الولايات المتحدة تستعرض قوتها.. وفنزويلا تعلن تعبئة الملايين استعدادا لمواجهة محتملة.. تصعيد غير مسبوق فى الكاريبى.. "مادورو" يقرر تجنيد 8 ملايين شخص للقوات الفنزويلية.. وانهيار خطوط الإمداد النفطى أبرز المخاوف

فى تصعيد غير مسبوق منذ عقود فى منطقة الكاريبى، أعلنت الولايات المتحدة بقيادة الرئيس، دونالد ترامب ، عن تنفيذ هجوم عسكرى مباشر ضد قارب انطلق من سواحل فنزويلا ، أسفر عن مقتل 11 شخصا، تزامن ذلك مع نشر واسع للقوات الأمريكية فى البحر الكاريبى، ما أثار مخاوف من مواجهة عسكرية وشيكة مع فنزويلا، التى ردت بإعلان تعبئة عامة لعناصر ميليشياتها وقواتها الشعبية.
تفاصيل العملية الأمريكية
ووفقا لتقرير نشرته صحيفة "الموندو" الإسبانية فقد أعلن ترامب فى مؤتمر صحفى بالبيت الأبيض أن قوات أمريكية نفذت ضربة جوية على زورق فنزويلى فى المياه الدولية، بدعوى أنه كان محملًا بكميات كبيرة من المخدرات ويتبع جماعة "ترين دى أراجوا ".
ونشرت وزارة الخارجية الأمريكية فيديو يوثق لحظة التفجير، ووصفت العملية بأنها "ناجحة واستباقية ضد إرهابيى المخدرات"، وفى منشور على منصته "Truth Social"، وصف ترامب العملية بأنها "هجوم قاتل"، مشيرًا إلى أن القارب كان يشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الولايات المتحدة.
الانتشار العسكرى الأمريكى فى الكاريبي
ووفقا للصحيفة الإسبانية فقد ترافق الهجوم مع تحركات بحرية ضخمة للجيش الأمريكى، وتضمن مدمرات حربية بصواريخ موجهة، وغواصة نووية استراتيجية، ومجموعة هجومية برمائية بقيادة السفينة USS Iwo Jima، مع طائرات استطلاع من طراز P-8، وأكثر من 4500 عنصر من مشاة البحرية المارنيز، ويهد هذا الانتشار الأكبر منذ عام 1965، ويصفه مراقبون بأنه عودة لدبلوماسية المدافع الأمريكية فى أمريكا اللاتينية.وكان رد الرئيس الفنزويلى، نيكولاس مادورو بسرعة، معلنا، تعبئة 4.5 مليون عنص من الميليشيا البوليفارية، مع إطلاق حملة تجنيد شعبى شملت أكثر من 8 مليون مواطن، وإنشاء وحدات الميليشيا المجتمعية لأول مرة، موزعة 5,336 مجتمع محلى، تشمل 15,751 قاعدة دفاع شعبى،و إعلان الجاهزية لخوض "حرب مقاومة مسلحة" فى حال تعرّض البلاد لأى عدوان
رد فنزويلا: تعبئة 8 ملايين شخص
ووصف مادورو الوضع بأنه "التهديد الأكبر الذى تتعرض له فنزويلا منذ 100 عام"، مؤكدًا أن بلاده سترد بقوة "إذا اقتضى الأمر".
السياق القانونى والسياسي
ووفقا للصحيفة فقد جاء هذا التصعيد بعد توقيع ترامب فى يوليو الماضى على توجيه سرى يصنف عصابات المخدرات كجماعات إرهابية، بما فيها "كارتل دى لوس سوليس"، الذى تتهم واشنطن مادورو بقيادته، كما عرضت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 50 مليون دولار** لمن يدلى بمعلومات تؤدى لاعتقال الرئيس الفنزويلي.
التناقض فى سياسة واشنطن
رغم التصعيد، كانت هناك خطوات تقارب بين إدارة ترامب وكاراكاس خلال الأشهر الماضية، منها: اتفاقات لتبادل السجناء، وأيضا التنسيق لإعادة المهاجرين الفنزويليين من أمريكا، بالإضافة إلى منح شركة شيفرون الأمريكية ترخيصا لاستئناف عملياتها النفطية فى فنزويلا.
ويرى الخبراء ومنهم، الخبير العسكرى ستيفن دونيه أن "الانتشار بهذا الحجم يشير إلى عملية أكبر من مجرد مكافحة تهريب. لا يبدو أن هناك نية للغزو، لكن كل الاحتمالات مفتوحة".
كما قال يبيكا بيل شافيز – مركز الحوار الأمريكى، أن "العملية العسكرية الأمريكية لا تشبه أى حملة سابقة لمكافحة المخدرات، وهناك غموض فى الأهداف، وخطر التصعيد قائم بقوة".
ماذا يسعى إليه ترامب؟
يرى محللون، أن أهداف ترامب قد تشمل، استعراض قوة انتخابى داخلى لكسب أصوات فى الانتخابات القادمة، وفرض ضغوط على نظام مادورو، لدفعة نحو تنازلات وإحداث انشقاقات داخل الجيش الفنزويلى، وضرب عصابات المخدرات المرتبطة بالنظام فى إطار استراتيجية مكافحة الإرهاب.
التصعيد الأخير يضع منطقة الكاريبى وأمريكا اللاتينية أمام أزمة جيوسياسية معقدة، ويثير مخاوف من، اندلاع نزاع مسلح مباشر بين واشنطن وكاراكاس، واضطرابات داخلية فى فنزويلا، مع انهيار خطوط الإمداد النفطى فى المنطقة، وموجات هجرة جديدة إلى دول الجوار والولايات المتحدة.
بين التصعيد العسكرى والرسائل السياسية المتضاربة، تبدو نوايا الولايات المتحدة غير واضحة بالكامل، فيما تتعامل فنزويلا مع التطورات على أنها حرب وجودية، وتدخل المنطقة تدخل مرحلة شديدة الحساسية، وقد يكون القادم أخطر إذا استمرت عمليات التصعيد المتبادل.

Trending Plus