اعتراف تاريخى أمام قضاء أمريكا.. أخطر أباطرة المخدرات "المايو" يفجر فضيحة لاختراق أجهزة الدولة المكسيكية من قبل "كارتل سينالوا".. ويؤكد: تم اختطافى.. وصحيفة: تمكن من الهروب نصف قرن وغير ملامحه بعمليات تجميلية

في تطور غير متوقع، أدلى زعيم كارتل سينالوا، إسماعيل زامبادا، المعروف بـ"إلـ مايو"، باعتراف أمام محكمة اتحادية في نيويورك يفجّر واحداً من أعنف الزلازل السياسية والأمنية في المكسيك، بعدما أقر أن أشخاصًا مرتبطين به قدموا رشاوى لمسؤولين في الشرطة، والمؤسسات السياسية، ورغم تحفظه عن ذكر الأسماء بشكل صريح، إلا أن تصريحاته فتحت أبواب الجدل على مصراعيها وأثارت مخاوف من فضيحة قد تطال كبار الشخصيات في الدولة.

المايو
نفي "التسليم الطوعي" وكشف تفاصيل الاعتقال: تم اختطافى
وفى زامبادا، الذي يُعد أحد آخر "أباطرة" تجارة المخدرات في المكسيك، الرواية الرسمية التي ادعت أنه سلم نفسه طواعية، مؤكدًا في بيان علني أرسله من خلال محاميه فرانك بيريز، أنه "تم اختطافه" وتم نقله إلى الولايات المتحدة قسرًا في 25 يوليو 2024، بعد تعرضه لكمين مسلح.

اخطر اباطرة المخدرات
وقال زامبادا في مستهل بيانه ، إن "منذ أن تم نقلي جواً إلى الولايات المتحدة، نُشرت العديد من التقارير غير الدقيقة في وسائل الإعلام، واليوم أشارك الحقيقة الكاملة حول ما جرى، ووفقًا لما ورد في رسالته، فقد دُعي إلى اجتماع عُقد في مزرعة "هويرتوس ديل بيدريجال" في ضواحي كولياكان، من قبل خواكين جوزمان لوبيز، نجل "إل تشابو"، بحضور شخصيات سياسية بارزة من الولاية، من بينهم هيكتور ميليزيو كوين أوجيدا، السياسي المعروف وحاكم الولاية روبين روشا مويا.
وأوضح زامبادا أنه ما إن دخل غرفة الاجتماع حتى وجد نفسه في كمين مسلح نصبه له ستة رجال بزي عسكري، قاموا بطرحه أرضًا، وتقييده، ووضع كيس أسود على رأسه قبل أن ينقلوه إلى مدرج طيران قريب، حيث أجبروه على الصعود إلى طائرة خاصة أقلّته إلى إل باسو في ولاية تكساس، برفقة خواكين غوزمان والطيار فقط.
وأكد أن الرواية الرسمية التي تقول إنه تعاون أو سلّم نفسه "كاذبة بالكامل"، مضيفًا أنه تعرض لسوء معاملة جسدية أثناء نقله، ما تسبب له بإصابات في الظهر والركبة والمعصمين.
شكوك حول مقتل السياسى هيكتور كوين
من أخطر ما جاء في رسالة زامبادا، كان حديثه عن مقتل السياسي البارز هيكتور كوين، والذي قالت السلطات إنه قُتل خلال محاولة سرقة في محطة وقود، إلا أن زامبادا أكد أن كوين قُتل فى نفس موقع الكمين الذي تعرض له، وفي نفس التوقيت، معتبرًا أن القصة الرسمية "مفبركة".
وأضاف هيكتور كان صديقي منذ سنوات طويلة، وأشعر بحزن عميق على موته، أما الرواية الرسمية فهي غير صحيحة، لقد تم اغتياله أثناء الكمين الذي نُفذ ضدي."
كما أشار إلى اختفاء اثنين من أعضاء فريقه الأمني، هما خوسيه روساريو هيراس لوبيز ورودولفو تشايديز، دون أي معلومات عن مصيرهما حتى اليوم.
تسليم تحت الإكراه ومحاكمة منتظرة
وشدد محامي زامبادا، فرانك بيريز، في تصريحات صحفية على أن موكله لم يسلم نفسه، قائلاً: تم اختطاف زامبادا من قبل خواكين جوزمان لوبيز، نُصب له كمين، وأُلقي أرضًا، وكُبل بالأصفاد من قبل رجال يرتدون الزي العسكري. ثم نُقل تحت الإكراه إلى الولايات المتحدة."
زامبادا البالغ من العمر 76 عامًا، والذي قاد كارتل سينالوا لأكثر من نصف قرن، يواجه الآن سلسلة من الاتهامات الفيدرالية في الولايات المتحدة، تشمل تهريب المخدرات، غسيل الأموال، وتأسيس شبكة إجرامية منظمة. وقد رفض كل التهم الموجهة إليه، وأكد أنه سيطعن بها قانونيًا.
وتنتظر المحكمة إصدار الحكم بحقه في جلسة مرتقبة في يناير المقبل، وسط ترقب واسع من الشارع المكسيكي والدولي، حول ما إذا كانت محاكمته ستُفضي إلى كشف مزيد من الرؤوس الكبرى المتورطة... أم أن ملفه سينضم إلى سلسلة الملفات الغامضة التي طويت من قبل.
نهاية أسطورة
يُذكر أن زامبادا يُعتبر من آخر الأباطرة الكبار الذين تفادوا الاعتقال لعقود، رغم ضغوط حكومية داخلية وخارجية. وكانت السلطات الأمريكية قد رصدت مكافأة تصل إلى 20 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.

اعتقال زامبادا
وتشير تقارير صحفية إلى أن حالته الصحية المتدهورة كانت السبب الأبرز في كشف مكانه، حيث ظل طريح الفراش لعدة أشهر قبل اعتقاله. كما ذكرت صحيفة "إنفوباي" أن زامبادا وخوان جوزمان لوبيز اعتُقلا في عملية منسقة بولاية تكساس، وأن العملية تُعد واحدة من أكبر الضربات الأمنية الموجهة لكارتل سينالوا في العقد الأخير.

Trending Plus