وشهد شاهد من أهلها.. مركز حقوقى إسرائيلى يكذب الرواية الإخوانية ويكشف خطط وألاعيب إسرائيل لتجويع أهالى غزة بالدلائل والأرقام: تل أبيب قيدت إدخال المساعدات إلى القطاع ورفضت السماح لـ (الأونروا) بنقل المساعدات

أصدر مركز بتسيلم المعلومات الإسرائيلى لحقوق الإنسان فى الأراضى المحتلة، تقريرا بعنوان" الحصار ومصائد الموت ـ كيف تجوِّع إسرائيل السكان فى قطاع غزة" حيث أوضح الآليات الإسرائيلية للتجويع فى قطاع غزة ومنع الغذاء وتدمير البنى التحتية المحلية.
ما ينفذه النظام الإسرائيلى لتجويع القطاع
وأشار التقرير الصادر من المركز الحقوقى الإسرائيلى إلى معاناة نحو 64% من سكان قطاع غزة من انعدام الأمن الغذائي ونحو 80% محتاجين إلى نوع ما من المساعدة الإنسانية قبل الهجوم الإسرائيلى الأخير، وبعد الهجوم وفرض الحصار التام والشامل على القطاع تفاقم النقص. وقد سمحت إسرائيل بإدخال كميات محدودة للغاية من المساعدات الإنسانية، وكان عبر معبر رفح الحدودى مع مصر وذلك فى الفترة ما بين 21 و32 أكتوبر 2023، حيث تم إدخال 1,554 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح، 927 منها كانت محملة بالغذاء، مقارنة بحوإلى 360 شاحنة غذاء كانت تدخل إلى القطاع يوميًا خلال ألفترة التى سبقت الهجوم، حيث كان ما بين 20% ـ 30% من استهلاك الغذاء من الإنتاج المحلي، كما سنوضح أدناه. خلال الهدنة الأولى، التى أعلنت فى 24 نوفمبر 2023 واستمرت لنحو أسبوع، حتى 30 نوفمبر 2023، دخلت إلى القطاع بالمجمل نحو 1,209 شاحنات مساعدات إنسانية، منها 851 شاحنة غذاء.
أهإلى غزة
وأكمل التقرير أنه فى 17 ديسمبر 2023، بدأوا بإدخال المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم "كيرم شالوم" أيضًا، وفى ألفترة من 1 ديسمبر 2023 وحتى 18 ديسمبر 2024، دخلت ما مجموعه 5,917 شاحنة مساعدات إنسانية، منها 4,048 شاحنة غذاء.
وأضاف التقرير أنه خلال العام 2024 كله، تم إدخال حوإلى 41 ألف شاحنة إلى القطاع- بمتوسط حوإلى تسعين شاحنة فى اليوم، معظمها شاحنات غذاء. تم إدخال جميع الشاحنات، تقريبًا، إلى جنوب القطاع، حيث تركزت فى تلك المرحلة بألفعل غالبية سكان القطاع ولم تكن كمية المساعدات التى تم إدخالها كافية لتلبية احتياجاتهم. وخلال تلك ألفترة، وصل القليل جدًا من الغذاء إلى شمال القطاع، بعضه عبر شحنات جاءت من جنوب القطاع وإسقاط الشحنات من الجوّ وشاحنات قليلة جدًا دخلت إلى الشمال مباشرة.
شاحنات عامة وليس للأغذية فقط
وأفاد التقرير أنه بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار الثاني، فى 19 يناير 2025، سمحت إسرائيل بإدخال مساعدات واسعة نسبيًا: حوإلى 600 شاحنة يوميًا، من بينها حوإلى 50 شاحنة وقود. بعض الشاحنات تم إدخالها عبر معبر "زيكيم" إلى شمال القطاع مباشرة. لكن فى 2 مارس 2025، عادت إسرائيل وفرضت حصارًا كاملاً على القطاع، وفى 18 مارس، انتهكت وقف إطلاق النار واستأنفت القتال. على مدى الـ 77 يومًا التالية، منعت إسرائيل تمامًا إدخال المساعدات إلى القطاع.
