بانكسى يثير الجدل بلوحة على جدار محكمة لندن تُجسد قاضيا يضرب متظاهرا.. صور

أثار الفنان الغامض بانكسى، الجدل مجددا بعدما ظهرت لوحة جديدة له على واجهة المحكمة الملكية للعدل في لندن، تجسد قاضيا يوجه مطرقته نحو متظاهر، قبل أن تسارع السلطات بإخفائها عن الأنظار، وفقا لموقع "ديلى ميل" البريطاني.

ووفقا لما نشره بانكسى عبر حسابه على إنستجرام، فإن الجدارية نقشت على أحد جدران المبنى، لكن لم يمض وقت طويل حتى غطتها السلطات بألواح بلاستيكية سوداء وحواجز معدنية، وسط انتشار أمنى مكثف في محيط المكان، ويأتي هذا العمل الفنى في أعقاب احتجاجات كبرى شهدتها لندن مؤخرا لدعم جماعة "فلسطين أكشن المحظورة"، فيما يُعتقد أنه أكبر اعتقال جماعي في بريطانيا على الإطلاق.

اللوحة الجديدة لبانسكى

وأدانت شرطة سكوتلاند يارد ما وصفته الشرطة بالإساءة "غير المقبولة" التي تعرض لها ضباطها خلال المظاهرة في ساحة البرلمان في وستمنستر، والتي حضرها ما يقدر بنحو 1500 شخص، وألقي القبض على ما مجموعه 890 شخصا، من بينهم 857 شخصا تم احتجازهم لإظهار الدعم للمنظمة التي حظرتها الحكومة في وقت سابق من هذا العام كجماعة إرهابية.

وقدم بانكسي الآن رده على الاحتجاجات المستمرة التي أقيمت في لندن وفي جميع أنحاء البلاد في الأشهر الأخيرة، وأظهر منشوره على موقع "إنستجرام"، رؤية واضحة للصورة كاملة، حيث يظهر المتظاهر على الأرض وهو يتعرض للضرب ويحمل لافتة.

اللوحة التي لاقت تفاعلاً واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، تُظهر متظاهرا ملقى على الأرض يتعرض للضرب بينما يحمل لافتة، فى رسالة اعتبرها كثيرون تعليقًا ساخرا على تعامل السلطات مع الاحتجاجات، وكان مستخدمون عبر منصة X، تداولوا صورا للعمل الفنى قبل تغطيته، مشيرين إلى أنه "أسلوب بانكسى المعتاد فى فضح التناقضات السياسية والاجتماعية".

اللوحة مره اخرى من بعيد

بانكسى، الذي اشتهر بأعماله المثيرة للجدل منذ أكثر من 25 عامًا، لا يزال يحافظ على هويته السرية، رغم محاولات عديدة لكشفها، ومن بين جداريات بانكسي الأخرى التي ظهرت مؤخرًا، واحدة حددها محققو الإنترنت في مايو هذا العام، على أنها موجودة في مدينة مرسيليا الفرنسية، وتضمن العمل الفني عبارة "أريدك أن تكون ما رأيته فيّ"، وفي صورة ثانية يمكن رؤية شخصين يمشيان مع كلابهما، كما تم رسم ظل زائف على الرصيف من عمود قريب لإعطاء الوهم بأن المنارة هي صورة ظليه لها.

وتضمنت جدارياته الأخرى في لندن، 9 صور تتناول موضوعات حيوانية ظهرت في تسعة مواقع مختلفة في جميع أنحاء العاصمة في أغسطس من العام الماضي، وتصور القطعة الأخيرة له غوريلا تفتح مصاريع حديقة حيوان لندن لإطلاق سراح أسد البحر والطيور، في حين تبدو الحيوانات البرية الأخرى وكأنها تنظر إلى الخارج من الداخل، وجاء ذلك بعد أن تم رسم رسومات تمثل ماعزًا، وفيلة، وقرودًا، وذئبًا، وبجعًا، وقطًا، وأسماك البيرانا، ووحيد القرن في جميع أنحاء المدينة.

الأمن يحجب جدارية بانكسي على جدار المحكمة الملكية في لندن

كانت إحدى اللحظات الأكثر لفتًا للانتباه في حياة بانكسي في عام 2003 عندما تنكر في هيئة متقاعد ووضع قطعة فنية في مكان شاغر بمتحف تيت بريطانيا في لندن، فيما دمر عمله الفني "فتاة مع بالون" نفسه في صالة مزادات سوثبي في لندن عندما تم وضعه في آلة تمزيق في عام 2018، وتم تغيير اسم تلك القطعة بعد ذلك إلى Love Is In The Bin، والتي بيعت في عام 2021، مقابل 18.6 مليون جنيه إسترليني - وهو أعلى سعر على الإطلاق لعمل فني لبانكسي.

أحد أقدم أعمال بانكسي هي لوحة The Mild Mild West التي رسمها عام 1999 في ستوكس كروفت في بريستول، وتظهر فيها دمية دب "تيدي" ترمي قنبلة مولوتوف على ثلاثة من رجال شرطة مكافحة الشغب.

بدأ بانكسي مشواره الفني في مجال فن الشوارع منذ أكثر من 25 عاما، وباع أعماله بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية، وظلت هويته محاطة بالتكتم حتى أطلقت صحيفة "ميل أون صنداي" تحقيقًا عام 2008، مُعلنةً أن روبن غاننغهام، هو فنان بريستول، ومع ذلك، لا تزال هويته غير مؤكدة.

حجب لوحة بانكسي على جدران المحكمة الملكية للعدل في لندن