صرخات أصحاب فشل الكلى بغزة.. كارثة انهيار وحدات الغسيل تهدد حياة المرضى.. 41% وفيات آخرهم الطفل حسن بربخ..محمد سلوت يفترش أرض المستشفى لعدم وجود سرير.. وائل إبراهيم لا يجد طعاما أو مواصلات للذهاب للمراكز الصحية

غزة
غزة
كتب ـ أحمد عرفة

 

<< منع إسرائيل إدخال الوقود إلى مستشفيات يوقف عمل وحدات الغسيل

<< سوء التغذية ونقص العلاج يتسبب بتسرب في الكليتين للطفل معمر كريم

<< الأطباء ينصحون رائد حماد باستئصال الكلى اليمنى ولا يجد مستشفى لعلاجه

<< نفاد الوقود يوقف خدمة غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي ثم يعود تدريجيا

<< مدير مستشفى الشفاء: كان لدينا 550 مريضا والآن 260 واستشهد الباقي

<< رئيس قسم الكلى بمجمع الشفاء: اضطررنا لتقليص ساعات الغسيل ولابد من إعادة ترميم الوحدات

<< مريضة تضطر للسير على الأقدام للمستشفى وتفتقد للطعام الصحي

<< أخصائي أمراض الكلى: خروج وحدة غسيل الشمال ورفح عن الخدمة أدرى لتراكم السموم على المرضى

<< الإغاثة الطبية بشمال غزة: نقص كبير فى أدوية الكلى والمحاليل المستخدمة فى الغسيل

 

في 24 يونيو، أعلنت أسرة الطفل حسن بربخ استشهاده بعد معاناة قاسية مع تضخم في الكبد، وتسريب في الكلى، وارتفاع حاد في حموضة الدم وسوء تغذية، وذلك بعدما صرخت عائلته قبل أيام من الوفاة، للمطالبة بضرورة انتفاضة العالم لإنقاذه قبل فوات الآوان في ظل عدم وجود وحدات غسيل كلوى كافية وانهيار أغلبها بفعل الدمار الذي لحق بالمنظومة الصحية.

الطفل حسن بربخ
الطفل حسن بربخ

الطفل حسن بربخ.. صرخة لمرضى الفشل الكلوى

المحزن في قصة الطفل حسن بربخ، أنه سبقه وفاة اثنين من أشقائه بعد صراع مع المرض ونقص العلاج في المستشفيات، والشح الشديد في الأدوية والعطل الذي يلازم المولدات الكهربائية مما يؤدي لعطل الأجهزة الطبية الخاصة لعلاج المرضى، وتدمير الاحتلال الكثير من المراكز الطبية وهو ما أكدته وزارة الصحة بغزة في الأول من يونيو الماضي بأن الجيش الإسرائيلي نسف مركز نورة الكعبي لغسيل الكلى شمال قطاع غزة، خاصة أن المركز كان يقدم خدمات الغسيل الكلوي لمرضى الكلى في شمال القطاع.

اقرأ أيضا:
تمنت الانتقال من بيتها للجنة فنالت ما أرادت.. أسماء فايز فضلت البقاء بالمنزل وعدم النزوح فقصفها الاحتلال مع أبنائها وظلت تحت الأنقاض 4 أيام.. زوجها غادر البيت قبل الاستهداف بدقائق ورأي استشهاد أسرته أمام عينيه

وأوضحت الوزارة في بيان لها، أن  تدمير المركز يضع الحالة الصحية لمرضى الكلى أمام كارثة لا يمكن توقع نتائجها، مؤكدة أن  41 % من مرضى الفشل الكلوي توفوا خلال الحرب، جراء حرمانهم من الوصول إلى مراكز الغسيل وبعد تدمير المراكز والأقسام المخصصة لهم، كما أن ️الاحتلال يعمل وفق منهجية خطيرة لإفراغ شمال القطاع من المستشفيات ومراكز الرعاية التخصصية.

معاناة من رحم الحرب

معاناة مرضى الكلى في غزة، يكشفها وائل إبراهيم، رئيس ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى، وأحد المرضى الذي يؤكد أن المرضى يعانون الكثير من المشكلات ونقص حاد جدا بالعلاج ، قائلا :"نحن بحاجة لموصلات حيث إنه في القطاع نتيجة حرب الإبادة لا توجد سيارات وإن وجدت تكون سعرها مرتفع للغاية فلا يستطيع المريض أن يذهب للمستشفى".

أوجاع مرضى الفشل الكلوى في غزة
أوجاع مرضى الفشل الكلوى في غزة

"مريض الكلى الذي يعالج في قسم الكلى الصناعية بمستشفى الشفاء الطبي يحتاج في كل جلسة علاج من جلسات الغسيل الكلوى المزمن مصروف شخصي، حيث إن كل مريض يحتاج مبلغ بسيط من المال لأنه يحتاج لشراء بعض الوجبات السريعة إن وجدت بأسعار باهظة للغاية"، حيث يشرح وائل إبراهيم معاناة مرضى الفشل الكلوى من أجل إيجاد طعام قبل الدخول جلسة الغسيل، لافتا إلى أن هناك أزمة في تشغيل مولدات الكهرباء بالمستشفيات وهي مهمة للغاية لتشغيل قسم الكلى الصناعية وقد توقف هذا القسم عدة مرات نتيجة عدم توفر السولار.

قلة ساعات جولات الغسيل المزمن

كما يؤكد أن مرضى الفشل الكلوى يعانون من قلة ساعات جولات الغسيل المزمن مما يعرض المرضى للوفاة، خاصة أن الكثير من حالات المرضى يتعرضون للغثيان والدوخة والهذلان وزيادة بالوزن وتبقى السوائل والسموم بالجسم مما يعرضهم لخطر كبير يودي بحياة المرضى لخطر محدق ووفاة العديد منهم.