وفقًا لتقرير صادر عن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشئون الإنسانية (OCHA)، لم يتم تسجيل فتح جزئى لمعبر كرم أبو سالم إلا فى منتصف مايو 2025، وخلال ثلاثة أيام دخلت 198 شاحنة، بعضها مخصص لشمال القطاع، لكن ليس كلها تمكنت من الوصول إلى وجهتها. وتأخر الباقى بسبب اضطرابات لوجستية وإطلاق نار ونهب وإغلاق طرق الوصول. وفقًا لتقارير OCHA، كانت الشاحنات التي دخلت مجرد "قطرة فى بحر" مقارنة بالاحتياجات الحقيقية: 60-64 شاحنة يوميًا فى حين أن هناك حاجة إلى 500-600 على الأقل يوميًا. فقط فى 12 يونيو تم استئناف إدخال الشاحنات إلى شمال القطاع مباشرة، عبر معبر "زيكيم".
شاحنات إغاثة من مصر
وأضاف التقرير الحقوقى الإسرائيلى أنه فى 27 يوليو 2025، أعلنت إسرائيل، فى أعقاب ضغوط دولية، أنها ستسمح بدخول أوسع لشاحنات المساعدات وتحدد ممرات إنسانية وهدنات إنسانية لتوزيعها. أفادت" OCHA" الأمم المتحدة أن حوإلى 100 شاحنة دخلت القطاع فى ذلك اليوم، لكنها أضافت أن نقل المساعدات إلى وجهاتها داخل القطاع مهمة صعبة حتى خلال فترات الهدنة فى القتال، وأن العاملين فى المجال الطبى يخشون من أن المساعدات الضئيلة ستصل متأخرة جدًا لإنقإذ الجوعى. وفى نفس اليوم، أسقط الجيش أغذية فى القطاع للمرة الأولى، وهى ممارسة قال الخبراء إنها غير مُجدية وأدت إلى وفاة عدة أشخاص عندما استخدمتها الولايات المتحدة ودول أخرى فى مراحل مبكرة من الهجوم على قطاع غزة. كمية الطعام التى تم إسقاطها- أى ما يعادل شاحنة طعام وأحدة- كانت ضئيلة مقارنة بالحاجة.
معاناة أهإلى غزة
تدمير البنى التحتية المحلية
وأكد التقرير أنه حتى أكتوبر 2023، اعتمد ما بين 20% و30% من الاستهلاك الغذائى لسكان قطاع غزة على المنتجات الزراعية التى تزرع فى أراضيه. لكن خلال الأشهر الأولى من الهجوم، عطلت إسرائيل جميع أنظمة إنتاج الغذاء المحلية. ووفقًا لتحليلات "منظمة الأغذية والزراعة" ألفأو- وبرنامج التطبيقات التشغيلية للأقمار الصناعية التابع لمعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث" (UNOSAT)، دمر الهجوم الإسرائيلى 75% من الأراضى الزراعية فى القطاع. حيث نفقت حوإلى 96% من الماشية وتعطل قطاع الصيد بالكامل تقريبًا. وتضرر أكثر من 80% من الآبار التى كانت تستخدم للرى وأكثر من 70% من الدفيئات الزراعية. وتحطمت سبل عيش السكان وتوقف إنتاج الغذاء المحلي. لم يؤد الهجوم الإسرائيلى إلى أنهيار مصادر الغذاء المتاحة فى قطاع غزة الآن فحسب، بل أحدث ضررًا جسيمًا وطويل الأمد من المتوقع أن يضر بقدرة السكان على إنتاج الغذاء فى المستقبل، أيضًا.
إحباط أنشطة منظمات الإغاثة
وأشار التقرير على محأولا الإحباط التى عانتها المنظمات الدولية، وعلى رأسها الأونروا والمطبخ المركزى العالمى (World Central Kitchen)، بالإضافة إلى المبادرات المحلية مثل المطابخ المجتمعية، ضد التجويع منذ بدايته وحأولت تزويد السكان بالغذاء، لكن إسرائيل عملت بلا هوادة لإحباط نشاطها:
الأونروا:
أكد التقرير أنه منذ بدء الهجوم، قيدت إسرائيل، إدخال المساعدات إلى القطاع، بل ورفضت فى كثير من الحالات السماح لوفود "وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين ألفلسطينيين" (الأونروا) بنقل المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله. وعملت الحكومة الإسرائيلية، التى تسعى منذ فترة طويلة إلى المسّ بعمل الأونروا، بل ومنعه تمامًا، كجزء من محأولتها لشطب مكانة اللجوء ألفلسطيني، استغلت هجوم حماس فى 7 أكتوبر لتكثيف وتصعيد إجراءاتها ضد الأونروا، بناءً على ادعاءات غير مثبتة بأن بعض موظفيها قد شاركوا فى الهجوم. خلال العام 2024 وفى أوائل العام 2025، وسنّت إسرائيل قانونًا يمنع أنشطة الأونروا فى حدود دولة إسرائيل وكذلك فى الضفة الغربية وقطاع غزة. فى أعقاب تشريع القانون؛ أفيد بأن الأونروا تستعد لوقف أنشطتها فى الضفة الغربية وقطاع غزة. وتشير تقارير رسمية للأونروا إلى أنه منذ نهاية مارس 2025، تم حظر دخول الطواقم الدولية إلى قطاع غزة بينما تستمر الأنشطة المحدودة من خلال ألفرق المحلية فقط.
وأكد على إن وقف أنشطة الأونروا، الذى تفرضه إسرائيل مع علمها التام بأنه ليست هنالك فى قطاع غزة أى جهة يمكنها أن تحل محلها فى مجموعة الوظائف المدنية التى تقوم بها، ومن المتوقع أن يؤدى هذا إلى تفاقم المجاعة الشديدة القائمة فى القطاع فعليًا وكذلك أزمة الخدمات الصحية. بالإضافة إلى الأهداف السياسية المتمثلة فى تحييد الأونروا، حيث تسعى إسرائيل بهذه الطريقة إلى حرمان السكان من أى مصدر للمساعدة لا يكون تحت سيطرتها هي، ما يعنى زيادة اعتمادهم على الجيش الإسرائيلى وآليات المساعدة الخاضعة له.
معاناة أهإلى غزة
المطابخ: من الإغاثة المؤقتة إلى الآنهيار
وأكمل التقرير إنتهاكات الاحتلال الصهيونى على قطاع غزة منذ أكتوبر 2023، حيث تم إنشاء شبكة من المطابخ المجتمعية فى قطاع غزة، بمبادرة من منظمة المطبخ المركزى العالمى (WCK) وبالتعأون مع وكالات الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة ألفلسطينية. وجرى فى تلك المطابخ توزيع وجبات ساخنة على السكان. ومنذ بدايات عملها، عانت تلك المطابخ من نقص المواد والمياه وغاز الطهى واضطرت إلى استخدام الخشب كمادة للوقود. غالبًا ما اضطرت المطابخ إلى تعليق عملياتها بسبب أوامر الإخلاء التى وزعها الجيش الإسرائيلى أو بسبب القتال فى مناطق قريبة منها أو لمواجهة أعمال النهب من قبل السكان اليائسين والعصابات المنظمة.
ووثق التقرير ثلاثة حوادث، حيث هاجم الجيش الإسرائيلى موظفي( WCK ) فى 1 إبريل 2014، وقتل سبعة من موظفى المنظمة عندما هاجم قافلة مساعدات تابعة لها بالقرب من دير البلح فى وسط القطاع. فى أعقاب هذه الحادثة، علقت المنظمة عملها فى القطاع لمدة شهر تقريبًا. وقد وصف رئيس الحكومة ذلك الهجوم بأنه "حادث مأسأوى بضربة غير مقصودة". وفى 30 نوفمبر، هاجم الجيش الإسرائيلى مرة أخرى مركبات مساعدات فى خان يونس وقتل ثلاثة من أفراد المنظمة، وفى 27 مارس 2025 قتل الجيش الاسرائيلى متطوعًا فى المنظمة أثناء توزيع الغذاء بالقرب من مطبخ مجتمعى فى مدينة غزة.
وذلك حتى مايو 2025، تم إغلاق معظم المطابخ التى تديرها( WCK )أو تم نقلها إلى إدارة محلية من قبل المنظمات الشريكة، بسبب النقص الكبير فى المواد الغذائية بعد تجديد الحصار فى مايو 2025. وفى 21 نونيو 2025، استأنفت المنظمة عملياتها بشكل جزئى وقامت فى ذلك اليوم بتوزيع حوإلى 10,000 وجبة ساخنة، مقابل 133,000 وجبة ساخنة كانت توزعها المنظمة يوميًا فى الأشهر الأولى من عام 2025.
وأكد التقرير الصادر عن المنظمة الحقوقية الإسرائيلية أنه تم أيضًا إطلاق مبادرات شعبية- فى شمال ووسط القطاع أولاً ثم فى جنوبه أيضًا- لتشغيل مطابخ إغاثة مدنية (تكية). تم بناء المطابخ بمبادرة من السكان ويتم صيانتها بالتطوع الجزئي، بتمويل وتنسيق من وكالات الإغاثة الدولية- وعلى رأسها برنامج الأغذية العالمى التابع للأمم المتحدة (WFP)، بالتعأون مع المنظمات غير الحكومية المحلية. غالبًا ما يتم إنشاء هذه المطابخ فى مبانٍ مدمَّرة أو فى مناطق مفتوحة، من دون إمكانية الوصول إلى الكهرباء أو المياه. ومع ذلك، تمكنت من توزيع مئات آلاف الوجبات يوميًا.
وأكدت التقرير الحقوقى الإسرائيلى أنه وفقًا لتقرير صدر عن مكتب تنسيق الشئون الإنسانية (OCHA) فى أول يناير 2025، خلال الوقف الثانى لإطلاق النار، كان هناك 170 مطبخًا يعمل فى القطاع توزع حوإلى 600 ألف وجبة فى اليوم. وسجل متوسط عدد الوجبات فى اليوم الوأحد رقمًا قياسيًا إذ بلغ أكثر من مليون خلال شهر إبريل 2025، فى أعقاب المساعدات التى تم إدخالها خلال وقف إطلاق النار، لكن ابتداء من شهر مايو، بدأت تظهر آثار الحصار الشامل الذى فرضته إسرائيل فى آذار فانخفض عدد الوجبات إلى 249 ألفًا. وفى 4 أغسطس أفادت OCHA بأنه منذ 20 يوليو 2025 تم توزيع 259,000 وجبة يوميًا، 98 ألفًا منها فى شمال القطاع و161 ألفًا فى وسطه وجنوبه.
معاناة أهالى غزة
خلق ظروف قاتلة للحصول على الغذاء وإطلاق النار على طالبى الغذاء فى شمال القطاع
وعن شهداء طالبى الغذاء أكد التقرير أنه وفقًا لـ خبراء الأمم المتحدة، بين منتصف يناير ونهاية فبراير 2024، تم توثيق ما لا يقل عن 14 حادثة إطلاق نار وقصف من قبل القوات الإسرائيلية على مدنيين تجمعوا فى مناطق مختلفة فى القطاع من أجل الحصول على مساعدات. فى حادثة خطيرة بشكل استثنائي، فى 29 فبراير 2024، أطلق جنود النار على حشد من الناس تدافعوا على شاحنات الطحين فى شارع الرشيد فى مدينة غزة. فى هذه الحادثة، قُتل أكثر من 100 شخص وأصيب حوإلى 760 آخرين، بعضهم بنيران القوات وآخرون عندما دهسهم الحشد المذعور. فى وقت لاحق من الشهر ذاته، وثق المرصد الأورومتوسطى لحقوق الإنسان (Euro-Med Human Rights Monitor) ثمانى حوادث إضافية لإطلاق النار على طالبى الغذاء، من بينها حادثة وقعت فى 14 مارس أطلق فيها الجيش الإسرائيلى نيرانًا كثيفة لى آلاف المدنيين الذين تجمعوا بالقرب من دوار على شارع صلاح الدين جنوب مدينة غزة. وتم إطلاق النار باستخدام الدبابات والمروحيات الهجومية والطائرات بدون طيار، مما أدى إلى مقتل أكثر من 80 شخصًا وإصابة حوإلى 200 آخرين. بعد تلك الحادثة بـ 9 أيام، فى 23 مارس، أطلق الجيش النار مرة أخرى على حشد تجمع فى الدوار نفسه، فقتل 30 شخصًا على الأقل وأصاب 80 آخرين بجراح.
وتابع التقرير مجازر الاحتلال الصهيونى فى حق الغزل من أهإلى غزة؛ حيث اكد أنه فى شهر يوليو 2025، تم الإبلاغ عن حادثتين أطلق فيهما الجيش الإسرائيلى نيرانًا كثيفة وقتل العشرات من طالبى الغذاء الذين كانوا يحأولون الوصول إلى شاحنات المساعدات التى دخلت عبر "معبر زيكيم" فى شمال القطاع. وفى حادثة وقعت فى 20 تموز قُتل حوإلى 79 شخصًا، ثم فى حادثة فى 30 تموز قُتل ما لا يقل عن 48 شخصًا. وفقًا لوزارة الصحة فى غزة، حتى 20 اغسطس 2025، قتل الجيش الإسرائيلى فى القطاع 2,018 شخصًا أثناء محأولتهم الحصول على الغذاء وأصاب 14,947 آخرين بجراح، معظمهم بالقرب من مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ GHF.مراكز توزيع الغذاء التابعة لـ "مؤسسة غزة الإنسانية" (GHF) فى جنوب القطاع ووسطه: مصائد موت تحت ستار المساعدة

Trending Plus