النامية

 

في مدينة تيانجين الصينية، وعلى ضفاف بحر يختلط فيه بريق الأبراج الحديثة بظلال التاريخ الإمبراطوري، انعقدت واحدة من أكثر القمم إثارة للجدل في السنوات الأخيرة "قمة منظمة شنجهاي للتعاون"، وتحت الأضواء المبهرة وصخب العروض العسكرية التي استعرضت فيها بكين أحدث ما أنتجته مصانعها من أسلحة، جلس قادة الصين وروسيا والهند وإيران وباكستان ودول آسيا الوسطى على مائدة واحدة، يتبادلون رسائل صريحة للعالم: “النظام الدولي يتغير، ومن لا يلحق بالقطار الجديد، سيبقى في الخلف”.

زعماء الصين وروسيا وكوريا الشمالية
زعماء الصين وروسيا وكوريا الشمالية

 

في قلب القاعة جلس شي جين بينج، متحدثًا بلهجة جمعت بين الحزم والإنذار: “إما أن يختار العالم السلام والتنمية المشتركة، أو ينزلق إلى الحرب وصراع القوى”، كلمات الرئيس الصيني لم تكن عابرة؛ فقد جاءت مقرونة بإعلان إنشاء بنك تنموي جديد، وتخصيص مليارات من اليوان لدعم الدول الأعضاء، وبدعوة إلى التخلص من هيمنة الدولار عبر ما سُمّي “اليوان الإلكتروني”.

إلى جانبه كان فلاديمير بوتين، الرجل الذي يرى في هذه المنظمة فرصة تاريخية لفك عزلته التي فرضها الغرب منذ حرب أوكرانيا. وبعيدًا عن الميكروفونات، همس أحد الدبلوماسيين الروس للصحفيين: “إذا كان الناتو حاصرنا في الغرب، فإن شنجهاي تفتح لنا أبواب الشرق”.

لكن رغم المظاهر، لم يكن المشهد متماسكًا تمامًا، فالهند، التي يشكل رئيس وزرائها مودي رقمًا صعبًا في المعادلة، رفضت التوقيع على بعض البيانات المشتركة، وخاصة تلك المتعلقة بمحاربة “الإرهاب”، وهو ما كشف أن التصدعات داخل التكتل ليست أقل من الصخب الذي يحيط به.

من تيانجين خرجت رسالة واحدة "العالم لم يعد أحادي القطب كما كان بعد انهيار الاتحاد السوفيتي"، ورغم أن الناتو لا يزال الكتلة العسكرية الأقوى، لكن منظمة شنجهاي تزداد ثقلًا بسكانها ومواردها واقتصاداتها، وبينما يحذر البعض من حرب عالمية ثالثة، تبدو الحقيقة أن ما يحدث هو ميلاد نظام متعدد الأقطاب، قد يغير موازين القوة لعقود قادمة، من دون أن يُطلق رصاصة واحدة.

الناتو في الغرب.. وشنجهاي في الشرق

منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، ظل حلف الناتو القوة العسكرية الأكثر تنظيمًا، بموارده الضخمة والتزاماته الدفاعية الصارمة التي تجعل أي اعتداء على دولة عضو بمثابة اعتداء على الجميع، وبمقارنة بسيطة بين حلف شمال الأطلسي ومنظمة شنجهاي، سواء عسكريا أو سياسيا أو اقتصاديا، سنجد أن الناتو يعد تحالف عسكري مع التزام متبادل وفقا للمادة الخامسة من ميثاقه، ويضم 32 دولة غربية على رأسهم أمريكا وكندا وأوروبا، ويشمل 10 % من سكان العالم.

الزعماء المشاركين في قمة شنجهاي
الزعماء المشاركين في قمة شنجهاي

 

ويمتلك الناتو، قدرات عالية اقتصاديا، حيث يشكل أكثر من نصف الناتج العالمي، بينما ينفق عسكريا نحو 1.2 تريليون دولار سنويًا، وتتمثل قدراته العسكرية في مؤسسات دفاعية مشتركة واستعداد عالي للتدخل السريع، ويضم عدد من الدول النووية وهم الولايات المتحدة، فرنسا، بريطانيا.

بينما تحالف شنجهاي فهو منظمة تعاون سياسي واقتصادي وأمني بدون التزامات دفاعية مشتركة، ويضم 10 أعضاء رئيسيون أبرزهم الصين وروسيا والهند وكوريا الشمالية وإيران، يشمل 42% من سكان العالم ويضم نسبة كبيرة من الموارد الطبيعية.

دول تحالف شنجهاي تنتج ما يقارب ربع الناتج العالمي 23% اسميًا، و36% بالقوة الشرائية، وتنفق 600 مليار دولار عسكريا بتوزيع غير متزن، كما تتمثل قدراته العسكرية في بعض تدريبات مشتركة ضد الإرهاب لكنها رمزية، ويضم أربع دول نووية وهم الصين وروسيا والهند وباكستان لكنها بعيدة عن تنسيق مشترك.

المقارنة بين الناتو ومنظمة شنجهاي
المقارنة بين الناتو ومنظمة شنجهاي

 

مقارنة عسكرية بين قيادة التحالفين "واشنطن وبكين"
 

في الوقت الذي تقود فيه الولايات المتحدة حلف الناتو، يبدو للوهلة الأولى أن الصين هي من تتزعم التحالف الشرقي الجديد، وبالتالي من المهم عقد مقارنة عسكرية بين البلدين، وفي أخر تحديث للقدرات العسكرية – بحسب وسائل إعلام أمريكية على رأسها شبكة CNN الأمريكية - تمتلك أكبر ميزانية دفاعية في العالم، تقدر بحوالي 877 مليار دولار خلال عام 2024 ويمكن أن ترتفع في حالة الطوارئ لتريليون دولار، بينما تأتي الصين في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة بميزانية تقدر بحوالي 230 مليار دولار.
وتمتلك القوات المسلحة الأمريكية حوالي 1,3 مليون جندي نشط، وحوالي 800 ألف جندي احتياط مدربين ومجهزين بشكل كامل، بينما يشمل الجيش الصيني حوالي 2 مليون جندي نشط، مع 510 ألف جندي احتياط مدربين مع كامل العدة والعتاد.

الإنفاق العسكري للتحالفات الدولية
الإنفاق العسكري للتحالفات الدولية

 

وتمتلك واشنطن 5244 رأس نووي، و6612 دبابة ثقيلة، و13300 طائرة جميعها حديثة ومتطورة وكاملة القدرة، و490 سفينة، بما في ذلك 11 حاملة طائرات نووية عملاقة، و68 غواصة نووية،  بينما لدى الصين 410 رأس نووي، و4950 دبابة متوسطة، و3700 طائرة حديثة، و780 سفينة، منها 3 حاملات طائرات ديزل محورة، و12 غواصة نووية.

