نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 7 سبتمبر 1931.. الزعيم الهندى «غاندى» يتوقف فى بورسعيد أثناء سفره إلى لندن ويكشف لمجلة «المصور» سر امتناعه عن أكل اللحم ونصيحته لشعوب الشرق بعدم اللجوء للعنف الثورى

غاندى
غاندى
سعيد الشحات
توقف الزعيم الهندى المهاتما غاندى فى ميناء بورسعيد، يوم 6 سبتمبر 1931، وهو فى طريقه إلى العاصمة البريطانية لندن لحضور مؤتمر «المائدة المستديرة» والذى كان مخصصا للبحث فى حل المشكلة الهندية، وكانت مصر والهند، وقتئذ تحت الاحتلال البريطانى، وكانت الحركة الوطنية فى البلدين تناضل ضد الاحتلال من أجل الحرية والاستقلال، ولهذا احتفى حزب الوفد بالضيف الكبير الذى كان يقود النضال الوطنى فى بلاده، وعلى ظهر السفينة صعد وفد من قادة الحزب بزعامة مصطفى النحاس ليلتقى به، كما كتب أمير الشعراء أحمد شوقى قصيدة شعر من أربعين بيتا بهذه المناسبة، قال فيها: «سلام النيل يا غاندي.. وهذا الزهر من عندى.. ولو ساعفنى الدهر.. لقابلتك فى الهند».
 
سجل الصحفيون المصريين الذين سافروا من القاهرة لمتابعة الحدث انبهارهم البالغ بشخصية غاندى بعد أن رأوه لأول مرة، وحين جلسوا معه لإجراء حوارات صحفية معه يوم 7 سبتمبر، مثل هذا اليوم، 1931، تعجبوا من ملبس وبساطة هذا الرجل الذى يشبه أى قروى فى قرى الوجه البحرى بمصر، كما انبهروا بفلسفته الروحية التى استطاع بها أن يقود شعبه فى نضاله السلمى ضد الاحتلال الإنجليزى، وكان من هؤلاء الصحفيين الكاتب والسياسى محمد لطفى جمعة الذى يذكر فى مذكراته «شاهد على العصر»، أن لقائه بغاندى استمر ثمانى ساعات كانت أسعد ساعات الحياة.
 
وكان الصحفى كريم ثابت الذى أصبح فيما بعد سكرتيرا صحفيا للملك فاروق ممن التقوا بغاندى، وأجرى معه حوارا صحفيا لمجلة «المصور» نشرته مزودا بصور خاصة فى عددها رقم 361، الصادر يوم 11 سبتمبر 1931، ويؤكد «ثابت» أن أول ما يستوقف نظرك إذا اقتربت من غاندى هو ما يتجلى لك من صبره وجلده، فتدرك عندئذ أن هذا الرجل الذى قال فى وقت ما: «إذا لم ننل مطالبنا فى سنة واحدة فأمامنا عشرون سنة وخمسون سنة ومائة سنة لكى نظفر بها فى النهاية»، يعرف معنى الصبر والجلد وهما صفتان جوهريتان بل من أهم الصفات اللازمة لكل زعيم وسياسى يريد النجاح فى مهمته.
 
سأله كريم ثابت: «متى فكرتم فى استقلال بلادكم لأول مرة؟ فأجاب: «عندما كنت تلميذا فى العقد الثانى من عمرى فإن أحد زملائى حرضنى على أكل اللحوم، وقال لى إن اللحم يغذى كثيرا ويقوى كثيرا، فترددت فى الانصياع له لأننى كنت أعلم أن شريعتى تمنعنى عن أكل اللحم، ولكن لما سمعت أن اللحم يغذى كثيرا قلت إذا أكلت أنا لحما وأكل مواطنى اللحم فإننا نصبح أقوياء، وبذلك يمكننا أن نتغلب على الإنجليز ونخرجهم من بلادنا، غير اننى شعرت بعد ذلك أنه إذا علم والداى أننى أذوق اللحم فإن حزنهما يكون عظيما، ولما كنت شديد التعلق بهما لم أشأ أن أسبب لهما هذا الكدر، فأمسكت عن أكل اللحم ومن ذلك الحين لم أذقه بتاتا، ومن حسن الحظ تبين لى أن بعد ذلك أن إخراج الإنجليز من الهند لا يتوقف على أكل اللحم».
 
يذكر «ثابت» أن غاندى ذهب وهو شاب إلى إنجلترا لينتظم فى جامعة أكسفورد ليتلقى دراسة الحقوق فيها، وطلبت إليه والدته أن يقسم أمامها ألا يشرب الخمر ولا يذوق اللحم، ولا يعاشر النساء طول مدة إقامته فى إنجلترا، فأجابها إلى طلبها وأقسم أمامها بذلك وأبر بقسمه، وسأله كريم ثابت عن العامل الذى يعزو إليه نجاح حركته فى الهند؟ فأجاب: «إذ أراد شعب أن ينجح فى حركة كالحركة التى قمنا بها وجب عليه أن يؤمن بعدالة مطالبه وأمانيه، فإذا وجد هذا الإيمان كان النجاح محققا إن عاجلا أو آجلا لأن من كان له إيمان فى شىء فهو على استعداد للبذل فى سبيل هذا الشىء بدافع من إيمانه، والبذل فى الحركات الوطنية والقومية أساس النجاح، ونحن مؤمنون بعدالة قضيتنا، ودائما على استعداد للبذل من أجلها.
 
وعن نصيحته للشعوب الشرقية التى تجاهد فى سبيل استقلالها وحريتها، قال غاندى: «أنصح هذه الشعوب بالتذرع بالصبر وعدم التوسل بأعمال العنف فإننى أمقت استعمال القوة، واستهجن التصرفات المبنية على العنف فإن جميع الشعوب أخوة فى الإنسانية، وعندى أنه كله كلما سمت أخلاق شعب ازدادت الواجبات الملقاة على عاتقه نحو الإنسانية، ومن السهل أن ينفخ المرء فى بوق الثورة، وأن يشعل نار الثورة ولكن مهمة الزعماء الرئيسية تنطوى على تنظيم الثورة، وهذا أشق المهام وأصعبها ولكنها مهمة لا مندوحة عن تحقيقها إذا أريد إحاطة الثورة بعوامل النجاح».
Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

وزير الدفاع الإسرائيلى مهددا غزة: عاصفة هائلة ستضرب سماء القطاع اليوم

حسام حسن يضع خطة عبور بوركينا فاسو والتأهل لكأس العالم 2026.. الليلة

الحكم على المتهمين بمطاردة فتيات بطريق الواحات.. بعد قليل

لسد العجز.. القانون يجيز التعاقد مع الأطباء بعد بلوغ المعاش حتى 65 عاما

الأهلي يقترب من إنهاء حالة الطوارئ فى "مستشفى التتش".. اعرف التفاصيل


محمد صلاح يطارد بوانجا على صدارة هدافي تصفيات أفريقيا المؤهلة للمونديال

وزارة الرى: تنفيذ مشروعات متكاملة لرفع كفاءة البنية التحتية.. الانتهاء من 85% من قناطر ديروط الجديدة.. تنفيذ المرحلة الثانية لتحديث أنظمة تشغيل بوابات مفيض إسنا.. وإحلال 410 من المنشآت المائية

ترامب: أعتقد أننا سنتوصل إلى اتفاق بشأن غزة قريبا جدا

"المران الأخير الليلة".. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم

أرض الحضارة.. معبد الأوزوريون في سوهاج أسطورة فرعونية تحكي أسرار الخلود والعالم الآخر.. تم اكتشافه عام 1903.. يتكون من ممر طويل مائل طوله 60 مترًا وعرضه مترين ونصف.. وعلماء آثار: تصميم نادر.. صور


كريستيانو رونالدو يعزز مسيرة الأرقام القياسية ويطارد حلم الألفية

"مواجهة من العيار الثقيل".. موعد مباراة الزمالك والمصري فى دوري nile

أشرف زكى ونقابة المهن التمثيلية ينعيان الفنان مصطفى الخضرى

خروج رنا رئيس من غرفة العمليات.. ووالدتها تؤكد: تعرضت للإجهاض قبل شهر

"العودة تقترب".. موعد مباراة الأهلي وإنبي فى الدوري والقناة الناقلة

مفيدة شيحة باكية فى عيد ميلادها: أنا ست بـ100 راجل

وفاة الفنان مصطفى الخضرى والعزاء غدا الثلاثاء

هجوم مستمر..الأمم المتحدة الإنساني: الاحتلال يستهدف مرافق الحياة في غزة ويعيق حركة عمال الإغاثة.. تضرر كبير في خيام النازحين.. ويونيسف: معاناة أطفال القطاع لا توصف.. وتؤكد: الرضع وأمهاتهم يكافحون المرض والمجاعة

حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 8 سبتمبر 2025 فى مصر

الخسوف الكلي للقمر.. ظاهرة فلكية مهيبة راقبها العالم.. اختفاء قرص القمر تمامًا.. أطول الخسوفات في العقد الحالي.. جمعية فلكية: دليل علمي حاسم على كروية الأرض.. وكان يمكن التنبؤ بموعده قبل مئات السنين

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى