أكرم القصاص يكتب: مصر فى مواجهة مخططات التهجير.. ابتزاز صهيونى وتواطؤ أمريكى

الموقف المصرى واضح وحاسم تجاه القضية الفلسطينية، وكل القضايا التى تمثل تحديات للأمن القومى المصرى العربى، ويحرص الرئيس عبدالفتاح السيسى، على تأكيد أن مصر تتمسك بأمنها القومى وتتمسك بسلام قائم على التوازن والردع، من دون تدخلات فى شؤون الدول، وتمد حبل الشراكة والتعاون مع كل الأطراف، وتدعو لإصلاح النظام الدولى، حسبما يشرح وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى، أن مصر تتحرك بسياسة المسؤولية، دعم الدولة الوطنية فى كل اتجاه وفى كل الدول التى تجاورنا، ومن أخطر التحديات، ما يجرى فى غزة من عدوان إسرائيلى، ومحاولة طرح مخططات تهجير، فالكيان يتحرك بصلف وغرور القوة، والاحتلال لا يحترم القانون الدولى، ويمارس كل صور الجرائم المخالفة للقانون الدولى تمثل تصفية عرقية وهذا يتم بتواطؤ وأمريكى واضح يفتح المجال - بضوء أخضر - لاستمرار الحرب.
ولا يتوقف بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال، والتيار المتطرف فى إسرائيل، عن طرح مخططات التهجير، بطرق ومناورات، ويغير من شكل ومضامين الطرح، بل إن نتنياهو، يتردد بين مواقف كلها تمثل خطأ وتصعيدا، وآخرها طرح فكرة تهجير الفلسطينيين خارج أرضهم عبر معبر رفح، واتهام مصر بأنها تمنع التهجير الاختيارى، بينما تعتبر تصريحاته فى حد ذاتها جريمة، تخالف القانون الدولى لكونها تمثل تصفية عرقية، وهو ما أدانته مصر واعتبرته أحد عوامل التصعيد.
وجددت مصر فى بيان حاسم من الخارجية، تأكيدها لإدانة ورفض تهجير الشعب الفلسطينى تحت أى مسمى، سواء قسريا أو طوعيا، من أرضه، من خلال استمرار استهداف المدنيين والبنية التحتية المدنية ومناحى الحياة المختلفة لإجبار الفلسطينيين على المغادرة، وأكدت أن تلك الممارسات إنما تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولى الإنسانى وترقى لجرائم التطهير العرقى، ودعت المجتمع الدولى لتفعيل آليات المحاسبة على تلك الجرائم المعلنة والتى تتحول تدريجيا لتصبح أداة للدعاية السياسية فى إسرائيل نتيجة لغياب العدالة الدولية.
والواقع أن الموقف المصرى حاسم منذ السابع من أكتوبر 2023 فى دعم القضية الفلسطينية ورفض تهجير سكان غزة، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن التهجير خط أحمر، منذ اللحظات الأولى وقبل أن تظهر المخططات بهذه الفجاجة، بينما بنيامين نتنياهو وتياره شديد التطرف، يواصلان الحرب بلا أفق واضح، وبالرغم من شن حرب إبادة ومع هذا لم يحقق أيا من الأهداف التى أعلنها، غير قتل الأطفال والمدنيين.
نتنياهو كل فترة يحاول إعادة طرح فكرة تهجير الفلسطينيين إما قسرا أو طوعا، حتى أنهم أقاموا وكالة للتهجير، ثم يضاعف من أكاذيبه ومزاعمه أن مصر لا تريد أن تسمح للفلسطينيين بالخروج حتى طوعا، بينما إسرائيل هى التى تسيطر على كل المعابر من الجانب الفلسطينى، بجانب رفض مصر الحاسم لأى من مخططات التهجير، بالبيانات الرسمية أو بالتواصل مع الدول المختلفة والمنظمات الدولية للتحذير من تنفيذ أى من مخططات التهجير، ونجحت فى إقناع دول مختلفة بالاعتراف بالدولة الفسطينية حال إعلانها، وتتواصل جهود مصرية وعربية لمواجهة مخططات التهجير، ومضاعفة الاعترافات بالدولة الفلسطينية، بينما يتنقل نتنياهو بين خيارات مختلفة، منها إعادة احتلال غزة بعد شهور من الإبادة والحصار والتجويع، وهو ما يصفه وزير الخارجية الدكتور بدر عبدالعاطى بأنها محاولة إبادة وتجويع غير مسبوق يمثل جرائم، وأنه تم منع دخول المساعدات طوال شهور، والآن تدخل أعداد قليلة من الشاحنات، الحياة فى غزة مستحيلة، مع تضمين خطة الاحتلال عملية تهجير من الشمال للجنوب، وطرح التهجير بأكثر من طريقة، وهو ما تصدت له مصر وأعلنت خطوطا حمراء بمواجهته، وإن كان لا يزال قائما.
فى مواجهة ادعاءات نتنياهو، تمسكت مصر بموقفها وأعادت فى بيانها تأكيد أنها لن تكون أبدا شريكا فى هذا الظلم من خلال تصفية القضية الفلسطينية، أو أن تصبح بوابة التهجير، وأن هذا الأمر يظل خطا أحمر غير قابل للتغير، ودعت لمواجهة حالة الفوضى التى تسعى إسرائيل لتكريسها فى المنطقة، ووقف إطلاق النار فى غزة، وانسحاب إسرائيل من القطاع، وتوفير الدعم الدولى لتمكين السلطة الفلسطينية الشرعية من العودة لغزة بما فى ذلك على المعابر، وإعادة تشغيلها وفقا للاتفاقات الدولية فى هذا الصدد، بما فى ذلك معبر رفح من الجانب الفلسطينى الذى يحكمه اتفاق الحركة والنفاذ لعام 2005.
وحملت مصر المجتمع الدولى، المسؤولية لا سيما مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بتوفير الحماية للشعب الفلسطينى ودعم بقائه على أرضه بغزة والضفة بما فى ذلك القدس الشرقية والضغط على إسرائيل لإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية، ورفض محاولات إجبار الشعب الفلسطينى على الاختيار بين البقاء تحت نيران القصف الإسرائيلى والتجويع الممنهج أو الطرد من موطنه وأرضه.
مصر تتحرك بكل الاتجاهات وتحرص على الدعوة لاحترام القانون الدولى وتسعى لإصلاح النظام الدولى الذى يعانى من الازدواجية والضعف، وتقف مصر بالمرصاد لكل مخططات التهجير، وتواجه بسبب موقفها الحاسم حرب أكاذيب وادعاءات وابتزاز تخالف إخوان نتنياهو فى داخل وخارج الكيان، لأنهم عجزوا عن المواجهة المباشرة أو تمرير مخططات التهجير ومناورات الاحتلال لاستمرار الإبادة، والموقف الأمريكى المتناقض والملتبس، فى مواجهة مساعى إعلان الدولة الفسطينية، خاصة أن سياسات الرئيس الأمريكى ترامب، هى الأكثر تطرفا فى دعم الاحتلال ومخططاته.


Trending Plus