 

حرب عالمية ثالثة.. أم نظام متعدد الأقطاب؟

الخطاب العاطفي الذي تخلل القمة دفع كثيرين للتساؤل: هل نحن على أعتاب مواجهة عالمية كبرى؟ الواقع أن كل المؤشرات تؤكد العكس، منظمة شنجهاي ليست نسخة شرقية من الناتو، ولا تملك حتى الآن أدوات الدخول في حرب شاملة، لكنها تحمل مشروعًا آخر لا يقل خطورة على الغرب: إعادة تشكيل النظام العالمي، فعوضًا عن الانخراط في مواجهة عسكرية مباشرة، تسعى بكين وموسكو إلى إضعاف الدولار، وإنشاء أسواق طاقة بديلة، وتوسيع النفوذ عبر الاستثمار والمشاريع التنموية، إنها حرب من نوع مختلف: حرب اقتصادية-سياسية، لا تُدار في ميادين القتال بقدر ما تُحسم في البنوك وأسواق الطاقة وتحالفات الدبلوماسية.

الناتج العالمي للتحالفات الدولية
الناتج العالمي للتحالفات الدولية

 

كسر الاحتكار الإمبريالي

في هذا السياق يؤكد حسين خضر نائب رئيس الأمانة الفيدرالية للهجرة بالحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، أن الرسائل الرسمية لقمة منظمة شنجهاي (SCO) وتصريحات شي جين بينج عادةً ما توازن بين عنصرين هما  رسالة سلام ودعوة للاستقرار، من خلال التأكيد على احترام السيادة، التعاون الاقتصادي، مكافحة الإرهاب والتطرف، ربط البنى التحتية (مبادرات طريق الحرير، طاقة، تجارة) وتوسيع التعاون متعدد الأطراف، وهذه أولوية يمكن قراءتها كدعوة لتقوية أدوات سلمية للاعتماد المتبادل.

 

ويضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الرسالة الثانية قوة جيوسياسية، فهناك تأكيد على أن التحالفات الجديدة وسلاح النفوذ الاقتصادي والدبلوماسي هي رد فعل على محاولات الاحتواء الغربية، وتصريحات قوية تجاه سياسات واشنطن تُستخدم لرفع التكلفة على الضغوط أو التدخلات لكنها ليست بالضرورة نداء مباشر للحرب، بل عرض قوة رادعة وسياسات تنافسية.
ويوضح أن المعنى السائد من القمة هو سعي لبناء نظام متعدد الأطراف بديل/متموضع أمام الهيمنة أحادية الجانب، مع تحذير واضح أن تهميش هذا المسار قد يؤدي إلى تصاعد الصراع، النبرة أكثر تنافسية من كونها دعوة عسكرية مفتوحة، لكنها ليست سلمية مطلقة، بل إنها ساحة سياسة قوية تتطلب تهدئة عبر دبلوماسية.

استعراض الصين العسكري
استعراض الصين العسكري

 

ويشير حسين خضر، إلى أن تصريحات ترامب بشأن القمة والاستعراض العسكري الصيني يعكس استراتيجية داخلية وخارجية ، حيث داخليا يخاطب ناخبين بخطاب أمني، ويبرر سياسات قوة (عقوبات، تحالفات عسكرية، إنفاق دفاعي)، بينما خارجيا يستخدم لغة تهديد لزيادة الضغط وخلق قواعد ردع أو عتاد قانوني لعقوبات وتحركات، وهذه اللغة خطيرة لأنها تضع إطاراً عدائيا يوفر مبرراً لسياسات أحادية الجانب ومزيد من الإنفاق العسكري وتقليص دعم الرعاية الاجتماعية، بل يجب مقاومة هذا الخطاب بسياسة دبلوماسية نشطة تقترح حلولاً عملية: قنوات مفاوضات، قواعد تجارة متبادلة، اتفاقات رقابة على الأسلحة، ونظام قانوني دولي أقوى.

 

وقال ترامب، إنه غير قلق من تشكيل روسيا والصين محورا ضد الولايات المتحدة، كما هاجم الرئيس الأمريكي، رؤساء الصين وروسي، وكوريا الشمالية بسبب اجتماعهم في عرض عسكري في بكين، حيث نشر ترامب صورة على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" يظهر فيها اجتماع الرؤساء لحضور أكبر عرض عسكري تشهده الصين على الإطلاق، متهما الرئيس الصيني شي جين بينج بالتآمر ضد الولايات المتحدة أثناء حضورهما العرض العسكري الذي أقيم بمناسبة الذكرى الثمانين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية.

تغريدة ترامب بشأن الصين
تغريدة ترامب بشأن الصين

 

وبشأن ما إذا كان التحالف الروسي-الصيني-الكوري قادر على مواجهة التحالف الأمريكي-الغربي، يقول حسين خضر، إن القدرة تُقاس بأبعاد عدة عسكري، اقتصادي، تقني، دبلوماسي، ونفوذ في العالم النامي، حيث  عسكريا فروسيا والولايات المتحدة NAT O تمتلكان ترسانة نووية كبرى؛ والصين تتسارع في قدراتها لكن البنية التحتية للتحالفات الغربية (قواعد، تحالفات عسكرية طويلة الأمد) تظل قوة، وكوريا الشمالية تزيد من عامل عدم اليقين الإقليمي لكن ليست بديل قوة عسكرية عالمية.

ويوضح أنه على الجانب الاقتصادي، فالصين قوة اقتصادية ضخمة وسلسلة إنتاج وتبادلات تجارية واسعة، روسيا قوة في الطاقة والمواد الأولية، الغرب ما زال قويا اقتصاديا وتقنيا، لكن الاعتماد المتبادل يجعل مواجهة شاملة مكلفة للطرفين، بينما تقنيا هناك تفوّق غربي في بعض التقنيات المتقدمة لكن الصين تقلص الفجوة بسرعة، القيود التكنولوجية والعقوبات تؤثر من الطرفين، ودبلوماسيا فإن تشكيل معسكرات قد يحدث، لكن الكثير من الدول في الجنوب العالمي تسعى لخيارات متموضعة ومتعددة العلاقات.

ويؤكد أن السؤال الأهم الآن هو مدى استعداد الأطراف لتحمل تكاليف مواجهة مفتوحة، وقدرة المواجهة موجودة جزئياً، لكن مواجهة شاملة ستنعكس سلبا على شعوب العالم، والحل ليس تراكم التسلح بل بناء مؤسسات دولية وقوانين تقيّد الصدام، لافتا إلى أن القمة تمثل بداية نحو تعددية الأقطاب، خاصة مع صعود الصين اقتصاديا ودبلوماسيا، ونهج روسيا العسكري والإقليمي، وتزايد دور  تركيا، الهند، دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية في موازنة النفوذ.

  ويوضح أن المؤسسات المعاصرة تتبدل، لأن هناك اتفاقات تجارية جديدة، بنوك تنموية بديلة، شبكات طاقة وتقنية لا تعتمد على الغرب فقط، لكن التحول نحو تعددية قطبية ليس حتميا كاملا، إلا أن التعددية فرصة للعدالة العالمية إن صاحبتها قواعد دولية ملزمة لحماية حقوق العمال، البيئة، وتقليل التفاوتات، كما أنها فرصة لكسر الاحتكار الإمبريالي لكن معرضة لأن تتحول إلى صراعات نفوذ إذا غابت الآليات المؤسساتية.
ويشير حسين خضر، إلى أن قمة شنجهاي ورسائل بكين تميل إلى بناء بدائل متعددة الأطراف مع لهجة رادعة، أكثر تنافسية من كونها دعوة سلام محض، وهناك خطاب تهديد من قادة مثل ترامب يعزز مخاطر التصعيد ويُستخدم سياسياً داخليا، كما أن التحالف الروسي-الصيني-الكوري يمكن أن يواجه التحالف الغربي في بعض المجالات لكنه ليس بمقدوره سحق الطرف الآخر؛ المواجهة الكاملة مكلفة وخطيرة، لافتا إلى أن  العالم يتجه فعلاً نحو تعددية أقطاب، وهي فرصة إذا رافقها بناء مؤسسات عادلة وسياسات تخدم مصالح الشعوب العاملة وحقوق الإنسان، وإلا ستتحول إلى سباق نفوذ يضُر الجميع.

ولمنع أي تصعيد مستقبلي، يؤكد ضرورة دعم دبلوماسية نشطة ومتعددة المسارات، من خلال فتح قنوات مع الصين وروسيا والدول الإقليمية لتقليل سوء الفهم، وبناء اتفاقات أمنية إقليمية تعمل على منع التصعيد، وتقوية المؤسسات الدولية من خلال إصلاح الأمم المتحدة، وتعزيز قواعد التجارة العادلة، وتوسيع آليات حل النزاعات، وتنفيذ اتفاقات رقابة على التسليح وانتشار الأسلحة التكنولوجية؛ والحد من الإنفاق العسكري لصالح الرفاه الاجتماعي، وتدشين علاقات اقتصادية عادلة عبر اتفاقات تجارية تراعي حمايات العمال والبيئة وتقلل الإكراهات التي تدفع الدول للتبعية، ودعم حركات عالمية مثل منظمات المجتمع المدني ونقابات دولية لبناء تضامن عابِر للحدود، والتركيز على تنمية مشتركة من خلال مشروعات بنية تحتية إقليمية ومبادرات طاقة متجددة مشتركة تقلل الاعتماد الأحادي وتولد فوائد اجتماعية.

 

أسلحة الصين

وكشفت صحيفة الجارديان البريطانية أهداف قمة شنجهاي التي شهدت استعراض القوة العسكرية الصينية، حيث تهدف إلى إثبات أن طموح بكين على المدى الطويل هو مضاهاة القوة العسكرية الأمريكية، خاصة أن بكين عرضت مسيرات كبيرة تحت الماء أشبه بالطوربيدات، مصممة لتهديد السفن الحربية الغربية، وكانت هناك أيضا أجهزة ليزر مضادة للمسيرات و"ذئاب روبوتية" رباعية الأرجل.

الجنود الصينيون
الجنود الصينيون

 

وذكرت الصحيفة البريطانية، أن الأسلحة النووية حاضرة بقوة فى الاستعراض العسكرى، وشملت مجموعة من قاذفات الصواريخ مصممة على أربع دفعات من الشاحنات الضخمة، تحمل تسميات واضحة مكتوبة بالأبجدية الرومانية لمساعدة المحللين الغربيين، فمن أبرز الصواريخ ذات القدرة النووية صاروخ DF-61، وهو صاروخ باليستى عابر للقارات جديد يُمكن إطلاقه من منصة إطلاق متحركة، ولا تزال التفاصيل حول قدراته ضئيلة، لكن سابقه يتجاوز مداه 12,000 كيلومتر ويمكنه حمل رؤوس حربية متعددة. كما عرض أحدث طراز من صاروخ DF-5 المثبت على منصة إطلاق، وهو DF-5C، والذى يقدر مداه بـ 20,000 كيلومتر، وعرض صاروخ JL-1 بعيد المدى الذى يُطلق جوًا، وصاروخ JL-3 الذى يُطلق من البحر، وكلاهما قادران أيضًا على حمل رؤوس نووية.

تقرير الجارديان عن قمة شنجهاي
تقرير الجارديان عن قمة شنجهاي

 

كذلك تضمن العرض العسكرى إطلاق صواريخ جديدة أخرى، منها عدة صواريخ مصممة لمهاجمة السفن، حيث تحظى هذه الصواريخ باهتمام خاص من الولايات المتحدة، التى تعد قوتها البحرية عنصرًا أساسيًا فى استراتيجيتها الدفاعية فى منطقة آسيا والمحيط الهادئ، كما عرضت الصين فى العرض لأول مرة صواريخ YJ-15 وYJ-17 وYJ-19 وYJ-20 المضادة للسفن، وجميعها قادرة على العمل على مسافات بعيدة وتفوق سرعتها سرعة الصوت، مما يجعل اعتراضها صعبًا.

وعرضت بكين خلال العرض العسكري، صواريخ مصممة لاعتراض الصواريخ المضادة للسفن القادمة، بما فى ذلك HQ-16C وHQ10A، وعرضت لأول مرة النسخة المخصصة لحاملة الطائرات من المقاتلة الشبحية متعددة المهام J-35، وكذلك ظهر خلال العرض سبعة أنواع من طائرات الاستطلاع والهجوم المسيرة، لم يحددها المعلقون الرسميون فورًا، لكن بعضها بدا جديدًا، كما عرضت الصين غواصتين مسيرتين، وهما الطراز القديم HSU001، والطراز الأكبر بكثير AJX002، اللتين وصفتهما وكالة شينخوا بأنهما "أسلحة مفاجئة متطورة للقتال البحري" مصممة "للنشر والحصار السريين، والكشف والتحديد الذاتيين، والهجمات الشبكية الجماعية".

تقرير الجارديان عن قوة الصين
تقرير الجارديان عن قوة الصين

 

شنجهاي والتحولات الدراماتيكية

صورة القمة الرئيسية – شي وبتوين وكيم -  لو نشرت قبل بضع سنوات فقط، لكانت اعتبرت مجرد تعديل فوتوغرافي، حيث زعماء روسيا والصين، برفقة رئيس كوريا الشمالية، ولكن التحولات الدراماتيكية في المشهد الجيوسياسي وغزو روسيا لأوكرانيا، والأهم من ذلك إعادة انتخاب دونالد ترامب، اجتمعت لتجلب لهم في ما يطلق عليه العديد من المراقبين إعادة رسم دراماتيكية لتوازن القوى العالمي .

 

بعد انتهاء احتفالات الصين، فإن الأنظمة في بكين وموسكو وبيونج يانج سوف تجد نفسها في مواجهة تحديات داخلية كبيرة قد تؤدي إلى تحويل تركيزها عن السياسة القائمة على القوة العالمية، حيث يعاني الاقتصاد الصيني - ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولايات المتحدة - من الركود، وسط ضغوط انكماشية وتباطؤ في النمو وانهيار في قطاع العقارات، وذلك بحسب ما تؤكد الصحيفة البريطانية، فيما ترفض روسيا اتخاذ أي خطوات لإنهاء حربها مع أوكرانيا المستعرة - مع تزايد الخسائر على كلا الجانبين - منذ أكثر من ثلاث سنوات، في حين نما اقتصاد كوريا الشمالية بأسرع وتيرة له منذ ثماني سنوات في عام 2024، ووفقًا للبنك المركزي الكوري الجنوبي، فإن هذا الارتفاع لم يكن نتيجةً لتحول في نهج كيم، بل نتيجةً لقراره بيع كميات هائلة من الصواريخ والذخيرة إلى روسيا.

سكان التحالفات الدولية
سكان التحالفات الدولية

 

في الوقت الذي أعلن فيه الرئيسان الصيني والرسي عن شراكة "لا حدود لها"، إلا أن بكين  ما زالت منزعجة من حرب روسيا المستمرة على أوكرانيا، ودعم كوريا الشمالية المباشر لها، حيث يسعى "شي" لموازنة تحالفه مع كلا البلدين، بجانب تجنب فرض عقوبات إضافية من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين لأوكرانيا.

تهديدات ترامب

في منشور لاذع على موقع "تروث سوشيال"، ذكر ترامب شي جين بينج بدور الولايات المتحدة في هزيمة اليابان قبل 80 عامًا، مضيفًا: "أتمنى للرئيس وللشعب الصيني الرائع يومًا عظيمًا من الاحتفال الدائم، أرجو أن تبلغوا أطيب تحياتي لفلاديمير بوتين وكيم جونغ أون، لأنكما تتآمران ضد الولايات المتحدة الأمريكية".

كانت الرمزية القوية المرتبطة بأول اجتماع على الإطلاق بين شي وبوتين وكيم هائلة لدرجة أنها هددت بإلقاء ظلالها على العرض العسكري الضخم الذي امتد عبر شوارع العاصمة الصيني، كما أن الصور القادمة من بكين تثبت أن هذا المحور، الذي تشكل بكين نواته، قد تجاوز الفرضيات إلى عالم السياسة الواقعية.

ويؤكد الكاتب والمحلل السياسي عمرو حسين، أن تصريحات الرئيس الصيني خلال قمة شنجهاي حول خيار "إما السلام أو الحرب" تمثل رسالة مباشرة إلى الغرب بأن الصين ومعها حلفاؤها لم يعودوا يقبلون بسياسات الهيمنة والتفرد الأمريكي، مضيفا أن القمة بعثت برسالة وحدة بين روسيا والصين وكوريا الشمالية، مفادها أن معادلة الأمن العالمي لم تعد بيد الغرب وحده.

ويوضح حسين في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذا التحالف واعتباره بمثابة "حرب على أمريكا" تعكس القلق العميق داخل الدوائر الأمريكية من صعود قوة موازية تفرض على واشنطن إعادة حساباتها، وتؤكد أن الولايات المتحدة لم تعد اللاعب الأوحد في النظام الدولي.

عدد الدول المشاركة في التكتل
عدد الدول المشاركة في التكتل

 

ويؤكد أن التحالف الروسي–الصيني–الكوري قادر بالفعل على إحداث توازن استراتيجي أمام التحالف الغربي، ليس فقط عبر القوة العسكرية، بل أيضًا من خلال أدوات الاقتصاد والطاقة والقدرة على تشكيل مسارات بديلة للنظام المالي والتجاري العالمي، لافتا إلى أن ما يجري يمثل بالفعل بداية تشكل عالم متعدد الأقطاب، حيث لم تعد الولايات المتحدة قادرة على إدارة الأزمات وحدها، كما أن هذا التحول قد يكون بداية لنظام عالمي أكثر صراعًا، لكنه في الوقت ذاته أكثر توازنًا.

في خطابه الافتتاحي للرئيس الصيني، حذر شي من أن الصين أمة عظيمة لا ترهبها أبدًا أي متعجرفة، في إشارة مبطنة على الأرجح إلى الولايات المتحدة وحلفائها، مؤكدا أن الماضي يُظهر أن الشعب الصيني دائمًا ما يتحد لتحدي العدو في مواجهة الشدائد، ليرد ترامب على حسابه في موقع "تروث سوشيال"، قائلا: "أرجو إبلاغ تحياتي الحارة لفلاديمير بوتين وكيم جونج أون، لأنكما تتآمران ضد الولايات المتحدة الأمريكية".

اتهامات أمريكية للقمة

وفي مقاله الذي حمل عنوان " أكبر أعداء أمريكا يتآمرون في بكين"، عبر موقع أكسيوس الأمريكي، قال الكاتب الأمريكي ديف لولر ، إن زعماء الصين وروسيا وكوريا الشمالية خرجوا معًا طوال الليل في بكين لحضور عرض عسكري ضخم ولإرسال رسالة إلى واشنطن، حيث للمرة الأولى على الإطلاق، يجتمع هؤلاء القادة الثلاثة الأقوياء المسلحون نووياً ــ الذين طالما كانوا مستائين من تحالفات أمريكا وعقوباتها والنظام القائم على القواعد ــ في إظهار للتضامن.

وأضاف أن هذه الدول، والتي سماها "محور الاضطرابات"، ظهرا إلى جانب إيران، تعاونها خلال الحرب في أوكرانيا، حيث أرسلت كوريا الشمالية قواتها، وقدمت إيران طائرات بدون طيار، وعرضت الصين شريان حياة اقتصاديا ودبلوماسيا، بينما العلاقة بين روسيا والصين تثير قلق مستشاري ترامب بشكل خاص.

تقرير أكسيوس الأمريكي عن قمة شنجهاي
تقرير أكسيوس الأمريكي عن قمة شنجهاي


لدى الجيران بكين وموسكو اختلافاتهم، فالاختلال الاقتصادي الهائل يُقلق موسكو، بينما قد يُقلق بكين تهديد روسيا النووي ونفوذها المتزايد في كوريا الشمالية، لكن في الوقت الحالي، هناك الكثير مما يجمعهم معا ليس أقلها عداوتهم المشتركة ضد الولايات المتحدة وتحالفها الغربي.

الصور التي تجمع شي، وبوتين، وكيم، وعشرين زعيما آخرين مجتمعين في بكين والتي تصدرت الصفحات الأولى في جميع أنحاء العالم، تثير قلق صناع القرار في الولايات المتحدة، حيث استندت الإدارات الأمريكية المتعاقبة في استراتيجياتها في منطقة المحيطين الهندي والهادئ على الشراكة مع الهند في المنافسة مع الصين وهو التقارب الذي ساعدت فيه الاشتباكات الحدودية المميتة بين الصين والهند في ولاية ترامب الأولى، لكن من الواضح أن "شي" يحاول استغلال فترة العداء المتبادل بين الولايات المتحدة والهند، حيث قال لمودي: "حان الوقت ليتحد التنين والفيل".

ويرى ترامب أن الولايات المتحدة هي القوة الأثقل وزنا في الحلبة في حين تتنافس الدول فيما بينها، لكن منتقديه يخشون من أنه يعمل على إضعاف التحالف المؤيد لواشنطن خاصة بسبب المشاكل التي يثيرها الرئيس الأمريكي داخل حلف الناتو، في الوقت الذي يزداد فيه المحور المناهض للولايات المتحدة قوة.

في هذا السياق، تؤكد إيرينا تسوكرمان، عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، أن خطاب ترامب الذي يُعامل التحالف الروسي-الصيني-الكوري ككتلة معادية، ويُوحي بأن تنسيقهم يُعادل حربًا ضد الولايات المتحدة، ويُعدّ تصعيدًا لا لبس فيه، حيث من خلال رفعه مستوى المناورات الاقتصادية والتكنولوجية والدبلوماسية إلى مستوى الحرب، يُشير إلى أن واشنطن مستعدة لمواجهة هذا التكتل بأقصى قوة.

وتضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ترامب لا يترك مجالًا للغموض حول مدى جدية الولايات المتحدة في النظر إلى التحالف، ومع ذلك، فإنه يُضيّق أيضًا مجال الدبلوماسية، مما يزيد من خطر سوء التقدير من خلال مساواة التحركات التي لا ترقى إلى مستوى الصراع المسلح بأعمال حرب لكن المفارقة تكمن في الفجوة بين خطاب ترامب وسياساته.

وتشير إلى أن ترامب يُقرّ علنًا بالخطر الذي يُشكّله هذا التحالف، إلا أن أفعاله أفادت موسكو وبكين وبيونغ يانج مرارًا وتكرارًا بطرقٍ تُعزّز قدرتها على مقاومة الغرب، وإبعاده الهند، التي تُمثّل ثقلًا مُوازنًا طبيعيًا للصين في آسيا، دفع ترامب نيودلهي إلى موقفٍ أكثر غموضًا، مُقوّضًا بذلك جهود بناء تحالفٍ أوسع ضد بكين، وفي الوقت نفسه، قدّم شريان حياةٍ اقتصاديًا لكلٍّ من روسيا والصين، مُخفّفًا من تطبيق العقوبات عمليًا، ومشيرًا إلى أن بقاءهما في ظل نظامٍ غربيٍ معادٍ أمر مُمكن.

كما تؤكد عضو الحزب الجمهوري الأمريكي، أن تراجع ترامب عن العمليات السيبرانية وتقييد تبادل المعلومات الاستخباراتية مع حلفائه، لا سيما فيما يتعلق بالتدخل الروسي والتجسس الصيني، يحرم الولايات المتحدة وشركاءها من أدوات أساسية لمواجهة التهديدات الهجينة، تاركًا المجال مفتوحًا أمام الخصوم.

وتؤكد أن استخدام ترامب للرسوم الجمركية والإجراءات التجارية العقابية ضد حلفاء الولايات المتحدة، لا خصومها يمثل أمر خطير في مواجهة تحالف بكين وموسكو وبيونج يانج، فبتصعيده النزاعات الاقتصادية مع أوروبا وكوريا الجنوبية، وحتى اليابان، يُرهق الرئيس العلاقات التي تُعدّ بالغة الأهمية لمواجهة التكتل الروسي-الصيني-الكوري. وفي الوقت نفسه، يُقوّض تطهيره لأجهزة الاستخبارات والأمن من كبار الخبراء المعرفة المؤسسية الأمريكية، مما يُوجد ثغراتٍ يُمكن للخصوم استغلالها.

وتوضح أن هذه الازدواجية تتسبب في ارتباكًا داخليًا وخارجيًا، حيث يُكافح الحلفاء للتوفيق بين تحذيرات ترامب القاسية بشأن التحالف وسجله السياسي الحافل، الذي غالبًا ما يُضعف المقاومة الجماعية لموسكو وبكين وبيونغ يانج، أما بالنسبة للخصوم، فيُمثل هذا التنافر فرصةً سانحة، إذ يُمكنهم استغلال فجوة المصداقية، مُدركين أن كلمات ترامب قد لا تكون مدعومة باستراتيجية مُتماسكة، والنتيجة هي مشهدٌ مُتناقض، حيث تُدين الولايات المتحدة أعداءها بشدة، بينما تُمكّنهم في الوقت نفسه من تعزيز مواقعهم.

وتشير إلى أن وصف ترامب للتحالف بأنه "يُعادل الحرب" عن غريزة سياسية للصلابة أكثر منه عن استراتيجية منسقة، وتكمن المشكلة في أن السياسات الفعلية - سواءً أكانت إنقاذ منصات معادية أم إضعاف القدرات الاستخباراتية أم تنفير الحلفاء - تُعطي الكتلة الروسية-الصينية-الكورية المزايا التي تحتاجها تحديدًا، فلا يمكن للتحالف أن يزدهر بهزيمة الولايات المتحدة في معركة مفتوحة، بل باستغلال ثغرات قيادتها، ونهج ترامب المتناقض يُوفر هذه الثغرات بكثرة، لافتة إلى أن قمة شنجهاي قدّمت صورةً للصين كعامل استقرار ومنافس استراتيجي في آنٍ واحد، وتضمّنت رسالة بكين حول السلام دعوتها الدائمة للتعددية القطبية والسيادة، وشكلت رواية "السلام" درعًا واقيًا لأجندة الصين الاقتصادية.

وتقول إيرينا تسوكرمان، إن القمة تعد رسالة إلى دول الجنوب العالمي، فمن خلال ربط السلام بوعود تمويل التنمية والبنية التحتية وشراكات الطاقة، رسّخت الصين مكانتها كضامن للاستقرار الاقتصادي في مواجهة التقلبات الغربية، وكان الهدف من ذلك كسب حلفاء سياسيين قد لا يكونون متحالفين مع واشنطن أو موسكو، لكنهم متقبلون لعرض الصين للنمو تحت راية الاستقرار، موضحة أن الثقل المشترك لروسيا والصين وكوريا الشمالية كبير، لكن قدرتها على مواجهة التحالف الأمريكي الغربي تعتمد على كيفية تعريف المواجهة.

قدرات الناتو وشنجهاي

وتتطرق إلى المقارنة بين حلف الناتو ومنظمة شنجهاي عسكريًا، حيث لا تزال الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي يتمتعان بتفوق ساحق في استعراض القوة العالمية، والهيمنة البحرية، والقدرات الجوية الفضائية المتقدمة، فيما اقتصاديًا، لا يزال التكتل الغربي أقوى بكثير، حيث يتفوق ناتجه المحلي الإجمالي، وأسواق رأس المال، والنظم التكنولوجية مجتمعةً على التحالف المنافس بكثير.

وتؤكد أن القدرة بين الناتو وشنجهاي لا تقاس بالأرقام المجردة فحسب، خاصة أن تحالف روسيا والصين وكوريا الشمالية يعمل بشكل غير متكافئ، فروسيا تتمتع بقدرة عسكرية هائلة ونفوذ في مجال الطاقة، بينما تُسهم الصين بثقل اقتصادي، وعمق صناعي، وتطور تكنولوجي متزايد، أما كوريا الشمالية، فرغم ضعفها، تُتيح عدم القدرة على التنبؤ، وانتشارًا صاروخيًا، والقدرة على تقييد الموارد الأمريكية في شمال شرق آسيا، وهذه الدول معا لا يحتاجون إلى ربح حرب شاملة؛ فقدرتها تكمن في استغلال الموارد الغربية على جبهات متعددة.

القدرات العسكرية للولايات المتحدة والصين
القدرات العسكرية للولايات المتحدة والصين

 

وتشير إلى أن من نقاط قوة هذا التوافق في شنجهاي قدرته على استغلال نقاط الضعف الغربية، لأن أوروبا لا تزال معتمدة على الطاقة المستوردة وعرضة للانقسامات السياسية، أما الولايات المتحدة، فتُثقل كاهلها بالتزاماتها في أوروبا والشرق الأوسط ومنطقة المحيطين الهندي والهادئ في آنٍ واحد، وقد يُؤدي أي جهد مُنسّق من موسكو وبكين وبيونغ يانج إلى أزمات على جبهات متعددة، مما يُرهق عزيمة الغرب. ولا يتعلق الأمر بهزيمة الغرب تمامًا بقدر ما يتعلق بتقويض قدرته على التصرف بحزم، كما يستفيد التحالف أيضًا من صدى أيديولوجي في أجزاء من الجنوب العالمي، بتقديم نفسها كبدائل للنظام الذي تقوده الولايات المتحدة، تستغل هذه الدول الاستياء من الهيمنة الغربية، ورغم أن هذا الدعم لا يكفي لبناء كتلة مضادة رسمية، إلا أنه يمنحها غطاءً سياسيًا وأسواقًا محتملة تُخفف وطأة العقوبات.

كما تتطرق إلى نقاط الضعف واضحة لتحالف شنجهاي، حيث إن الاقتصاد الروسي يعاني من ضغوط، وكوريا الشمالية تعاني من الفقر والتبعية، والصين تواجه تباطؤًا ديموغرافيًا واقتصاديًا، تماسك هذه الدول تكتيكي أكثر منه هيكلي فهي تشترك في العداء تجاه الولايات المتحدة، لكنها تفتقر إلى التكامل المؤسسي الذي يتمتع به حلف الناتو.

وتوضح أن الأحادية القطبية التقليدية التي سادت بعد الحرب الباردة تآكلت، ولم تعد الثنائية القطبية وصفًا مناسبًا، وما نشهده هو نظام مائع من "التعددية القطبية التنافسية"، حيث تتشكل الكتل وتذوب وتعيد تشكيل نفسها حسب السياق، ويُعدّ المثلث الروسي-الصيني-الكوري أحد مظاهر هذا التحول، ولكنه موجود إلى جانب تحالفات مرنة أخرى مثل مجموعة البريكس+، واتفاقيات الأمن الإقليمي، والشراكات المؤقتة في مجال الطاقة أو التكنولوجيا، لافتة إلى أن العامل الرئيسي وراء هذا التحول هو تآكل الثقة في المؤسسات العالمية، لأن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، ومنظمة التجارة العالمية، وغيرهما من الهيئات، يعانون من شلل متزايد، مما يفسح المجال لتحالفات إقليمية أو خاصة بقضايا محددة، بجانب موقف ترامب المُعلّق على مبدأ "أمريكا أولاً" مزيدًا من عدم الاستقرار، ولم يعد بإمكان الحلفاء في أوروبا وآسيا افتراض أن الحماية الأمريكية تلقائية، مما يدفعهم إلى التحوّط ببناء علاقات بديلة حتى مع دول كانوا يعتبرونها خصومًا في السابق.

حروب المستقبل

وول ستريت جورنال، ذكرت خلال مقالها عن دليل الأسلحة الصينية الجديدة المعروضة في بكين، بأن الاستعراض العسكري لبكين يمثل حروب المستقبل، وسياسة جديدة حول استراتيجية الردع للصين ضد أعدائها، قائلة :" لستَ بحاجةٍ إلى شهادةٍ في الشؤون الدولية لفهم الرسالة التي وجّهها شي جين بينج وهو يستعرض دبابات وصواريخَ تفوق سرعة الصوت وأسلحةً أخرى، خلال احتفاله بنهاية الحرب العالمية الثانية.

تقرير وول ستريت حول الاستعراض العسكري الصيني
تقرير وول ستريت حول الاستعراض العسكري الصيني


وتشير الصحيفة بكل وضوح إلى أن الرئيس الصيني وحلفاؤه يسعون من خلال هذا الاستعراض إلى خلع الولايات المتحدة من عرش القوة العظمى الأولى في العالم، متسائلة :" ماذا سيفعل الرئيس ترامب حيال ذلك؟"، خاصة أن محور خصوم الولايات المتحدة قائمٌ وينعم بالرخاء، ولم تُؤثر عودة ترامب إلى السلطة على تعاونهم المتنامي.

ينشغل بعض مستشاري ترامب، بتفكيك العلاقات بين الرئيسين الصيني والروسي، في محاولة منهم لمحاكاة انفتاح ريتشارد نيكسون على الصين عام 1972، إلا أن الأخير استغل خلافًا قائمًا مع السوفييت، بينما صداقة القمة الراهنة تؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأنه لم يعد هناك أي خلاف كهذا الآن.

استفادة كوريا الشمالية من القمة

ويؤكد محمد صلاح الدين الخبير في الشأن الكوري، أن قمة شنجهاي الراهنة مختلفة عن ما حدث في القمم السابقة، لأن هناك تقارب الضرورة بين الهند والصين وروسيا، وتحديدا الهند لأن الصين وروسيا كان بينهم تقارب غير مسبوق، بينما وجود حكومة ترامب في البيت الأبيض دفع بظهور شكل جديد لمجموعة من القوى تسعى لتعددية قطبية.

ويضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن تحذير الرئيس الصيني بين السلام والحرب والخيارات مفتوحة جاء لأن القمة ذاتها تنعقد في ظل مجموعة من الصراعات القائمة سواء الحرب الروسية الأوكرانية أو الحرب في غزة، بل إن أحد مخرجات القمة إدانة ما يحدث بالقطاع، مشيرا إلى أن هناك تطور كبير في الأسلحة التي تم استعراضها خلال الذكرى الـ80 لانتصار الصين على اليابان في الحرب العالمية الثانية.