وائل إبراهيم
وائل إبراهيم

يتحدث وائل إبراهيم عن وفاة العديد من المرضى خلال الأسابيع الماضية بسبب نقص الأدوية وانهيار العديد من وحدات الغسيل، قائلا :"فقدنا العديد من مرضانا نتيجة عدم توافر السولار وعدم توفر جلسات الغسيل في المستشفى، وبصفتى أحد المرضى ومسئول تجمع مرضى الفشل الكلوى بالقطاع، أناشد جميع المؤسسات والمنظمات الإنسانية بأن تقف معنا وتساندنا وتمد يد العون والمساعدة لنا كمرضى الكلى بحاجة دائمة للمساعدة والدعم حيث نعاني الكثير من الاحتياجات التي نتفقدها نتيجة المحرقة التي ترتكبها قوات الاحتلال".

منع إدخال الوقود للمستشفيات

وفي تقرير للمرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان نشره في الأول من يوليو، بشأن انهيار العديد من وحدات الغسيل الكلوى، أكد أن منع إسرائيل إدخال الوقود إلى مستشفيات غزة يُشكّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري للسكان المدنيين، إذ يُصيب المرافق الصحية بالشلل التام ويحوّلها إلى أماكن للموت.

تقرير المرصد الأورومتوسطي حول أزمة وحدات الغسيل الكلوى في غزة
تقرير المرصد الأورومتوسطي حول أزمة وحدات الغسيل الكلوى في غزة

ولفت المرصد الأورومتوسطي، إلى أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرّض حياة آلاف المرضى، بمن في ذلك الخدّج ومرضى العناية المركزة والفشل الكلوي لخطر الموت، ويدفع بعائلاتهم إلى النزوح قسرا بحثًا عن الرعاية الصحية أو مصادر بديلة للطاقة، في وقت لا يتوفر فيه أي مرفق طبي فعّال داخل القطاع، ما يندرج ضمن سياسة منهجية تعتمدها إسرائيل لتقويض مقومات بقاء السكان، وتشكل بذلك جزءًا لا يتجزأ من جريمة الإبادة الجماعية الجارية بحق الفلسطينيين في غزة.

وأوضح التقرير، أن سكان غزة يُسقِطهم الموت واحدًا تلو الآخر، نتيجة الأساليب المتعدّدة والمترابطة التي تطبّقها إسرائيل على السكان، والتي تُشكّل جميعها مخرجات مباشرة لجريمة الإبادة الجماعية بأفعالها المختلفة، وعلى رأسها الحصار غير القانوني المفروض بشكل منهجي بهدف إهلاك السكان الفلسطينيين، من خلال حرمانهم المتعمد من المواد الأساسية اللازمة للبقاء.

وأضاف أنه إلى جانب عشرات القتلى الذين تُسقِطهم الهجمات العسكرية المباشرة يوميًا، يُقتل عدد أكبر منهم يوميًا في غزة نتيجة الأفعال الأخرى التي تُشكّل أركانًا مكمّلة لجريمة الإبادة الجماعية، دون أن يُسجَّلوا في السجلات الرسمية كضحايا للحرب المتواصلة، مؤكدا أنّ توقف قسم غسيل الكلى في مجمع الشفاء الطبي عن العمل بشكل كامل يعني أنّ أمامنا أيامًا معدودة قبل أن نبدأ بتسجيل وفيات مرضى الكلى واحدًا تلو الآخر.

وحذر التقرير، من أن هذا التطور لا يشكل فقط كارثة صحية، بل يمثّل تجسيدًا مباشرًا لسياسة القتل البطيء التي تعتمدها إسرائيل، والتي تستهدف تقويض حق السكان في الحياة من خلال حرمانهم المتعمد من الرعاية الطبية المنقذة للحياة، في إطار جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الفلسطينيين في غزة.

كما حذر من التداعيات شديدة الخطورة لتوقف خدمات غسيل الكلى في مستشفى الشفاء نتيجة نفاد الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء، مشيرا إلى أن ذلك يُمثّل نقطة انهيار حرجة في أزمة صحية تتفاقم بشكل كارثي، في ظل مخاطر وشيكة لتوقف خدمات العناية المركزة في مستشفى الشفاء والمستشفيات الأخرى خلال الساعات المقبلة، الأمر الذي يهدد بشكل مباشر حياة آلاف المرضى والجرحى من المدنيين في القطاع المحاصر.

ولفت إلى أن إسرائيل تتعمد منع إدخال الوقود إلى شمال القطاع ومدينة غزة تحديدًا بهدف شل عمل المستشفيات بشكل كامل، كوسيلة مدروسة لإجبار السكان، وخاصة المرضى وذويهم، على النزوح قسرًا نحو جنوب القطاع لضمان استمرار تلقي العلاج، في نمط يُشكّل صورة واضحة من صور جريمة التهجير القسري المحظورة بموجب القانون الدولي، مؤكدا أنّ رفض الاحتلال الإسرائيلي السماح بدخول الوقود إلى المستشفيات يمثّل موتا محتما لغالبية المرضى، ويعكس سياسة ممنهجة تتعمد تدمير النظام الصحي من خلال الحظر المتعمد لإدخال الإمدادات الحيوية، في انتهاك صارخ لأحكام القانون الدولي الإنساني، خاصة اتفاقية جنيف الرابعة بشأن حماية المدنيين وقت الحرب، التي تُلزم قوة الاحتلال بضمان توفير الرعاية الطبية والإمدادات الأساسية للسكان الخاضعين لسيطرتها، وتحظر استخدام التجويع أو الإضرار بالصحة كوسيلة من وسائل الحرب.

 

كريم معمر.. سوء التغذية يتسبب في تسرب بالكليتين

الطفل كريم معمر، البالغ من العمر ثلاثة أعوام يعاني بشكل كبير بسبب استمرار المجاعة في غزة، حيث يواجه وضعا صحيا خطيرا بعد إصابته بسوء تغذية حاد، وتضخم في الكبد، ولين في العظام، بجانب تسرب في الكليتين.

الطفل كريم معمر
الطفل كريم معمر

بحسب أسرة كريم معمر، لم يعد الطفل الفلسطيني قادرا على الأكل ويعاني من آلام شديدة تتفاقم يومًا بعد يوم، حيث يقف الأطباء عاجزين عن علاجه محذرين من تدهور حالته إلى الأسوأ في ظل النقص الحاد في الأدوية والمعدات الطبية داخل غزة، وأصبح بحاجة عاجلة وطارئة للعلاج في الخارج في ظل عدم قدرة المستشفيات على علاجه لنقص الأدوية والمستلزمات الطبية.

ويؤكد والد الطفل كريم معمر، أنه ذهب بعدة لمستشفيات القطاع ولكن لم يجد علاجا له، موضحا أن حالة ابنه تسوء يوما بعد يوم بسبب عدم توافر الطعام والعلاج مما يزيد الآلام عليه.

ويضيف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن طفله يعاني بشدة من التهابات حادة علي الصدر وارتفاع مستمر في درجة حرارة، فيما لا يوجد علاج له بسبب إغلاق الاحتلال للمعابر مما جعل الأدوية غير متوفرة في المستشفيات والصيدليات الخاصة.

صراخ الطفل كريم معمر
صراخ الطفل كريم معمر

القانون الدولى وحماية المستشفيات لتقديم الخدمة الصحية للمرضى

وفقا لاتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب والصادرة في 12 أغسطس 1949، تنص المادة الـ55، على أنه من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، على تزويد السكان بالمؤن الغذائية والإمدادات الطبية، ومن واجبها على الأخص أن تستورد ما يلزم من الأغذية والمهمات الطبية وغيرها إذا كانت موارد الأراضي المحتلة غير كافية، كما لا يجوز لدولة الاحتلال أن تستولي على أغذية أو إمدادات أو مهمات طبية مما هو موجود في الأراضي المحتلة إلا لحاجة قوات الاحتلال وأفراد الإدارة، وعليها أن تراعي احتياجات السكان المدنيين، ومع مراعاة أحكام الاتفاقيات الدولية الأخرى، تتخذ دولة الاحتلال الإجراءات التي تكفل سداد قيمة عادلة عن كل ما تستولي عليه.

وكذلك تنص المادة 56 من ذات القانون أنه  من واجب دولة الاحتلال أن تعمل، بأقصى ما تسمح به وسائلها، وبمعاونة السلطات الوطنية والمحلية، على صيانة المنشآت والخدمات الطبية والمستشفيات وكذلك الصحة العامة والشروط الصحية في الأراضي المحتلة، وذلك بوجه خاص عن طريق اعتماد وتطبيق التدابير الوقائية اللازمة لمكافحة انتشار الأمراض المعدية والأوبئة.. ويسمح لجميع أفراد الخدمات الطبية بكل فئاتهم بأداء مهامهم، إذا أنشئت مستشفيات جديدة في الأراضي المحتلة حيث لم تعد الأجهزة المختصة للدولة المحتلة تؤدي وظيفتها، وجب على سلطات الاحتلال أن تعترف بهذه المستشفيات عند الاقتضاء على النحو الوارد في المادة 18، وفي الظروف المشابهة، تعترف سلطات الاحتلال كذلك بموظفي المستشفيات ومركبات النقل بموجب أحكام المادتين 20 و21، ولدى اعتماد وتطبيق تدابير الصحة والشروط الصحية، تراعي دولة الاحتلال الاعتبارات المعنوية والأدبية لسكان الأراضي المحتلة.

وفاة 41% من مرضى الكلى

بعدها بحوالي أسبوعين، وبالتحديد في 18 يوليو، أكد المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، أن هناك 71 ألفا و338 حالة إصابة بمرض الكبد الوبائي جراء حرب الإبادة الجماعية، لافتا إلى أن هناك 38 مستشفى و96 مركز رعاية صحية دمرها الاحتلال أو أخرجها عن الخدمة.

وبحسب بيان وزارة الصحة في غزة الصادر في 10 أغسطس، أن الاحتلال يمارس الإبادة الصحية باستهدافه المستشفيات والمراكز الطبية في القطاع، خاصة أن هناك 153 ألف جريح منهم 18 ألفا يحتاجون إلى تأهيل طبي، و28 ألف حالة سوء تغذية والاحتلال ينكر انتشار المجاعة في القطاع، لافتة إلى أن ما يحدث في القطاع جرائم حرب مركبة إبادة جماعية.

استغاثة من مريض لإنقاذ حياته

الإعلامي الفلسطيني رائد حماد، يكشف هو الأخر حجم المعاناة في ظل نقص العلاج داخل القطاع، والتي تزداد مع نقص الطعام، مشيرا إلى أنه أصيب بمرض السرطان في الكلى اليمني عام 2016، ونصحه الطبيب باستئصالها بأسرع وقت  لخطورتها، وتمكن بالفعل من إزالة الكلى اليمنى ليبدأ معها العيش على العلاج اليومي والمتابعة.

انهيار المنظومة الصحية في غزة
انهيار المنظومة الصحية في غزة

"صحتي منذ يومها الحمد لله لم تعد كالسابق، فدائما متعب من أقل جهد ووجع في المفاصل وممنوع التعرض للشمس والإرهاق"، حيث يوضح رائد حماد حجم الآلام التي يشعر بها يوميا في ظل استمرار الحرب، ومع شح الطعام والخضار وغلاء أسعارها، متابعا :"لم أعد أتناول الطعام المناسب بشكل منتظم وهذا سبب لي بنقص الوزن والتعب الكثير والخوف من التأثير على الكلى الأخرى خصوصا مع عدم توفر الماء الصالح للشرب وانعدام مقومات الحياة بغزة وعدم توفر العلاج، بكانب أنني ممنوع من تناول البقوليات أو أي شيء يضر الكلى من التوابل والفلفل".

ويشير إلى أنه تمكن من عمل نموذج رقم واحد للسفر للخارج مرضى السرطان نظرا لوضعه الصحي ولا زال ينتظر إدراج اسمه في كشوفات السفر لدى الصحة العالمية كي يتمكن من العلاج  وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة من صورة مسح ذري وغيرها .

نقص الغذاء التحدث الأصعب

حديث رائد حماد عن نقص الغذاء الذي يتعرض له، سلط المكتب الإعلامي الحكومي في غزة الضوء عليه خلال بيانه الصادر في 24 يوليو بتأكيده أن حدة المجاعة وانتشارها يزداد في محافظات القطاع، بالتزامن مع إغلاق الاحتلال لجميع المعابر بشكل كامل ، ومنع إدخال حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية، حيث سجلت مستشفيات قطاع غزة أكثر من 115 حالة وفاة بسبب المجاعة وسوء التغذية، حيث يأتي ذلك في ظل انعدام شبه كامل للغذاء والماء والدواء.

وأوضح أن غزة بحاجة ماسة إلى ما لا يقل عن 500,000 كيس طحين أسبوعياً لتجنّب الانهيار الإنساني الشامل، مطالبا جميع دول العالم دون استثناء بضرورة كسر الحصار فورا وفتح المعابر بشكل دائم، وإدخال حليب الأطفال والمساعدات إلى أكثر من 2.4 مليون إنسان محاصر في القطاع.

وأشار في بيانه الصادر في 27 يوليو، إلى أن القطاع يواجه كارثة إنسانية حقيقية مع استمرار الحصار الخانق وإغلاق المعابر ومنع تدفق المساعدات، لافتا إلى أن  غزة تحتاج يوميا إلى 600 شاحنة إغاثية تشمل حليب الأطفال والمساعدات الإنسانية والوقود لتلبية الحد الأدنى من احتياجات السكان.

وفي الأول من يوليو الماضي، أعلنت وزارة الصحة في غزة عن توقف خدمة غسيل الكلى بالكامل في مجمع الشفاء الطبي نتيجة نفاد الوقود، ما اضطر المستشفى إلى الاقتصار على تقديم خدمات العناية المركزة لساعات محدودة فقط، وسط تحذيرات من كارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة مئات المرضى والجرحى، لافتة إلى أن  استمرار انقطاع الوقود يعني الموت المحتم لمرضى غسيل الكلى والحالات الحرجة، خاصة أن الأزمة الخانقة ناجمة عن سياسة الاحتلال الإسرائيلي التقطيرية في إدخال الوقود للمستشفيات، ما يعمق من معاناة القطاع الصحي المحاصر.

استشهاد المئات من المرضى

وحينها ذكر الدكتور محمد أبو سلمية مدير مجمع الشفاء الطبي، أن المستشفى تخسر كثيرا من المرضى والجرحى بسبب شح وحدات الدم، كما أن المستشفيات تعاني من شح المياه النقية حتى في وحدات غسيل الكلى، وهناك 5 مرضى يموتون يومياً في بيوتهم بسبب عدم وجود رعاية طبية.

تواصلنا مع الدكتور محمد أبو سلمية، الذي يؤكد أن خدمة غسيل الكلى بالمستشفى عادت تعمل بشكل كامل ولكن تم تقليص عدد مرات الغسيل للمرضى بسبب شح الوقود الذي يصل.

ويضيف مدير مجمع الشفاء الطبي في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أنه كان هناك 1100 مريض غسيل كلى في القطاع والآن أصبح حوالي 650 مريضا فقط، أما بالنسبة لمستشفى الشفاء فكان هناك 550 مريضا والآن فقط 260 مريضا والباقي استشهد.

ويشير إلى أن المستشفى لم تعد قادرة على تقديم الخدمات الصحية للمرضى والمصابين في قطاع غزة المحاصر، وفقدان كل يوم العديد من مرضى غسيل الكلى بسبب سوء التغذية، وعدم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة لاستمرار جلسات الغسيل، متابعا :"دخلنا في أسوأ المراحل الصحية بسبب العدد الكبير من المرضى والمصابين، وانهيار النظام الصحي بشكل شبه كامل".

مرضى على حافة الموت

وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة في غزة في 11 يوليو، أكد أن المرضى في مستشفيات القطاع لا زالوا على حافة الموت في كل يوم، حيث ️يتم الاستمرار في سياسة التقتير والتنقيط في إدخال الوقود اللازم لعمل مولدات الكهرباء وسيارات الإسعاف.

وأشارت الوزارة في بيانها، إلى أنه ️لا يتم إدخال الكميات التي تحتاجها أقسام العمل في المستشفيات مما يجبرها على اتباع سياسة ترشيد وتقشف تتمثل في إيقاف إمداد الكهرباء عن بعض الأقسام وتأجيل أو توقف بعض الخدمات ومنها خدمات الغسيل الكلوي كما ويخفض من القدرة على تشغيل عدد  كافي من سيارات الإسعاف مما يضطر المواطنين إلى نقل المصابين والمرضى على العربات التي تجرها الحيوانات كما وتجعل المرضى دوما وخاصة الذين تعتمد حياتهم على أجهزة دعم الحياة في العناية المركزة وغيرها من الأقسام على حافة الموت، حيث يتم التوريد لهذه الكميات المجتزأة يوما بيوم ويجعل الجميع يعمل تحت الضغط والخطر المحدق  بشكل دائم.

