نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور الثانى

المستشفيات القبطية إرث كنسى يتحول إلى خدمة وطنية.. أعوام من الطب والرعاية فى أول صرح أهلى بالقاهرة.. خدمات صحية بتكلفة رمزية لكل المصريين ورسائل إنسانية لا تنفصل عن الإيمان.. والكنيسة تواصل الدعم بالتنمية

الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية
كتبت بتول عصام

حضور الكنيسة القبطية في المجال الصحي يعتبر إلى حد كبير الأبرز بين أدوارها المجتمعية، فإن تأسيس مستشفيات قبطية منذ أكثر من قرن ونصف، يكشف جانبًا مهمًا من التداخل بين الخدمة الكنسية والخدمة العامة.

في هذا التقرير، نسلط الضوء على مستشفيين كانا في قلب هذا المشروع الصحي المسيحي: المستشفى القبطي بالقاهرة ومستشفى العذراء بالزيتون، باعتبارهما نموذجين مختلفين من حيث النشأة والتطور، لكن يجمعهما خيط واحد هو: خدمة الإنسان أي كل المصريين، لا الأقباط وحدهم.

المستشفى القبطي بالقاهرة أول مستشفى أهلى يتحول إلى رمز صحى ووطنى

لم تبدأ القصة من حجر الأساس، بل من فكرة إنسانية حملها ثلاثون قبطيًا اجتمعوا عام 1881 في بيت عريان مفتاح بالأزبكية، بحضور رموز فكرية ودينية من مسلمين ومسيحيين، أمثال الشيخ محمد عبده وعبدالله النديم.
وكان الهدف هو تأسيس جمعية أهلية باسم "المساعي الخيرية"، تطور اسمها لاحقًا إلى "الجمعية الخيرية القبطية"، التي أطلقت أول مستوصف خيري عام 1908، في زمن البابا كيرلس الخامس، وتكلف حينها 70 ألف جنيه – مبلغ ضخم بمقاييس ذلك الوقت.


توسعت الجمعية، وبدلاً من المستوصف، أنشأت المستشفى القبطي الأول، الذي افتتح رسميًّا في 1911، وضم أقسامًا للجراحة والتمريض، وشهد عمل نخبة من الأطباء الرواد، مثل: د. نجيب باشا محفوظ، د. إبراهيم فهمي المنياوي، ود. حبيب الخياط.


وعلى مدار 15 عامًا، تنقلت المؤسسة من مقر إلى آخر مع تزايد المرضى، حتى تم بناء المستشفى القبطي الثالث عام 1926، في شارع رمسيس، الذي صار لاحقًا مقرًّا دائمًا ومَعلَمًا قاهريًّا لا تخطئه العين.
لم يكن المستشفى يخدم الأقباط فقط، بل كان مفتوحًا لجميع الفقراء دون تفرقة، في استجابة لشعار "مبدأ الإنسانية لا يتجزأ"، كما ورد في وثائق الجمعية. وحتى التمريض لم يكن حكراً على الأجانب، فقد تأسس داخله أول قسم مصري لتعليم الفتيات فنون التمريض.

بقي المستشفى تحت إشراف الكنيسة القبطية حتى تأميمه في ستينيات القرن العشرين، حين أُلحِق بالمؤسسة العلاجية الحكومية. لكن حتى بعد ذلك، ظل الطابع الكنسي حاضرًا، خاصة عبر فرق التمريض الإيطالية من الراهبات، اللواتي أقمن في المستشفى وخصص لهن دور كامل وكنيسة خاصة للصلاة.
المفارقة أن هذا المستشفى الذي بدأ كفكرة أهلية دينية، تحول بمرور الزمن إلى مؤسسة علاجية وطنية تخدم الجميع، حاملة إرثًا إنسانيًّا وروحيًا، وشاهدًا على تداخل الكنيسة بالهم العام في مصر.

مستشفى العذراء بالزيتون صرح طبي متكامل

حين أسس القمص بطرس جيد لجنة البر بالكنيسة القبطية في سبعينيات القرن الماضي، كان يحمل حلمًا يتجاوز المساعدات العينية المؤقتة. كان يؤمن بأن الرعاية لا تكتمل إلا بالتنمية، وأن الرحمة الحقيقية تتجلى في منح الإنسان وسيلة للعيش الكريم، لا مجرد إعالة عابرة.

في عام 1980، تجسد هذا الإيمان في مشروع مستشفى السيدة العذراء الخيري بحي الزيتون، ليكون أحد أبرز إنجازات لجنة البر التابعة للكرازة المرقسية. بُنيت المستشفى لتخدم الفقراء والمحتاجين من أبناء القاهرة ومحافظات الجمهورية كافة، ولتقدم رعاية طبية متكاملة بتكلفة رمزية، دون تفرقة أو تمييز، وبنخبة من أمهر الأطباء وأحدث الأجهزة.

خلال سنوات، لم تقتصر رسالة المستشفى على علاج المرضى فقط، بل غدت نموذجًا في العمل الكنسي التنموي المتكامل. فقدمت في تنوع أقسامها وخدماتها المتعددة صورة واضحة عن إمكانية الجمع بين الأداء الطبي عالي المستوى والرسالة الروحية الرحيمة. وبحسب رؤيتها، تسعى مستشفى العذراء لأن تكون رائدة في مجال الرعاية الصحية المتكاملة، من خلال بنية تحتية حديثة، وفرق طبية مؤهلة، وخدمات صحية تُراعي كرامة الإنسان واحتياجاته.

أما "رسالتها"، فهي كما وُثقت في أوراق تأسيسها: تقديم أفضل جودة ممكنة في مجال الرعاية الصحية، في بيئة آمنة وموثوقة، تسهر فيها فرق طبية مدربة على راحة المريض وأسرته، مستخدمة أحدث ما توصلت إليه تقنيات الطب الحديث.

تُعد المستشفى اليوم امتدادًا عمليًا لتاريخ طويل من الرعاية الكنسية للفقراء. ويُذكر أن لجنة البر، التي أسسها القمص بطرس جيد، كانت من أوائل الهيئات الكنسية التي تبنت مبدأ "التمكين عبر التنمية"، حيث عملت على إنشاء مشروعات صغيرة لتعليم الأسر الفقيرة حرفًا يعتاشون منها. هذا المفهوم تبناه البابا شنوده الثالث، فوسع اللجنة لتصبح نموذجًا معممًا في كل إيبارشية، ولا يزال البابا تواضروس الثاني يدعمها ويشدد على دورها الحيوي في خدمة المجتمع.
بهذا، لا تقف مستشفى العذراء عند حدود الجدران البيضاء والأجهزة الحديثة، بل تُمثل، بامتياز، مشروعًا رعويًا وإنسانيًا، بدأته الكنيسة المصرية بإيمان، وتواصل دعمه اليوم بروح الخدمة والشفاء معًا.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

اليابان.. الحزب الحاكم يختار خليفة إيشيبا فى 4 أكتوبر

انطلاق قافلة المساعدات الإنسانية الـ32 من مصر إلى قطاع غزة.. فيديو

وزارة التعليم: متابعة تطبيق أعمال السنة بالعام الدراسى الجديد بالمدارس

الحكم على المتهمين بمطاردة فتيات بطريق الواحات.. بعد قليل

ليلة روحانية لفرقة الإنشاد الدينى على مسرح أوبرا دمنهور يوم 11 سبتمبر


بيراميدز يواجه منتخب الشباب ودياً اليوم استعداداً لأوكلاند سيتي

5 أعمال فنية سلمى أبو ضيف تنتعش بمسلسلين و3 أفلام

إيطاليا ترفع شعار "رياضة ضد الإبادة" أمام الكيان المحتل بتصفيات المونديال

لسد العجز.. القانون يجيز التعاقد مع الأطباء بعد بلوغ المعاش حتى 65 عاما

نادي سينما المرأة يعرض الفيلم الروائي الطويل "جحر الفئران" بالهناجر 15 سبتمبر


اليوم.. نظر محاكمة 7 متهمين بقضية "خلية مدينة نصر الثانية"

أغانى كروان الشرق فايزة أحمد يوم 18 سبتمبر على مسرح الجمهورية

تونس على موعد مع غينيا الاستوائية لحسم الصعود إلى كأس العالم 2026

"المران الأخير الليلة".. موعد مباراة مصر وبوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم

خروج رنا رئيس من غرفة العمليات.. ووالدتها تؤكد: تعرضت للإجهاض قبل شهر

نظر محاكمة 11 متهما بقضية "خلية التهريب".. اليوم

ليبيا تواجه إسواتيني فى لقاء الفرصة الأخيرة بتصفيات كأس العالم 2026

الجيش الروسي يصل إلى أطراف مدينة ديميتروف بجمهورية دونيتسك الشعبية

شروط توثيق عقود زواج المصريين من أجانب.. تعرف عليها

ناظر محطة قطارات طما ينقذ راكبًا من الموت قبل سقوطه أسفل العجلات.. فيديو

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى