رسومات البيوت النوبية "سحر الجمال" على ضفاف النيل بأسوان.. ألوان ودلائل موروثية تجذب أنظار السائحين فى بلاد النوبة.. تصميم المنازل على شكل قباب وأحواش شمسية للحفاظ على البيئة.. الأهالى: هدفنا حماية الهوية.. صور

على ضفاف نهر النيل فى محافظة أسوان، حيث تمتزج الطبيعة مع التاريخ وتتداخل البيئة المبهرة مع جمال التصميم والإنشاء يعلو ذلك السكون البيئى الذى تتميز به مناطق القرى النوبية على ضفاف النيل جنوب البلاد، ومن هذا المكان، جذبت تصميمات البيوت النوبية أنظار السائحين من مختلف الجنسيات، بسبب تصميمها بالرسومات والألوان والزخارف التى تعكس التراث والهوية النوبية.
"اليوم السابع" أخذ جولة داخل قرية غرب سهيل النوبية بأسوان، ليتعرف على سر جمال البيوت النوبية فى تزيينها واستخدام الألوان المختلفة لجذب أنظار السائحين والزوار للقرى النوبية التى تعكس الهوية وتعبر عن العادات والتقاليد التى عاشها أهل النوبة على مدار التاريخ.
قال أحمد عبد الماجد، من أهالى النوبة لـ"اليوم السابع": "لم تكن هذه الرسومات على البيوت النوبية مجرد لمسات جمالية، لكنها تعكس تراثًا يغرس فى عمق التاريخ، وجسدت موروثًا ثقافيًا متأصلًا يحرص أهل النوبة على نقله جيلًا بعد جيل، ومؤخرًا حرصت الدولة، خاصة بعد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لقرية غرب سهيل، على الاهتمام المتزايد بالسياحة الثقافية والتراثية بمحافظة أسوان، والتى أصبحت قبلة لعشاق الجمال والطبيعة والتراث، حيث برزت البيوت النوبية كأحد أهم عوامل الجذب السياحى التى تجمع بين الأصالة والحداثة، وتقدم صورة عصرية تعبر عن هوية المكان وسحره الفريد".
وأضاف أحمد عبد الماجد، أن البيوت النوبية تميزت بتصميماتها الفريدة، حيث بُنيت على شكل قباب وأحواش مفتوحة تسمح بدخول أشعة الشمس، مما يحقق التوازن البيئى ويحافظ على درجات حرارة معتدلة داخل المنازل طوال فصول السنة واعتمد الأهالى فى بعض البنايات لهذه البيوت على مواد طبيعية من البيئة المحلية كالطوب اللبن وجريد النخل، والبعض الآخر اعتمد على مواد البناء الحديثة التقليدية ولكن زينها فى النهاية من الخارج بالزخارف والألوان التى تتناسب مع البيئة النوبية للقرية.
وأشار، إلى أن النوبيين أبدعوا فى الاستعانة بفنانين يرسمون ويزينون جدران المنازل برسومات ملونة تحمل رموزًا ودلالات نوبية، بعضها يعبر عن معتقدات قديمة، وأخرى توثق للعادات والتقاليد، فيما تنوعت الأشكال ما بين الطيور والأسماك والجِمال، إلى جانب النقوش التى لها علاقة بالحماية من الحسد والعين والبعض الآخر مستوحاة من الطبيعة مثل الزهور والنيل والأشجار، والأبرز يكون لرسومات تبرز ملامح ووجوه أطفال النوبة وأهلها الكبار، لتتحول البيوت إلى لوحات فنية مفتوحة تعكس روح الحياة على ضفاف النيل.
وأوضح "عبد الماجد"، أن هذه الرسومات جذبت أنظار السائحين من مختلف الجنسيات خلال زيارتهم للقرى النوبية، ووجدوا فيها مزيجًا فريدًا من البساطة والبيئة والتاريخ النوبى لأن الرسومات والألوان لم تكن مجرد زينة، لكنها ارتبطت بمعانى موروثة، وأصبحت جدران المنازل كتابًا مفتوحًا يقرأ من خلاله الزائر قصة الإنسان النوبى وتاريخه الممتد.
وعلق ابن النوبة: "أصر النوبيون، الحفاظ على هذه الموروثات رغم التحديات التى واجهتهم عبر العقود الماضية، ورغم تغير موطنهم وقراهم الأصلية إلى أنهم ظلوا متمسكين بتراثهم المعمارى والفنى، ونقلوه للمساكن الجديدة التى عاشوا فيها باعتباره جزءًا أصيلًا من هويتهم الثقافية، كما أن هذه الرسومات ليست مجرد تقليد قديم، وإنما رسالة للأجيال القادمة بأن الهوية لا تسقط ولكنها تتجدد مع كل جيل".
وفى السياق، ساهمت هذه المظاهر التراثية فى تنشيط السياحة المحلية والدولية، حيث باتت زيارة القرى النوبية مزارًا أساسيًا فى برامج السياحة النيلية ورحلات المراكب كما حرصت بعض المؤسسات على دعم الحرف اليدوية المرتبطة بالتراث، مثل المشغولات اليدوية، مما يعزز من توفير فرص عمل لأبناء النوبة ويحافظون بذلك على استمرار الفنون البيئية التراثية.
واستثمر الأهالى هذا التراث فى تقديم منتجات سياحية مبتكرة، حيث أقاموا استراحات ومطاعم ومتاحف صغيرة داخل بيوتهم، ليمنحوا الزائر تجربة متكاملة تجمع بين المتعة البصرية والتذوق الفنى والغذائى وبهذا نجحت القرى النوبية فى أن تكون نموذجًا للتنمية المستدامة التى تقوم على حماية البيئة والحفاظ على التراث فى الوقت نفسه.

أحد-البيوت

أحد-البيوت-النوبية

أحد-البيوت-النوبية--فى-أسوان

البيوت-النوبية

البيوت-النوبية-بمحافظة-أسوان

البيوت-النوبية-فى-أسوان

البيوت-النوبية-وجمالها

الرسومات

جمال-البيوت-النوبية

جمال-وروعة-تصميم-البيوت

روعى-البيوت-النوبية

سحر-البيوت-النوبية

صحفى-اليوم-السابع-مع-النوبى-أحمد-عبدالماجد

Trending Plus