وناشدت الوزارة، جميع المؤسسات لوضع حد لهذه السياسة وهذه الكارثة المستمرة وتوفير الكميات اللازمة لتشغيل المستشفيات وسيارة الإسعاف بما يحقق إنقاذ الأرواح.

قبلها بأكثر من شهر وبالتحديد في 2 يونيو، ناشدت مستشفى ناصر الطبي المواطنين في القطاع، بالتبرع بالدم على مدار الساعة مع استمرار العدوان الإسرائيلي من أجل إنقاذ المرضى خاصة مرضى الفشل الكلوى، لافتة إلى أن أعداد هائلة من الجرحى تتوافد على المستشفى، مما أدى إلى استنزاف وحدات الدم بشكل شبه كامل.

إعادة ترميم الوحدات الخاصة بالغسيل الكلوى

هنا يؤكد الدكتور غازي اليازجي، رئيس قسم الكلى بمجمع الشفاء الطبي في غزة، أن انقطاع الوقود أدى إلى توقف وحدات الغسيل عن الخدمة بشكل مؤقت وأحيانا تضطر المستشفيات لتقليل عدد ساعات الجلسة إلى ساعتين بدلا من 4 ساعات، مشيرا إلى أن هناك مرضي لم يتم إجراء جلسات غسيل لهم بسبب عدم توفير الوقود.

ويضيف رئيس قسم الكلى بمجمع الشفاء الطبي في غزة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن التوقف المؤقت لوحدات الغسيل الكلوى بشكل مستمر تسبب في وفاة العشرات من المرضى، مع تزايد الأزمة بسبب نقص الغذاء خاصة أن عدم وجود نظام غذائي معتدل لمرضي الغسيل أثر علي حياتهم وأدى إلى وجود مضاعفات مثل فقر الدم وارتفاع نسبة الفوسفور والهزال والضعف ونقصان الوزن.

ويشير إلى ضرورة إعادة ترميم الوحدات الخاصة بالغسيل الكلوى التي تم تدميرها، وتوفير الوقود والمولدات لتشغيل الأجهزة، بجانب توفير أجهزة غسيل الكلي وكراسي الغسيل، المستهلكات الطبية اللازمة لتشغيل الأجهزة وتوفير قسطر الغسيل المؤقتة والمستديمة، وأدوية غسيل الكلي و قساطر الغسيل.

صرخات أصخاب الفشل الكلوى بسبب الحرب على غزة
صرخات أصخاب الفشل الكلوى بسبب الحرب على غزة

وخلال بيان وزارة الصحة الفلسطينية، أكدت أن هناك المئات من مرضى الفشل الكلوي ماتوا بسبب نقص الغذاء ونقص العلاج وعدم توفر أجهزة كافية لغسيل الكلى، ومع تزايد سياسة التجويع التي ينتهجها الاحتلال، أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن المجاعة التي تضرب القطاع تشتد يوما بعد يوم، بعدما تم تسجيل خلال أيام قليلة عشرات حالات الوفاة نتيجة نقص الغذاء والمكملات الدوائية الأساسية، في مشهد إنساني بالغ القسوة.

وأوضح أن الاحتلال يُمعن في جريمته بمنع إدخال الطحين وحليب الأطفال والمواد والمكملات الغذائية والطبية بشكل كامل، في سياسة ممنهجة لتجويع السكان وخاصة الأطفال وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، حيث بلغ عدد الأطفال الذين استشهدوا بسبب سوء التغذية حتى الآن 112 طفلاً، بينما يواجه أكثر من 650,000 طفل دون سن الخامسة خطرا حقيقيا ومباشرا من سوء التغذية الحاد خلال الأسابيع القادمة من بين 1.1 مليون طفل في القطاع.

وأشار إلى أن نحو مليون وربع المليون شخص في غزة يعيشون حالة جوع كارثي، بينما يُعاني 96% من سكان القطاع من مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي، من بينهم ما يزيد عن مليون طفل، وهو واقع صادم يعكس حجم المأساة الإنسانية غير المسبوقة في غزة، مطلقا تحذيرا صارخا من تفاقم الكارثة الإنسانية، ومطالبا المجتمع الدولي، إلى التحرّك العاجل وإدخال المساعدات الغذائية والدوائية والإنسانية فورا، وإنقاذ الشعب الفلسطيني من الموت جوعاً في وقت يقتل فيه الجوع ما عجزت عن قتله آلة الحرب والإبادة.

انهيار المنظومة الصحية في غزة
انهيار المنظومة الصحية في غزة

نظام تجويع مؤسسي

وبحسب البيان الصادر عن منظمة أطباء بلا حدود في 7 أغسطس، أن ️توزيع المساعدات في غزة نظام تجويع مؤسسي وإهانة للكرامة الإنسانية، داعية لوقف آلية توزيع مؤسسة غزة الإنسانية ومطالبا المانحين للامتناع عن تمويل ما في جوهره فخ موت.

وقالت المنظمة خلال بيانها، إنها ️استقبلت بمركزين لها جنوب غزة قرب مواقع توزيع مؤسسة غزة الإنسانية 1380 جريحا من بينهم 28 جثة، و️عدد كبير من المصابين القادمين من مركز توزيع خان يونس أصيبوا بطلقات نارية في الأطراف السفلية.

مريضة تذهب للمستشفى سيرا على الأقدام وتخشى من إلغاء الجلسات

زينة العامودي، مريضة كلى أيضا تتألم يوميا مع عدم وجود علاج يخفف آلامها والنقص الشديد في الطعام الذي تتناوله مما يؤثر سلبا على حالتها الصحية، ومع تصاعد الحرب الإسرائيلية اضطرت إلى الانقطاع مرارا عن جلسات الغسيل الكلوى في المستشفيات.

توضح لـ"اليوم السابع"، أنها تضطر لإجراء غسيل كلوى مرتين أسبوعيا بعد أن كانت أربعة مرات قبل العدوان، مما زاد من خطورة المرض عليها، كما تضطر لتناول طعام غير صحي يعتمد على المعلبات بدلا من الخضروات والبروتين اللازم لوضعها المرضي الصعب، مشيرة إلى أنها تضطر لبذل مجهود بدني ضخم من أجل الذهاب لوحدة الغسيل الكلوى التي تذهب لها سيرا على الأقدام بسبب عدم توافر المواصلات اللازمة.

تخشى زينة العامودي من إلغاء جلسات الغسيل الكلوى التي تبقيها على الحياة، في ظل النقص الشديد في الوقود الذي يصل لمستشفيات القطاع، مما قد يؤدى لوقف تلك الجلسات في أي وقت، خاصة أنها فتقدت خلال الفترة الماضية الكثير من زملائها المرضى الذين لم يتمكنوا من الذهاب للمستشفيات لإجراء جلسة الغسيل.

وبحسب تقرير الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني الصادر في اليوم العالمي للسكان في 11 يوليو، وحمل عنوان "أوضاع السكان في فلسطين"، أوضح أن هناك استهداف ممنهج للمنظومة الصحية في ظل تفاقم الوضع الإنساني في غزة، لافتا إلى أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي، تعرضت المنظومة الصحية في القطاع لاستهداف مباشر من قبل الجيش الإسرائيلي.

تقرير المركزي للإحصاء الفلسطيني عن وضع السكان في فلسطين
تقرير المركزي للإحصاء الفلسطيني عن وضع السكان في فلسطين

وأضاف أنه حتى مايو 2025، تم تدمير أو تضرر أكثر من 94% من المستشفيات، كما تعرّضت 144 مركبة إسعاف للاستهداف والتدمير،  ولم تقتصر الاعتداءات على البنية التحتية الصحية، بل طالت الطواقم الطبية ما أدى إلى فقدان الآلاف من الأطباء والممرضين والفنيين قدرتهم على أداء مهامهم، حيث أسفر هذا الاستهداف عن استشهاد 1,411 من الكوادر الصحية، وإصابة 1,312 آخرين، بالإضافة إلى 362 حالة اعتقال، إلى جانب أعداد من المفقودين والنازحين ضمن الطواقم الصحية.

وأشار التقرير إلى أنه في ظل هذا التدهور الخطير، يواجه نحو 11,000 مريض سرطان خطر الموت، من بينهم 5,000 حالة بحاجة ماسة إلى تحويلات عاجلة للعلاج في الخارج، سواء للتشخيص أو لتلقي العلاج الكيميائي أو الإشعاعي، إضافة إلى 3,000 مريض يعانون من أمراض أخرى تتطلب علاجاً خارج القطاع، كما أدى الاكتظاظ وسوء الأوضاع الصحية في مراكز النزوح إلى تفشي الأمراض المعدية، حيث سُجّلت إصابات بين نحو 2.13 مليون مواطن، من ضمنهم 71,000 نازح أُصيبوا بعدوى التهاب الكبد الوبائي الفيروسي.

طفلة لا تجد علاج منذ 23 شهرا وحياتها مهددة 

مريم النحال، طفلة لم تكمل عامها الخامس، إلا أن مرضها بالضمور في الكلى يتسبب لها في آلام مبرحة يوميا، ليزيد من أوجاعها التي تلاقيها في كل لحظة بسبب أصوات الصواريخ والنزوح المتكرر، وأصبحت مهددة فالإصابة بالفشل الكلوى في أي وقت.

الطفلة مريم النحال
الطفلة مريم النحال

إصابتها بالضمور في الكلى تسبب لها في ارتجاع البول بشكل كبير على الكليتين إلى تضخم الحوالب وفقدان الإحساس بالبول ووجود حوضين، بينما لا يستطيع الأطباء التعامل مع حالتها الصحية بسبب ضعف الإمكانيات الطبية في غزة، مع عدم توافر العلاج اللازم لمرضها، مما جعل الأطقم الطبية يحذرون الأسرة من إمكانية أن تفقد ابنتهم حياتها في أية لحظة.

وتقول والدتها لـ"اليوم السابع"، إن ابنتها حصلت على تحويلة طبية من منظمة الصحة العالمية للعلاج خارج القطاع لزراعة حوالب وتكبير المثانة، إلا أن تأخر سفرها وعلاجها تسبب في تضخم الحوالب وإرجاع بول شديد على الكليتين، موضحة أن الكلية الثانية لابنتها بدأت تتضرر مما قد يؤدى لفشل كلوى كامل .

وتوضح أن ابنتها لديها مثانة غير مكتملة، مما أدى لارتفاع مستمر في درجة الحرارة والتهابات في جسدها، بجانب ظهور دماء في البول وأزمة كبيرة بوظائف الكلى، مضيفة أنها تتمنى أن تعالج ابنتها وتعيش مثل باقي أطفال العالم، خاصة أنها حاولت علاج ابنتها قبل الحرب إلا أن العدوان جاء ليزيد من معاناتها الصحية، حيث لم يتمكنوا من توفير علاج لها منذ حوالى 23 شهرا .

وتتابع والدة مريم النحال :"لا استطيع أن أتحمل رؤية ابنتى وهي لا تستطيع الجلوس على فراشها بسبب كثرة البول الذي لا تشعر به، وتحتاج لكميات كبيرة من البامبرز الذي لا استطيع توفيره لها بسبب ظروف الحرب وعدم توافر الحفاظات، ومع تزايد التضخم في الكلى أصبحت حياتها في خطر كبير".

تأثير عدم انتظام جلسات الغسيل على المرضى بغزة

الدكتور "ح . أ " أخصائي أمراض الكلى داخل القطاع – فضل عدم ذكر اسمه – يكشف تأثير عدم انتظام جلسات الغسيل الكلوى على المرضى، موضحا أن مريض الغسيل يحصل فقط على نصف عدد ساعات الغسيل المناسبة له، وعدم قدرة المنظومة الطبية في تقديم خدمة عمل الوصلة الشريانية الوريدية "الفستيولا " أو القسطرة الوريدية المركزية بشكل مناسب أو في الوقت المناسب، ينجم عنه التهابات متكررة في القساطر الوريدية وما ينجم عنها من زيادة حالات المرضية والوفيات.

ويضيف في تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن العائق الأساسي للمرضى في الوقت الراهن نقص عدد وحدات الغسيل في القطاع، خاصة مع خروج وحدة غسيل الشمال ووحدة غسيل رفح عن الخدمة، وتدمير جزئي لوحدة الغسيل في مجمع الشفاء الطبي، حيث نجم عن ذلك عدم توفر أجهزة غسيل كافية تتناسب مع عدد المرضى، وهو ما يتسبب في تراكم السموم في الجسم وقد تتراكم السوائل أيضا بسبب عدم خروج البول عند معظم مرضى غسيل الكلى مما قد يؤدي إلي اختناق المريض، كما أن تراكم السموم يؤثر على صحة المريض سلبا وعلى جميع أعضاء الجسم.

ويوضح أن نسبة الوفيات في مرضى غسيل الكلى ازدادت في الفترة الأخيرة بسبب عدم توفر وقت كافي للغسيل، وكذلك صعوبة الوصول أحيانا لوحدة الغسيل، أو بسبب نقص في بعض الأدوية أو المستلزمات الطبية، كما أن معظم أنواع الطعام المختلفة غير متوفرة في الأشهر الأخيرة حتى الأنواع المتوفرة تباع بأسعار خيالية مثل اللحوم والخضراوات والفواكه والبقوليات والأسماك، والألبان والأرز والخبز.

مريم شعلان ابنة لاعب فلسطيني شهيد حاول علاجها وفشل.. وأمها تطالب بسرعة سفرها بالخارج

مريم شعلان، ابنة لاعب كرة اليد الفلسطيني الشهيد محمد شعلان، استشهد ولادها وهي يحاول أن يحضر لها طعاما، كان يسعى للحصول على تحويلة طبية لإخراج ابنته للعلاج خارج القطاع خاصة مع تدهور حالتها الصحية نتيجة عدم توافر العلاج .

ابنة لاعب منتخب فلسطين لكرة اليد، لم تعد تجد من يذهب معها للمستشفى لإجراء غسيل كلوى، بعد استشهاد والدها، حيث تعاني من فشل كلوي وتسمم حاد في الدم، وكان اللاعب الفلسطيني الملقب بـ""الزلزال" يناشد العالم مرارًا لإنقاذها، لكنه رحل قبل أن يحقق حلمه في إنقاذها .

وتكشف والدة مريم شعلان، زوجة اللاعب الفلسطيني الشهيد، في تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن الحالة الصحية لابنتها أصبحت صعبة للغاية في ظل عدم تكنها من حضور جلسات الغسيل الكلوى، بجانب المجاعة التي يعاني منها القطاع، وعدم قدرتها على توفير الطعام لأبنائها بعد استشهاد الزوج، مطالبة بسرعة الاستجابة لندائها بسفر ابنتها للعلاج في الخارج بعد تدهور حالتها الصحية.

الشهيد محمد شعلان وابنته مريم
الشهيد محمد شعلان وابنته مريم

 

جهود ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى

جهود عديدة يبذلها ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى في غزة لمحاولة تخفيف آلام المرضى ومساعدتهم في الحصول على العلاج والذهاب للمستشفيات، حيث أكد خلال رسالة وجهها للمرضى – حصل اليوم السابع على نسخة منها - خدمة جميع المرضى بقسم الكلية الصناعية بالشفاء الطبي بدون استثناء حسب المقدرة والاستطاعة بأي شكل من الأشكال.

وقالت رسالة الملتقى :"نقدر أي إنسان يستطيع ان يقدم ويعمل من أجل مساعدة المرضى ونشد على أيدي الجميع أن يكونوا فاعلين في مدمار مد يد العون والمساعدة لمرضى الكلى، حاولنا أن نشكل مجموعة اجتماعية بالقسم لتنظيم العمل المشترك، وقمنا بالعديد من المساعدات الإنسانية ونسعى بالتواصل مع الأطباء لإجراء عملية جراحية "فيستولا وبرميكات ولاين" حسب حالة المريض وتواصلنا من أجل تحويلات وسفر بعض المرضى ونركز اهتمامنا بأن يستفيد الجميع من تحويلات العلاج خارج القطاع،  وقمنا بزيارة متكررة للمسؤولين بوزارة الصحة بهدف تقديم كرسي متحرك لمن يحتاج، بجانب شحن 10 ماكينات غسيل بكراسيهم، وعملنا له هدف واحد وسنظل مستمرين لنكون صوت وضمير كل مريض كلى".

شظايا تدمر كلية محمد سلوت

حالة أخرى تسببت الغارات الإسرائيلية في أضرار بالغة في كلى الطفل محمد سلوت، البالغ من العمر 11 عامًا، بعدما أصيب بشظية في الظهر تسببت في قطع الحبل الشوكي، وأضرار بالغة في الكبد والكلى والاثني عشر والمثانة، ما أدى إلى إصابته بشلل نصفي، ولا يجد حتى الآن علاجا للفشل الكلوى الذي تسببت فيه تلك الغارة.

حياة محمد سلوب أصبحت مهددة مع عدم قدرته على استخراج الشظايا التي تسببت له بمضاعفات في الكلى، مما جعل الأطباء ينصحون أسرته بضرورة السفر خارج القطاع من أجل العلاج، بسبب نقص الإمكانيات وعدم قدرة المنظومة الصحية على علاج إصابته في الكلى.

الطفل محمد سلوت
الطفل محمد سلوت

الأصعب من ذلك هي الصورة التي ظهر عليها محمد سلوت داخل إحدى مستشفيات القطاع وهو متمدد على إحدى الطرقات، بعدما لم يتمكن الأطباء من توفير سرير له، في دليل واضح على انهيار المنظومة الصحية.

محمد سلوت ووالدته داخل المستشفى
محمد سلوت ووالدته داخل المستشفى

توفير السولار يضمن استمرار عمل أقسام الكلى بالمستشفيات

في هذا السياق، يشير محمد أبو عفش، مدير جمعية الإغاثة الطبية في شمال غزة، أن تلك التحركات التي يبذلها ملتقى تجمع مرضى الفشل الكلوى تأتي بعد توقف بعض خدمات الغسيل الكلوى لفترة، وبعد دخول السولار للقطاع خلال الفترة الماضية، تم تشغيل القسم وتظل المشكلة فى كميات السولار هل سيستمر في الدخول أم ستتوقف.

ويؤكد مدير جمعية الإغاثة الطبية في شمال غزة، في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن نسبة من توفى من مرضى الكلى منذ بداية الحرب حسب تقارير وزارة الصحة ومنظمة الصحة العالمية تصل إلى 45%من المرضى، مشيرا إلى أن هناك نقص كبير فى أدوية الكلى والمحاليل التى تستخدم فى الغسيل، خاصة بعدما تم تدمير مستشفى الكلى الموجود فى شمال القطاع مستشفى نور الكعبة التخصصي للكلى وهو مستشفى متقدمة للغاية.

ويوضح أن مجمع الشفاء الطبي أصبح المستشفى الوحيد الذى يقدم خدمة الغسيل فى منطقة الشمال بمدينة غزة وشمالها، وتعرض قسم الكلى للتوقف عن العمل لفترة لكن القسم يعمل الان بكامل طاقته والمطلوب وصول كميات من المحاليل وقطع صيانة الأجهزة لضمان الاستمرار في العمل وعلاج المرضى.

Google News تابع آخر أخبار اليوم السابع على Google News

موضوعات متعلقة

Trending Plus

اليوم السابع Trending

الأكثر قراءة

الحكم على التيك توكر علاء الساحر فى قضية العملات الرقمية 15 سبتمبر

فيفا يخطر اتحاد الكرة بأحقية الزمالك فى قيد الكيني أوشينج بقائمة الفريق

الحبس 4 سنوات للمتهمين بمطاردة فتيات بطريق الواحات

السردية الوطنية للتنمية الاقتصادية.. خريطة طريق شاملة لمستقبل مصر وجذب الاستثمارات بالجمهورية الجديدة.. سياسيون: وثيقة إصلاح شاملة تعزز التنمية الإقليمية المتوازنة.. وتساهم فى فتح المجال العام أمام القطاع الخاص

كيف يستعد منتخب مصر لمواجهة بوركينا فاسو فى تصفيات كأس العالم؟


أشرف زكى يرد ببيت شعر بالفصحى على تصريحات السورى سلوم حداد

شاب يرتدى زى الشرطة للتفاخر.. والداخلية تضبطه بعد تداول الفيديو

فريدة الزمر تكشف تفاصيل سرقة فيلتها بمنطقة كرداسة: الخادمة خانت ثقتى

مش فى الكورة فقط.. مصر تواجه بوركينا فاسو مرتين خلال 48 ساعة

الأهلي يغلق باب التفاوض مع جوزيه جوميز لخلافة ريبيرو


هبوط اضطرارى لطائرة بريطانية فى مطار سيدنى بعد عطل فنى مفاجئ

نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة.. موقع التنسيق للطلاب: ترقبوا النتيجة

اتحاد الكرة رداً على شكوى منتخب إثيوبيا: شهادات المراقبين تبطل ادعاءاتهم

النيابة تخلى سبيل الشاب المتهم بالإساءة للمولد النبوى الشريف بالدقهلية

يتضمن "إدارة شخصية من ترامب".. تفاصيل مقترح واشنطن الجديد لإنهاء حرب غزة

حقيقة رحيل أشرف بن شرقي عن الأهلي إلى الدوري القطري

رئيس الوزراء يستعرض ملامح الاستراتيجية الوطنية للعمران والبناء الأخضر

خادمة وزوجها يعترفان بسرقة فضيات من فيلا الإعلامية فريدة الزمر بكرداسة

أسما شريف منير تجمع بين زوجها وطليقها مع ابنتها فى أول يوم دراسة.. صور

الزمالك يجهز أوشينج لمواجهة المصري فى الدوري

لا يفوتك


المزيد من Trending Plus
Youm7 Applcation Icons
اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع اليوم السابع هواوى