قنبلة ترامبية فى وجه إسرائيل وفلسطين.. ماذا حدث؟

لاشك أن الحرب على غزة أصبحت كاشفة على كل المستويات، حيث كشفت ازدواجية المعايير لدى واشنطن وأيضا لدى المجتمع الدولى، وتيقن الكل أن الولايات المتحدة باتت طرفا في الصراع، بل تستثمر فى كل الصراعات لصالح أهدافها، وأن شعاراتها ما هى إلا ذريعة كاذبة وخادعة، لكن - في اعتقادى - الأخطر والتي يعد بمثابة قنبلة ألقاها ترامب في وجه نتنياهو حديثه عن أن قوة اللوبي الإسرائيلي في الكونجرس تضاءلت على مرّ السنين.
بل أخطر ما قاله ترامب ناصحا لإسرائيل، أنه في النهاية سيتعيّن على إسرائيل إنهاء هذه الحرب في غزة، وقد يكسبون الحرب، لكنهم لا يكسبون عالم العلاقات العامة، وأن إسرائيل كانت أقوى جماعة ضغط قبل 15 عاماً، والآن تضرّرت كثيرا، على حد قوله.
وفى سابقة خطيرة أخرى، رفضت الولايات المتحدة منح مسؤولين فلسطينيين تأشيرات قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة، بدعوى تقويض المفاوضات مع إسرائيل، لتنطلق انتقادات حادة ضد قرارها، خاصة أن إلغاء التأشيرات يعد بمثابة تحذير أمريكى واضح، وبالتالى تُخاطر هذه الخطوة بتنفير الحلفاء وحشد المعارضة، لا سيما بين الدول التي تنتقد بالفعل دعم الولايات المتحدة أفعال إسرائيل في غزة.
إذن، نستطيع القول، إنه يبدو الطريق إلى التسوية محفوفاً بالمخاطر فى ظل نهج أمريكي يُعطي الأولوية للضغط على الدبلوماسية، ويُخاطر بزيادة استقطاب صراع مُتقلب أصلاً، وهو ما يتطلب توظيفه من خلال اتصالات مع الدول الأوروبية ومع الأمم المتحدة وإمكانية العمل على عقد الاجتماع فى أى دولة أخرى كما حدث فى الثمانيات، فضلا عن ضرورة التحرك لإحداث توافق وطنى فلسطينى، وأن تكون هناك إرادة عربية موحدة لمواجهة هذه الغطرسة سواء الإسرائيلية أو الأمريكية.

Trending Plus