وحول استفادة كوريا الشمالية من هذا التحالف، يوضح أن بيونج يانج استطاعت مع تغيرات المشهد الدولى ووجود تكتل أخر غير التكتل الغربي أن تكون على الجانب الأخر للتكتل الجديد خلال تقاربها مع روسيا من خلال حرب الأخيرة مع أوكرانيا فأصبح التقارب أقوى، كما أن الزعيم كيم جونج أون ظهر في الاحتفالية متبعا سياسة الدبلوماسية المتعددة وهو اتجاه جديد لكوريا لم يحدث منذ منتصف الثمانينيات لأن جد الرئيس الكوري الحالي لم يطبق ذلك بسبب التراجع في الكتلة الشرقية وانهيار الاتحاد السوفيتي وبدأ يكون هناك أحادية قطبية متمثلة في الغرب وبالتالي هذا أظهر كوريا الشمالية أكثر انعزالا لكن الآن أصبحت الفرصة سانحة لها .

ويؤكد أن كيم جونج أون يحاول أن يعيد علاقاته مرة أخرى مع الصين رغم أنه تحالفه مع روسيا في الحرب أعطى له دفعة في الجوانب الأمنية، لكن لا زال الجانب الاقتصادي لدى روسيا غير كافي مقارنة بالصين  لأن بكين تمثل 98 % من تجارة كوريا الشمالية، مشيرا إلى أن بيونج يانج تستفيد من هذا التحالف ضد جارتها الجنوبية لأن هناك كتلة أخرى ظهرت بعدما حضر رئيس الكوري الجنوبي المعزول قمة كامب ديفيد بحضور الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن ورئيس وزراء اليابان وأصبح هناك تكتل وكذلك هو نفس الاتجاه للرئيس الجديد لكوريا الجنوبية رغم أنه يسعى لإحداث سلام مع جارته الشمالية .

ويشير إلى أن زعيم كوريا الشمالية لديه رؤية ليجد حماية من الصين لتوريث حكمه لابنته " كيم جو أي" التي بدأت تظهر بشكل كبير واصطحابها في الزيارة الأخيرة لبكين وأصبحت تظهر بصورة كبيرة في وسائل الإعلام، لافتا إلى أن التحالف الجديد تحالف ضرورة خاصة لبيونج يانج، حيث سيحدث نوع من أنواع التوازن لحمايتها فيما يتعلق ببرنامجها النووي، خاصة أنه كان هناك تصريح سابق لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أكد فيه أن موسكو متفهمة لمساعي بيونج يانج للحصول على سلاح نووي، وبرنامجها النووي مكتمل، وهذا التحالف الثلاثي قادرة على إحداث اتزان مع التحالف الغربي.

دعم اقتصادي بين موسكو وبكين

وسلطت مجلة نيوزويك الأمريكية، الضوء على إعطاء الصين وروسيا الضوء الأخضر لخط أنابيب جديد للغاز الطبيعي عبر الحدود في انتصار كبير للرئيس الروسي، على الرغم من أن الأسئلة حول من يدفع ماذا وبأي سعر لا تزال دون حل، موضحة أنه مجرد اكتماله، يمكن لخط أنابيب "قوة سيبيريا 2" المقترح ضخ 50 مليار متر مكعب من الغاز سنويا إلى الصين أي ما يزيد بنحو 61% عن 31 مليار متر مكعب التي سلمها خط "قوة سيبيريا" الأصلي في عام 2024، وسوف يمر المسار الجديد عبر منغوليا من حقول يامال في غرب سيبيريا.

تقرير نيوزويك عن قمة شنجهاي
تقرير نيوزويك عن قمة شنجهاي

 

لجأت روسيا إلى الصين لتعويض انهيار مبيعات الغاز الأوروبية، التي انخفضت بنسبة تزيد عن 70% منذ عام 2021، حيث يخطط الاتحاد الأوروبي للتخلص التدريجي من واردات الوقود الأحفوري الروسي بالكامل بحلول عام 2027 ردًا على غزو أوكرانيا، وسجلت التجارة بين البلدين أرقامًا قياسية جديدة كل عام منذ غزو موسكو لكييف في فبراير 2022، حيث تشتري الصين الغاز بخصم كبير، وتُسهم مبيعاتها في دعم احتياطي روسيا من الغاز في ظل العقوبات وضوابط التصدير من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، حيث وصف حلف شمال الأطلسي بكين بأنها داعم حاسم للمجهود الحربي الروسي.

ويؤكد نادر رونج المحلل السياسي الصيني، أن قمة شنجهاي الأخيرة وتصريحات "شي" لا تعد إعلان عن تحالفات عالمية جديدة أو مواجهة صريحة للتكتل الغربي، بل هو دفع للنظام العالمي لأكثر تعددية وعدالة وإنصافا.

ويضيف نادر رونج في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن ما يؤكد هذا التوجه هو طرح الرئيس الصيني في "قمة منظمة شنجهاي للتعاون" مبادرة الحوكمة العالمية لمعارضة الهيمنة ولدعم المساواة بين كل الدول وزيادة تمثيل وصعود الدول النامية ودول الجنوب في العالم.

زعماء روسيا والصين والهند
زعماء روسيا والصين والهند

 

ويشير إلى أن الصين تعمل على زيادة المساهمة الدولية في تقديم حلول للدول النامية لمواجهة التحديات المشتركة العالمية، مؤكدا أن القمة تعمل – على عكس ما يتصوره البعض - على تجاوز الصراعات الحضارية والحرب البادرة وأفكار الحرب الباردة واللعبة الصفرية، ولا تعد وسيلة لمواجهات بين تحالفات مختلفة ولكن تهدف إلى بناء مجتمع مشترك للبشرية من خلال التعاون الفعلي لتحقيق مكسب مشترك.

الصين شريك موثوق فيه

ووصفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، القمة بأنها محاولة من بكين لاستغلال الاضطراب الذى أحدثه دونالد ترامب لتوحيد القادة ضد النظام العالمى الذى تقوده الولايات المتحدة، موضحة أن شى جين بينج يأمل أن توحد القوى الإقليمية فى مظالمهم المشتركة مع النظام العالمى الذى تقوده واشنطن وسياسات ترامب.

كما وصفت الصحيفة الأمريكية، القمة بأنها جزء من حملة الصين لكى ينظر إليها كشريك موثوق به، وثقل مضاد للولايات المتحدة فى عالم يزداد فيه تعدد الأقطاب، موضحة أن حضور رئيس الوزراء الهندى بشكل خاص، فى أول زيارة له للصين منذ سبع سنوات، هو أساس محاولة بكين لإصلاح علاقتها مع نيودلهى، الشريك المؤثر لأمريكا والتى تم تهميشها بسبب رسوم ترامب الجمركية.

 

تحالف ليس عدواني

ويؤكد سيرجي ماركوف، المستشار السابق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن مفهوم "مجتمع المصير المشترك للبشرية" الذي أعلنت عنه الصين في قمة شنجهاي يمثل ركيزة أساسية في الرؤية الاستراتيجية لبكين لبناء نظام دولي جديد يقوم على السلام والتعاون والتكامل، في مقابل التركيز الغربي على التناقض والصراع، لافتا إلى أن الصين لا تسعى إلى فرض قيادتها بالقوة، بل إلى ترسيخ قبول طوعي لدورها من جانب الدول والثقافات الأخرى، وأولوياتها تقوم على السلام، بل وحتى المحبة في علاقاتها مع التحالفات الغربية.

1
 تحالف شنجهاى

 

ويوضح المستشار السابق للرئيس الروسي، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن الصين تطرح نفسها أيديولوجيًا كقوة تدعو إلى السلام والتكامل بدلًا من المواجهة، بينما يعزز اقتصادها المتنامي – الذي يسجل معدلات نمو تعادل ضعفي نمو الولايات المتحدة وأربعة أضعاف نمو أوروبا – من أهمية الحفاظ على بيئة سلمية تضمن استمرار نفوذها، مشيرا إلى أن العرض الخاص بالقمة أظهر القدرات العسكرية المتطورة للجيش الصيني، وشهد حضورًا لافتًا لقادة دول بارزين، بينهم فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون، في مشهد يعكس رمزية دور هذه الدول في مواجهة اليابان تاريخيًا، والمشهد الجيوسياسي الراهن يشهد بروز "تحالفًا مناهضًا للولايات المتحدة" يضم كوريا الشمالية والصين وروسيا.

1
حلف الناتو 

 

ويشير إلى أن كوريا الشمالية في حالة مواجهة مباشرة مع كوريا الجنوبية، التي وصفها بأنها واقعة "تحت السيطرة الكاملة" للولايات المتحدة، والصين تواجه ضغوطًا متزايدة من واشنطن، في حين تخوض روسيا صراعًا واسعًا مع التحالف الغربي الذي يضم أوروبا وبريطانيا والولايات المتحدة، مؤكدا أن هذا التحالف ليس عدوانيًا بطبيعته، بل يسعى بالأساس إلى الدفاع عن نفسه، وحماية سيادته، وصون هويته الثقافية وقيمه من أي تهديد غربي محتمل.

"دول هذا التحالف تتحرك وفق مصالحها الخاصة"، هكذا يصف "ماركوف"، هذا التحالف، مستشهدًا بمثال شراء الصين للنفط الروسي، وهو قرار لا يُفسَّر فقط بالحاجة الاقتصادية، بل باعتباره وسيلة تمنح الاقتصاد الصيني قدرًا أكبر من الاستقلالية والسيادة في مواجهة الضغوط الغربية، خصوصًا في ما يتعلق بالتحكم في إمدادات الطاقة، كما يُنظر إلى مثل هذه التحركات على أنها جزء من استراتيجية دفاعية تهدف إلى تقليل قدرة الغرب على التأثير أو الضغط على اقتصادات هذه الدول.

تتباين التصورات حول طبيعة وقوة التكتلات الدولية الناشئة مثل منظمة شنجهاي للتعاون (SCO) وبريكس بلس (BRICS Plus)، إذ يرى بعض المحللين أنها أقرب إلى "أندية غير رسمية" منها إلى تحالفات متماسكة على غرار الناتو.

الجدير بالذكر، أن منظمة شنجهاي للتعاون منذ تأسيسها عام 2001، توسعت بشكل كبير لتشمل أكثر من 60% من مساحة أوراسيا وقرابة 40% من سكان العالم، مع دول أعضاء بارزة مثل الصين والهند وروسيا وباكستان إلى جانب دول آسيا الوسطى.

 

 

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

منتخب ناشئات اليد فى مواجهة زامبيا ببطولة أفريقيا بالجزائر

قبل مواجهة النجوم ودياً اليوم.. موعد مباراة الزمالك والمصري فى دوري nile

التأمين الصحى: إجراء 5982 جراحة أورام بمستشفيات الهيئة خلال العام الجارى

منتخب مصر يطير إلى بوركينا فاسو اليوم استعدادا لمواجهة حسم التأهل للمونديال

أول ظهور لجهاز النحاس.. موعد مباراة الأهلي وإنبى فى الدوري والقناة الناقلة


مدينة سمنود بالغربية تتجمل بجداريات تحكى تاريخ مصر فى العصر الفرعونى.. "حورس" و"إيزيس" يزينان الجدران.. وحملات نظافة وتشجير فى الشوارع ومحافظ الغربية يشيد بجهود المشاركين فى المبادرة

خبير: الإخوان تنفذ خطة تأثير نفسى تهدف لإضعاف ثقة المواطنين بالمؤسسات المصرية

استشهاد 11 فلسطينيا بينهم 3 أطفال بقصف للاحتلال على مدينة غزة

قائد الجيش الإيرانى: المعركة الأخيرة لم تكن مع إسرائيل فحسب بل مع الغرب

"لقاء الصعود للمونديال".. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم


اعتراف تاريخى أمام قضاء أمريكا.. أخطر أباطرة المخدرات "المايو" يفجر فضيحة لاختراق أجهزة الدولة المكسيكية من قبل "كارتل سينالوا".. ويؤكد: تم اختطافى.. وصحيفة: تمكن من الهروب نصف قرن وغير ملامحه بعمليات تجميلية

قرص القمر هيختفى بالكامل.. مصر تشهد اليوم خسوفا كليا يستمر 5 ساعات و27 دقيقة

دعم إسرائيل يربك المملكة المتحدة.. محكمة غزة المستقلة: بريطانيا متواطئة فى انتهاكات الاحتلال للقانون الدولى وتجاهلت التزامها بمنع الإبادة.. جارديان: مسئولون شكوا من ضغوط متكررة لرفضهم بيع الأسلحة للاحتلال

بارون أوشينج يشارك فى تدريبات الزمالك بعد التعافى من الإجهاد العضلى

WATCH IT تطرح البرومو الدعائى لمسلسل ولد وبنت وشايب وعرضه قريبًا.. فيديو

محمد كوفي: ننتظر مواجهة مصر بشغف كبير وصلاح ومرموش وتريزيجيه الأخطر

164 يوما على الشهر المبارك.. موعد شهر رمضان 2026 وأول أيامه فلكيًا

وداع مهيب للمصمم الإيطالى العالمى جورجيو أرمانى فى ميلانو.. صور

تعرف على شخصية منة شلبى فى فيلم "فرقة الموت" بطولة أحمد عز

استعدوا لأهم الظواهر الفلكية.. مصر تشهد خسوفًا كليًا للقمر مساء الأحد.. يستغرق منذ بدايته وحتى نهايته 5 ساعات و 27 ساعة.. قرص القمر يختفي بالكامل لمدة ساعة و 22 دقيقة.. ومعهد الفلك: لا خطورة على العين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى